الأول على جامعة النجاح محمد يعاقبة..لم يفته القطار في عائلة سبّاقة للتميز
رام الله- رايــة:
لو كان النجاح شعباً لاختاره ملكاً له ولو كان التميز شِعراً لاختاره مطلعاً له، جد واشتهد فبرز بين زملائه ليغدو الأول على جامعة النجاح الوطنية متفوقاً على باقي أقرانه.
محمد نجيب صبري يعاقبة، 21 سنة، تخرج من تخصص المحاسبة في كلية الإقتصاد والعلوم الإجتماعية وبمعدل تراكمي (3,98) أهله ليكون الأول على أكثر من 23 ألف طالبٍ وطالبةٍ في جامعة النجاح الوطنية.
إختياري لتخصصي..أحببت أن أكسر النظرة التقليدية
تفوقه في الجامعة لم يكن وليداً بل جاء نتيجةَ جدٍّ واجتهاد منذ الصغر، تفوق في امتحان الثانوية العامّة وبمعدل 98 في الفرع العلمي، معدله أهلّه أن يختار في ذلك الوقت أي تخصصٍ يريده، لكن شغفه بالمسائل الرياضية منذ الصغر جعله يختار المحاسبة، وفي هذا السياق يقول محمد " أردت أن أختار تخصصاً أتميز فيه عدا عن شغفي بالمسائل الرياضية وأمور الحل، كما أحببت أن أكسر النظرة التقليدية أن معدل الثانوية العامّة هو الذي يحدد التخصص، كان لا بد من وجود استهجان لدى بعض الأقارب على إختياري التخصص بينما كان بالإمكان أن أختار تخصصاً أفصل من وجهة نظرهم، لكن والدَي أحترما رغبتي وكانا مصدر الدعم الأول لي".
حياتي الجامعية..لم أرد ان اتخرج بمعدل فقط
عند سؤاله عن حياته الجامعية أجاب محمد " منذ دخولي للجامعة وضعت هدفاً أمامي أني لا أريد أن أتخرج بمعدل فقط، كان هدفي أن أكون فعّالاً وأن أشارك بالأنشطة اللامنهجية، في عامي الأول ركّزت على الدراسة حتى الفصل الصيفي الذي دخلت فيه كلية الشرف، إحدى مساقات الكلية كانت تتضمن الجانب العملي الذي يتحدّث عن العلاقات العامّة وفي ذلك المساق إلتقيت بالأستاذ علاء أبو ضهير، أحد موظفي دائرة العلاقات العامّة في الجامعة، والذي لاحظ نشاطي وطلب مني الحضور إلى مكتبه، تطوعت في دائرة العلاقات العامة التي شكلت إنطلاقةً لعملي التطوعي".
وعن علاقته مع أساتذته وزملائه، يرى محمد أن علاقته مع أساتذته تقوم على الإحترام المتبادل في المقام الأول وتمتد لعلاقة أخوة مع البعض، كما أن علاقته مع زملائه علاقة طيبة ولا تقتصر على قسمه فحسب، كما يشير محمد أن نشاطه اللامنهجي أكسبه العديد من الصداقات والزمالات التي أثرت حياته.
أما نشاطه اللامنهجي فكان على أكثر من صعيد، حيث تطوع محمد في برنامج زاجل الشبابي أحد برامج دائرة العلاقات في الجامعة لأكثر من سنتين وخصوصاً في مجال إستقبال الوفود، فضلاً عن مشاركته في برنامج تميز(2) وهو برنامج شبابي لطلبة الجامعة يستمر لمدة عام كامل ويتضمن العديد من الأنشطة اللامنهجية، كما يُعتبر محمد عضو سابق في لجنة جودة قسم المحاسبة في الجامعة، بالإضافة إلى مشاركته في العديد من الأنشطة التي قام قسم المحاسبة بتنظيمها طوال فترة دراسته.
سر نجاحي جو عائلي الكل فيه سبّاق للتميّز..
"نحن عائلة زاهدة في كل شيء إلا في العلم"، بهذا العبارة التي يرددها والده بإستمرار يلخص لنا محمد الجو العائلي الذي يعيشه والذي كان له الدور الأبرز في تفوقه من وجهة نظره.
والد محمد كان الأول في الفرع الأدبي ويعمل حالياً مدير مدرسة في بلدة كفرراعي (البلدة التي ينحدر منها محمد) فضلاً عن كونه شاعر وزجّال وباحث في مجال التراث الفلسطيني وله ما يقارب التسعة كتب منشورة، أما والدته فتعمل معلمة مدرسة في بلدة كفر راعي أيضاً، وشقيقته الكبرى حاصلة على درجة ماجستير في مجال اللغويات التطبيقية والترجمة، في حين يدرس شقيقه الأكبر الطب البشري وحاصل على المركز الأول في مسابقة الخطابة والتكلم في الفصحة على مستوى الوطن العربي.
وبالنظر للعائلة ليس غريباً أن يجيب محمد ضاحكاً حين سألناه عن دور عائلته في نجاحه " لا بد ألا يفوتك القطار في جو عائلي الكل فيه سبّاق للتميز".
نصائحي لزملائي الطلبة..
وعن نصائحه لزملائه الطلبة يقول محمد "بدايةً إستغلوا حياتكم الجامعية بالشكل الصحيح، الحياة الجامعية ليست حياة أكاديمية بحتة وليست ترفيه، الحياة الجامعية المثالية هي التي تجمع بين الجانبين، أنصحكم أن تنخرطوا بالأنشطة اللامنهجية بشرط ألا يكون ذلك على حساب الجانب الأكاديمي، في سوق العمل تنافس شديد جداً والحل الوحيد للنجاح في العمل هو التميز، ترتيب الأولويات وتنظيم الوقت والترفيه عن النفس من أهم أسرار النجاح، وفي النهاية من جد وجد ومن سار على الدرب وصل".
المستقبل..
محمد بدأ منذ الآن بالتحضير لمستقبله حيث يُجهز نفسه للحصول على شهادة عالمية مهنية في مجال المحاسبة تسمى ((CMA (محاسب إداري معتمد)، كما حصل محمد منذ فترة قصيرة على شهادة إمتحان ((IELTS، ويطمح أن يكمل دراساته العليا ولكن أن يجمع بين الحياة الأكاديمية والمهنية في نفس الوقت.
للعام الثاني على التوالي الأول على جامعة النجاح من بلدة كفرراعي..
منذ عام وقفت مي ناجح تميم تلقي كلمة الأوائل في حفل الخريجين الرسمي بإعتبارها الأولى على الجامعة، وبعد ساعات سيقف محمد يعاقبة في ذات المكان.
ما يجمع بين مي ومحمد بلدتهما (كفر راعي) إحدى بلدات محافظة جنين التي تقع في الجنوب الغربي من المحافظة، هذه البلدة التي تشتهر في كل عام بمهرجان الكرز الذي يميزها باتت تتميز بطلبتها الأوائل الذين يزينون جامعتهم بتميزهم وإبداعهم.