"عامونا" وأم الحيران
رام الله- رايــة:
بين بؤرة "عامونا" الاستيطانية في قلب الضفة وقرية ام الحيران في قلب النقب المحتل مفارقة كبيرة. ففي وقت تدعي فيه حكومة نتنياهو في الظاهر مفهوم دولة تمارس العدالة، تمارس في الخفاء سياسة تهجير بحق الفلسطينيين لإحلال المستوطنين في ارضهم. على مدار الايام يتم احتلال ما تبقى من ارض فلسطين.
أم الحيران قرية فلسطينية اقيمت عام 1956 على ارض النقب وسجلت الارض بإسم اهلها في الصكوك العشائرية حينها. بؤرة "عامونا" ولدت بعد الالفية ولا تزال تنمو على ارض فلسطينية يملك اهلها الفلسطينيون اوراق تسجيل حديثة "طابو" بملكيتها.
بين البؤرة الوليدة والقرية تدخلت الحكومة الاسرائيلية لمنع إخلاء الاولى التي صدر قرار محكمة بإخلائها، وهدم القرية بذريعة انها قرية غير معترف بها.
تسعى الحكومة الاسرائيلية بقيادة بنيامين نتنياهو بقصارى جهدها لإيجاد طريقة تمنع اخلاء البؤرة، وعلى الجانب الاخر تدفع باتجاه هدم قرية ام الحيران لإقامة مستوطنة يهودية على ارضها.
وكتبت صحيفة "هآرتس" العبرية في عددها أمس ان نتنياهو، قال خلال جلسة وزراء الليكود، صباح الاحد، انه يواصل محاولة دفع حل يمنع إخلاء بؤرة عامونا، من خلال نقل بيوتها الى اراضي تعود لفلسطينيين عاشوا هناك في الماضي، لكنهم تركوها في 1967 واعتبرت اراضيهم "املاك غائبين".
فيما اعلنت سلطات الاحتلال مساء امس نيتها هدم قرية أم الحيران في النقب المحتل صباح اليوم الثلاثاء.
وعلى الجانب الفلسطيني بدأت منذ ساعات مساء امس حالة استنفار لمواجهة الهدم وتواجد العشرات من المتضامنين واعضاء القائمة العربية المشتركة في القرية المهددة بالهدم.
وقضى عدد من النواب الليلة في القرية، وقال النائب عيساوي فريج ان الحكومة الاسرائيلية تنوي هدم منازل المواطنين البدو في النقب في الوقت الذي تقوم فيه باضفاء صبغة الشرعية على نقاط استطانية عشوائية مثل "عامونا".
وبحسب مصادر من النقب فإن لجنة التوجية العليا لعرب النقب تنوي تنظيم مظاهرة غدا قبالة مقر وزارة المالية الاسرائيلية في القدس ضد هدم المنازل في الوسط البدوي بحجة ان القرية فير معترف بها.
ويسكن في ام الحيران ألف فلسطيني، ولا تتوفر فيها خدمات طبية أو صحية أو ماء أو كهرباء، ويستخدم سكانها مولدات الكهرباء الخاصة.
وتنوي حكومة الاحتلال اقتلاع القرية لإقامة مستوطنة يهودية على انقاضها تدعى "حيران".