الأب غزّي والابناء مقدسيون.. يفصلهم 10 أعوام وحاجز

غزة- رايــة:

سامح أبو دية-

بين غزة والقدس مسافة سير لا تتعدى ساعة من الوقت، هذا ان جرى حسابها في الظرف الطبيعي في حياة طبيعية، لكن في ظرف غير طبيعي وتحت الاحتلال تسقط كل الحسابات، فكانت مسافة السير حتى الان 10 أعوام يحرم فيها أب من لقاء ابنائه السبعة وزوجاته.

الأب من غزة وزوجتيه من القدس، هكذا تبدو التهمة، التي عاقبت اسرائيل العائلة عليها وفرقت شملها.

المواطن حسن نمر دلول (41 عاما)، انتقل الى القدس عام 1994 وامتهن "الخياطة" في احد محالها، ثم تزوج مقدسيتين وأنجب 7 أبناء، قبل ان تلقي قوات الاحتلال القبض عليه وهو برفقة زوجته عام 2008، وتدخله السجن لمدة عام ثم الابعاد لأجل غير مسمى نحو قطاع غزة.

لحظات هي التي تم فيها الاعتقال لكن ما بعد الاعتقال هدم 14 عاما من العيش في القدس لتأسيس حياة كأي انسان.

منذ عام 2008 وحتى الآن يتجرع 9 أفراد يومياً قسطاً لا بأس به من غذاء "الحرمان"، عائلة لا تحلم الا في لقاء قريب، بلا موعد. 

ترك حسن أبناءه صغارا في مدينة القدس، أم الان اصبحوا شبانا، يقول: "أي قانون في العالم يشرعن ابعاد الأب عن أبناءه، غزة تحولت الى سجن كبير".

ويضيف دلول الذي يعمل بائع للمشروبات السريعة وسط مدينة غزة: "ما ذنب هؤلاء الاطفال أن تتم تربيتهم بعيدا عن والدهم، وما ذنبي أن أحرم من رؤية أطفالي، لماذا أعيش حياتي بتشرد وضياع، الى متى".

قبل 3 سنوات، تعرضت طفلته ملك (7 سنوات) لحادث سير كُسرت ساقها على اثره، وما تزال تعاني منه حتى الآن، استنجدت بوالدها الغائب الذي كافح مجددا من أجل الوقوف لجانبها، الا ان جهوده باتت بالفشل مجددا، بسبب منع سلطات الاحتلال.

ولم يسمح المنع الاسرائيلي لحسن بزيارة زوجته في مشفى هداسا بعدما دخلته لاجراء عملية خطيرة. 

وبعد طول غياب طلبت احدى زوجاته الطلاق فلبى لها الطلب وطلقها. تغيرت حياته قسرا.

عائلة دلول تجسد حال آلاف العائلات التي يمنع الاحتلال لم شملها، بين القدس ومدن الضفة من جانب وقطاع غزة من الجانب الاخر. 

فلسطينيون كثر، منهم من لم يستطع حضور عزاء والده المتوفي في غزة، وعامل في "حسبة الخضار" برام الله لم ير ابناءه في القطاع طيلة 9 أعوام. 

يجرى ذلك بفعل المنع اسرائيلي الذي لا يعترف بحق هذه العائلات في لم الشمل، ويقف حاجزا بين الأم وابنها والزوج وزوجته.