عام برفقة الامل
رام الله-رايــة:
داليا اللبدي- كلما تقلصت منافذ الضوء اتسعت مساحة الانتظار، ومساحات الانتظار لدى أمل، وهو اسم مستعار استعانت به مضيفتنا للحفاظ على خصوصية العائلة، كانت أطول مما توقعت، فحربها مع سرطان الثدي امتدت على مدار سنة، وعلى الرغم من تعافيها إلا أنها ما زالت تخشى تلك الكلمات القاتلة كما تصفها "لديك ورم خبيث".
دفع أمل للحديث عن تجربتها مع سرطان الثدي، والذي يصيب واحدة من كل ثماني نساء في العالم، لم يكن مهمة سهلة، فالكثير من الخوف والذكريات والأفكار السوداوية تتعلق بتلك المرحلة "عندما شعرت بتلك الكتلة بصدري لأول مرة اسودت الدنيا بعيني وشعرت بأن الحياة تنسل من بين أصابعي بسلاسة المياه..الله لا يعيدها من أيام" قالت أمل فيما تغمض عينيها وكأنها تبعد صورة بشعة.
لكن صورة أكثر بشاعة أضطرت أمل للتعامل معها بعد مرحلة التشخيص ألا وهي مرحلة العلاج الكيماوي الذي يرافقه الكثير من الألم والتعب والتغيرات في شكل ونفسية المريض "لم تكن تجربة سهلة على الإطلاق... كنت بحاجة للمساعدة في أبسط أموري الشخصية ولولا دعم زوجي لا أدري كيف كنت سأتخطى هذه المرحلة" تقول أمل
بحديثها عن الدعم المعنوي الذي وفره لها زوجها أشرقت عيناها بابتسامة خجولة وشت بالكثير مما تعرضت له أمل وتتعرض له معظم النساء المصابات بهذا المرض،"فهن يخشين فقدان أنوثتهن وبالتالي فقدان الشريك" تقول مرح سلمان، الأخصائية الاجتماعية في مركز دنيا التخصصي مضيفة أن "الجزء الأكبر من العلاج يعتمد على الحالة النفسية للمريضة وتقبلها لفرصها بالنجاة من هذا المرض والأهم من ذلك ثقتها بنفسها وبجسدها".
ووفق الدراسات، يعد سرطان الثدي المسبب الأول للوفيات بين السرطانات بنسبة ٣٤٪ لدى النساء في فلسطين ما يعني الحاجة الملحة لحملات التوعية والتثقيف للنساء في مختلف المناطق ومن مختلف البيئات والثقافات لتكريس ثقافة الكشف المبكر عن حالات الإصابة والذي من شأنه أن يرفع من نسبة النجاة والشفاء التام.
ولأجل هذا كله، يتلون أكتوبر/تشرين أول من كل عام بالشرائط الوردية التي تعلن هذا الشهر شهر التوعية والتثقيف بسرطان الثدي وطرق علاجه والوقاية منه، وهذا العام ينطلق شهر التوعية بسرطان الثدي تحت شعار مختلف "نحن نستطيع، أنا أستطيع"…ولكل نساء فلسطين نقول: "أنتن تسطعن".
