الطقس
Loading...
أوقات الصلاة
الفجر 5:13 AM
الظهر 11:51 AM
العصر 2:44 PM
المغرب 5:10 PM
العشاء 6:28 PM
العملات
Loading...
ترددات البث
جنوب فلسطين FM 96.8
أريحا و الأغوار FM 96.8
وسط فلسطين FM 98.3
جنين و الخليل FM 98.3
شمال فلسطين FM 96.4

رام الله العتيقة تخشى السقوط !

 

رام الله - رايــة:

مجدولين زكـارنـة -

وحده الفقر السبب الوحيد الذي ثبت هذه العائلات تحت سقوف مهترئة وبين جدران عمرها قرن من الزمان، بيوت أوت أجيالا أصبحت عظامها مكاحل لا زالت تأوي أطفالا بعظام هشه لا أحد يأبه بهم.

يمر الجميع من هذا الشارع "رام الله التحتا - البلدة القديمة" ويتغنى بقدم البيوت وجمالها ولكن من فكر بساكنيها الذين سئموا وعود البلدية والمحافظة والمؤسسات المهتمة بشؤون الترميم لإصلاح بيوتهم، ويواجهون وحدهم خطرا غير بعيد من سقوط منازلهم التاريخية التي يقصدها السياح من جميع اسقاع الأرض.

أن ينام 5 في غرفة لا يتجاوز عرضها المترين أمر اعتاد عليه السكان، وسترى ان دخلت هذه البيوت، إمرأة سبعينية آثرت الرقود على كنبة قديمة لعدم وجود اتساع في الجيب وفي البيت لغرفة خاصة.

ام شعبان 76 عاما، تسكن في  منزلها منذ خمسين عاما، رحلت واسرتها بعد النكبة من حيفا ولجأت إلى رام الله، تزوجت وجاءت مع زوجها الى هذا المنزل والآن تسكن مع ابنها وزوجته و 5 من أولاده هنا.

قبل أشهر وقع سقف غرفة في منزل ام شعبان، لحسن حظهم ان أحدا لم يكن بالغرفة حينها، تقول: "بعد ان وقع السقف اعاد ابني الذي يعمل في مخبز تصليحه على نفقته، لا يزورنا أحد هنا لا بلدية ولا محافظة الا أولاد صاحب المنزل الذي استأجرناه منهم قبل 50 عاما ليطالبوا بالاجار الذي نتأخر دائما عن تسديده أو ليجلب سياحا يريهم المنزل".

أصحاب هذه المنازل لا يغلقون أبوابها دائما تراها مُشرعه فلا شبابيك تفي بغرض التهوية، البيوت هنا رطبة و هشة.

في رام الله القديمة المنسية وبقرب الحاجة ام شعبان تسكن الحاجة ام عبدالله في بيت عمره أكثر من مئة عام يعود لشخص هاجر قبل 50 عاما الى أمريكا وأجرهم اياه.

تقول ام عبدالله التي تسكن وكنائنها وأحفادها الأحد عشر: " لم يستطع اولادي استئجار شقق حديثة فأسكنتهم عندي واعطيت كل واحد منهم غرفة".

 إيجار هذه البيوت بسيط جدا مقارنة بالشقق الحديثة التي تُبنى حاليا فهي لا تتعدى ال500 شيكل، ولكن ام عبدالله تدفع كل فترة مبلغ غير بسيط لترميم المنزل الذي تقطنه منذ 31 سنة.

"في الشتاء ندف المنزل على رؤوسنا واستدعى الأمر 3000 شيكل لترميم الزينكو".تقول ام عبدالله

يحيط منزل ام عبدالله ساحة كبيرة اذا تجولت بها سترى مقاعد اسمنتية طويلة ممتدة على طول الساحة سبب بنائها مجهول واذا رفعت بصرك سترى اشجار سرو عمرها من عمر البيت.

تشتكي ام عبدالله ثمر هذه الأشجار القديمة التي تؤذي أحفادها أثناء لعبهم وتقول: "قدمت طلبا  للبلدية لقصها ولكنها رفضت كون الهدم او الازاله في البلدة القديمة ممنوع".

على الرغم من ان ام عبدالله ليست صاحبة المنزل الا انها تحاول جاهدة الحفاظ على قدمه، الباب لا زال هو ذاته لم تغيره بل تحرص على ان تطليه بدهان الانتيكا، أما زجاج الابواب والشبابيك فبعضه تركته كمان هو بكسوره والآخر دهنته بالألوان.

تلقت ام عبدالله هي الأخرى وعودا كثيرة من مؤسسات معنية بشؤون الترميم لترميم منزلها ولكنها كانت وعود كلامية لم ينفذ منها شيء.

أما ام موسى التي تركت صنارتها قبل سنتين، فعاشت في منزلها آخر سنينها وحيدة.. تقول جارتها: "بكت كثيرا من الوحدة وفي يوم من الايام وجدوها ميتة في منزلها ولم يكن بجانبها أحد، ابنها الذي تزوج وهاجر هربا من منزلهم الذي لايليق بحداثة العصر عندما علم بوفاة والدته واخذ ما يلزمه من المنزل وعاد ادراجه الى امريكا اما البلدية فأغلقت المنزل بالسلاسل الحديدية وبقيت صنارتها وحيدة".

الكثير من الشباب لم يحتمل العيش والصبر على هذه المنازل شقوا طريقهم وسكنوا الشقق والبنايات وتركوا آبائهم يلملمون خريف العمر وينظرون تاريخا لم يبقى منه الا شكل البيوت.

في البلدة القديمة ذاتها التي تقع بين وسط المدينة وحي الطيرة ترى مشهدا آخر، حارات جميلة و حدائق وعمال نظافة منتشرين في كل مكان ينشدون قصاصة ورق ليضموها الى مجاريدهم، سيارات فارهه وحياة طبيعية غير هشة وسياح في كل مكان، أحد النساء التي قابلتها تساءلت عن السبب ولم تجد إجابة لإختلاف المنطقتين.

ومن جانبه قال موسى أبو حديد رئيس بلدية رام الله أن البلدية غير مخولة بالترميم في البلدة القديمة كون المنازل فيها املاك خاصة لاشخاص واموال البلدية أموال عامة لا يجوز استخدامها في مصالح خاصة.

بعض المؤسسات المعنية بالترميم مثل مؤسسة رواق لا ترمم هذه المنازل الا اذا استخدمها اصحابها لفتح مشروع عام لتشغيل الشباب وفي حالات استثنائية ترمم وقائيا لعائلات مستورة وفق معايير كثيرة خاصة بشروط الممولين وطبيعة البناء.

البيوت في البلدة القديمة تحمل ارقاما خاصة عمدت البلدية الى ترقيمها، في البيت رقم 12 تسكن فتاه عمرها 16 عاما قالت امها انها كاتبة ممتازة وموهوبة وتحلم بأن تدرس الصحافة ولكن أبواها فضلا تزويجها، وقالت امها لي أن الجاهه غدا، الفتاه كانت نائمة في غرفة صغيرة جدا مع 4 من اخوتها، في الغرفة ذاتها التي وقع سقفها قبل أشهر.

Loading...