من غزة.. "عوض الله" تنافس عالمياً على أفضل مُعلم
غزة – رايــة:
سامح أبو دية
"معلمة تستحق الاحتفاء بها، كونها معلمة صديقة لطلابها، مستمعة جيدة، ومتفهمة لحاجات طلبتها وقدراتهم، مشجعة لهم، تحرص على إيجاد بيئة صفية مرحة، وتعليم ممتع بلطفها، واستخدامها لاستراتيجيات مثيرة للتفكير، وإلمامها بمادة درسها وتطويرها، وحبها لاستطلاع ما هو جديد ومبتكر في العملية التعليمية عالمياً"، هكذا أعطى موقع "جائزة أفضل معلم في العالم للعام 2017"، وصفاً لمعلمة غزية تشارك في المسابقة.
منى مصطفى عوض الله معلمة فلسطينية من مدينة رفح جنوب قطاع غزة، تسير بثقة وثبات على خطى المعلمة حنان الحروب صاحبة لقب أفضل معلم في العالم، وتستعد جيداً للحصول على اللقب مجدداً، فإن ظفرت باللقب أم لا فهي مشاركة تعنى لها الكثير كما للشعب الفلسطيني وللعالم العربي أيضاً.

وتسعى ابنة ال (33 عاما) بكل ما أوتيت من خبرة في مجال التعليم مدججة بإنجازات كبيرة خلال فترة عملها التي امتدت لأكثر من 10 سنوات، في مختلف المؤسسات التعليمية وتعاملها مع مختلف الطلاب، كما أن الحروب كانت الدفعة القوية للمنافسة على اللقب وطرح الأفكار الفلسطينية على المستوى العالمي.
حصلت عوض الله على بكالوريوس الفيزياء من كلية العلوم في الجامعة الإسلامية بغزة، ثم أنهت دبلوم التربية، قبل أن تنال درجة الماجستير في مناهج طرق تدريس العلوم، وتعمل الآن مدرِسة لمادة العلوم في مدرسة "ذكور الرياض" التابعة للأونروا منذ 5 أعوام.
عملت منى في القطاعين الحكومي ( عامان) والأونروا (5 أعوام) وكانت معيدة درست في جامعات غزة, كما أن لها إنجازات محلية ودولية استطاعت م خلالها أن ترقى بالتعليم عبر استراتيجيات علمية حديثة، من خلال المشاركة في عدة مشاريع دولية في العراق واليمن ومصر ودول عربية أخرى.

منى رشحتها مؤسسة المتحدين للمسابقة التي تنظمها مؤسسة "فاركي فاونديشن" البريطانية, بعد أن استوفت شروط الطلب الخاصة بالمسابقة، كحصولها على شهادة دولية ومشاركتها في خدمة المجتمع اضافة لامتيازات خاصة بالمعلم كالعمل على المواقف الابداعية والابتكار والاستراتيجية الحديثة.
في مدرستها، تميزت عوض الله بشكل ملفت، فصنعت غرفة تُعرف بـ "غرفة المعلم المقيم" ويقوم الطلبة مع أدواتهم بزيارتها في كل درس علوم، وتقوم بتقسيم الفصل على شكل 9 مجموعات منظمة، كل مجموعة تحتوي على 4 أو 5 طلاب فقط، وتستخدم أدوات للاستكشاف والتجريب، وزوايا خاصة ابتكرتها خلال رحلات قامت بها المعلمة وأهمها في مدينة أريحا.

بذكائها وثقافتها صنعت المعلمة بيئة صفية متميزة، وعملت على تطوير قدرتها وتميزها بمنهجية تدريس حديثة، جعلتها مؤهلة للمنافسة على جائزة تُعرف أيضا على أنها "جائزة نوبل للتعليم"، وهي المرشحة الفلسطينية الوحيدة للمسابقة.
الطلاب أحبوا تلك البيئة التعليمية التي تنتهجها المعلمة منى في غرفة العلوم، بل وينتظرونها دوما بشوق وحماس، ودون شك فإن المرشحة منى عوض الله تستحق اللقب الذي تسعى للحصول عليه، انطلاقا من القول "لا يمكن لأيّ نظام تعليمي أن يكون أفضل من معلميه"، وقد أثبتت أنها "معلم ونظام تعليمي" معاً.
وتخطت المعلمة المرحلة الأولى، حيث يتم خلالها التصويت الالكتروني من قبل المجتمع والناس المحيطة بالمعلم، وحازت على مرحلة متقدمة جداً خلالها.
وعن اجتيازها للمرحلة الأولى والتي كانت في المرتبة الأولى لحظة كتابة التقرير، تقول: "التصويت يكون من خلال الزملاء والطلبة والعديد من نشطاء الإعلام الجديد، كل المرشحين يدخلون ضمن التقييم، ونسبة التصويت تكون على شكل نقاط، على اعتبار أن يكون المجتمع داعم لمرشحه عبر نقاط التواصل، وهو ما لاقى استحساناً من المدرسة والزملاء ومدراء التعليم في المنطقة واساتذة الجامعات".
لقد أثبت المعلم الفلسطيني تميز ورفعته وصدارتُه في المحافل الدولية، وهو الهدف الذي شاركت من أجله المعلمة منى عوض الله وتسعى لتعزيزه, وكلها أمل وثقة بأن تلقى دعماً مجتمعياً ورسمياً من أجل الظفر بلقب "معلمة العام".

