الطقس
Loading...
أوقات الصلاة
الفجر 5:09 AM
الظهر 11:38 AM
العصر 2:22 PM
المغرب 4:47 PM
العشاء 6:07 PM
العملات
Loading...
ترددات البث
جنوب فلسطين FM 96.8
أريحا و الأغوار FM 96.8
وسط فلسطين FM 98.3
جنين و الخليل FM 98.3
شمال فلسطين FM 96.4

"المعرجات" يواجه الهدم

 

رام الله- رايــة: 

فارس كعابنة- 

عام 1969، تاريخ يحفظه البدوي ابو عودة جيدا، وقتها رحلته الالة العسكرية الاسرائيلية قسرا في طفولته هو وعشرات العائلات البدوية من قرية العوجا شمال مدينة اريحا بالضفة، الى الجبال والمنحدرات المحاذية لطريق "المعرجات" المؤدي الى مدينة اريحا للقادمين من الغرب.

اليوم في تجمع المعرجات تواجه العائلات الترحيل ذاته، وابو عودة صار كهلا يحمل هم عائلة ممتدة مكونة من 4 عائلات و20 فردا من أبناء واحفاد.

هنا في بوابة هذا المنحدر المطل على اعتى الأودية تبدو بيوته معلقة. عمل لسنوات في نحت السفح المنحدر لتسوية مكان لخيامه في سبيل الثبات والاستقرار، ويواجه اليوم تهديداً بهدم شقاء السنين.

حمل ابو عودة همّ بناء عائلته التي كبرت لكن همّ اسرائيل كان على أكتافه أثقل، لا سيما وطائراتها تحوم في السماء بين الفينة الأخرى، متربصة بكل غرفة حديدية يتوسع بها أبو عودة، لتأتي بعدها ما تدعى "سلطة تنظيم الاراضي" وتبلغه بالهدم.

"أين نذهب، لا مكان تبقى لنا" يقول مستذكرا رحيله وهو بعمر احفاده الواقفين على باب "البركس" الخاص به، يواجهون مصيره اليوم.

العائلات البدوية اجبرت على الرحيل من العوجا بهدف بدء مناورات وتدريبات عسكرية اسرائيلية. واليوم تواجه الهدم بحجة زيادة البناء.

ويتعين على ابو عودة والعائلات هنا العيش في بركسات بنيت قبل عقود دون اي اصلاح أو زيادة بناء ولا بحجم غرفة صغيرة للابناء الذين كبروا.

ألصقت قوات الاحتلال التي وصلت التجمع ورقة على غرفة بناها المواطن فايز الخلايفة في التجمع قرب بيوت ابو عودة. كتب عليها امر بالهدم حتى تاريخ 21-11-2016.

كان الخلايفة قد بنى غرفتين من الصفيح والخشب قبل عشرات السنين لكن هبات الرياح القوية مزقتها مع مرور السنوات فبنى الغرفة الجديدة من الواح الحديد بدلا من المهدم بفعل الرياح. لكنها الان تواجه هدما بفعل الاحتلال.

"هذا البلاغ حتى 21 من هذا الشهر، لكن ان هدموا سأبني مرة اولى وثانية وثالثة.. وسأبني هنا حتى نرى من سيبقى نحن أم هم" يقول الخلايفة رافعا ورقة البلاغ بيده امام الغرفة المهددة التي كانت معدة لتأوي عائلة من 10 افراد.

تبدي العائلات رغبة كبيرة في التحدي والصمود. فمصير الرحيل قاس، اذ اسست حياتها للعيش على الثروة الحيوانية كمصدر رزق وحيد والاعتماد على المساحة الرعوية المتاحة في محيطها.

وتعد هذه المنطقة من افضل المساحات الرعوية في الضفة، لاتساعها ودفئ شتائها.

وعلى مسافة مئتي متر شرق الخلايفة تواجه عائلة مكونة من 14 فردا هدم بيوتها جميعا مع بركسات الاغنام، يقول رب العائلة عبد الحافظ "ابو ابراهيم" القول ذاته: "لا مكان لنا سوى هذه المنطقة ..لن نرحل حتى لو هدمنا 15 مرة.. هذه ارضنا".

الحال ذاته مع 7 عائلات اخرى، تنتظر بترقب وخوف التاريخ المحدد للهدم، وفي حيرة من امرها حول كيفية الدفاع وايقاف الهدم. هنا تخلوا عن مطالبهم بالكهرباء والمبنى الجيد، فقط يريدون من يدافع عنهم لايقاف الهدم.

"نتمنى المساعدة، على الاقل في الدفاع القانوني.. بلغنا قب 10 سنوات بهدم ودفعنا مبالغ طائلة للمحامين لنحصل امراً ر احترازيا يؤجل عملية الهدم ..واليوم نواجه المصير ذاته مرة اخرى"، يقول الخلايفة.

قبل 10 سنوات أعلنت اسرائيل نيتها إخلاء كافة التجمعات الواقعة بجانب مقطع الطريق بين قرية الطيبة ومدينة اريحا ضمن خطة فصل الضفة عن الاغوار، وإزالة اي تواصل وجودي فلسطيني في هذه المناطق لصالح اعلانها مناطق عسكرية تتوسطها مستوطنات تمتد على الخط الشرقي للضفة. فأبلغت كافة العائلات لكن يبدو ان القرار جمد أو سينفذ ببطئ كما تم مع مساكن لعائلات هدمت دون غيرها.

طيلة سنوات يحفظ الفلسطينيون القادمون الى مدينة اريحا موقع التجمع فوقوعه بجانب الطريق الرئيسي جعله تحت ناظر المركبات المارة من الشارع على مدار الساعة، الكل يعرف التجمع لكن لا احد يعلم انه الان على موعد مع الهدم.

Loading...