بين أسنان الجرافة و"جنزير" الدبابة
رام الله- رايــة:
فارس كعابنة-
تعيش العائلات في الاغوار الفلسطينية المأساة بمعانيها خلال الاونة الاخيرة، فالبيوت التي نجت من اسنان جرافة الهدم الاسرائيلية، وقعت فريسة الترحيل تحت وطأة جنازير الدبابات والمدرعات.
في خربة الرأس الاحمر ومنطقة حمصة بالاغوار الشمالية، اجبرت 14 عائلة على ترك بيوتها وافتراش العراء بعدما تحولت أراضيها إلى ساحة تدريب عسكري لجنود الاحتلال الإسرائيلي. والمنطقة ذاتها شهدت هدم بيوت 6 عائلات قبل اسابيع.
العائلات التي تتكون من 40 فردا، بينهم الاطفال والنساء والشيوخ، رحّلتهم ما تدعى "الادراة المدنية الاسرائيلية" عصر امس، فافترشوا الأرض والتحفوا السماء طوال فترة التدريب التي استمرت حتى ساعات متأخرة من صباح اليوم.
وتزامن الترحيل مساء امس مع سقوط امطار غزيرة على تلك المناطق، "كانت العائلات في الوحل وتحت المطر.. الوضع مزري ومأساوي"، وصف عارف دراغمة مسؤول مجلس محلي المالح حالة العائلات التي هجرت.
وفي الاغوار الوسطى اقتحمت الدبابات والاليات العسكرية صباح اليوم الاربعاء، قرية عين شبلي، متوغلة من بين بيوت العائلات، لبدء تدريبات عسكرية في القرية.
وكانت اليات الاحتلال اقتحمت صباح امس الثلاثاء قرية فروش بيت دجن في الاغوار الوسطى وشرعت بتدريبات بين خيام وبيوت العائلات منذ الصباح واستمرت حتى المساء.
وقال شهود عيان من القرية لـ"رايــة"، ان عدة اليات بينها دبابات تمركزت على مسافة صفر من بيوت السكان قبل ان تدوس أراضيهم الزراعية خلال تنقلها.
واضاف الشهود ان الاليات انسحبت في المساء مخلفة خرابا في الارض الزراعية.
وفروش بيت دجن قرية زراعية يعيش فيها حوالي 1700 مواطن، غالبيتهم يعتمدون على الزراعة كمصدر رزق وحيد لهم في ظل منع الاحتلال البناء فيها بحجة وقوعها في منطقة "ج".
وخلال هذا العام رحلت السلطات الإسرائيلية عديد من عائلات الاغوار من بيوتها لأسابيع بحجة التدريب العسكري.
وفِي العام الماضي وثقت رايــة تدمير الدبابات لمحاصيل القمح وعدد من المزروعات المروية في الاغوار الشمالية خلال تدريبات عسكرية.
ويقول مسؤول مجلس محلي المالح عارف دراغمة إن التدريبات العسكرية الاسرائيلية باتت كابوسا بالنسبة لأهل الغور، "فساعة الرحيل تأتي فجأة ولا مكان يأوي العائلات ليومين حتى انتهاء التدريب، اذ يبقوا معلقين بين وبين".
ويشير الى ان هذه السياسة تهدف لاجبار الفلسطينيين على الرحيل الابدي من الاغوار، لكن العائلات تصمد في كل مرة وتعود لبيوتها رافضة ترك ارضها.
وبين دراغمة لـ"رايــة"، أن 200 عائلة هجرت خلال هذا العام بسبب التدريبات العسكرية منها عائلات هجرت لـ6 مرات في منطقتي الرأس الاحمر وحمصة.
ونفذت جرافات الاحتلال عمليات هدم لبيوت عدة عائلات في منطقة الرأس الاحمر قبل اسابيع، وفي خربة الحمة لا تزال سلطات الاحتلال تمنع المواطن ابو رسمي من بناء خيامه التي هدمتها الجرافات قبل حوالي شهر ونصف.
واقيمت في الخربة مستوطنة لعدد من المستوطنين بحماية جيش الاحتلال، بالقرب من بيوت عائلة ابو رسمي المهدمة.