"ملك الفراولة"... مزارع فلسطيني يشارك أسرار نجاحه
رام الله-رايـــة:
الفراولة ليست جديدة على الضفة الغربية. ولكن زراعتها هو الأمر الجديد. أسامة أبو الرب، واحد من 20 مزارعاً يزرعون الفراولة في الضفة الغربية والتي يصل عدد سكانها ما يقرب من 2.5 مليون. ويملك أبو الرب مزرعة في قباطية في محافظة جنين، مع زوجته ازدهار وابنته حنين.
وتبلغ ابنته حنين من العمر 20 عاماً، وتدرس الهندسة الزراعية في جامعة القدس المفتوحة، سائرة على خطى والدها. وتقول حنين: "أنا معجبة بوالدي للطفه، ولأنه يمكن أن يحقق أي شيء يضعه في ذهنه". ويملك أبو الرب أفضل فراولة في المنطقة، على مختلف المقاييس، ليستحق لقب "ملك الفراولة". وبدأ زراعة الفراولة قبل ست سنوات بالطريقة التقليدية، حيث كان يزرع الفراولة في الأرض، مما عرض المزروعات لظروف الطبيعة، والتربة الفقيرة بالأسمدة، والآفات، والري غير الدقيق. ولم تكن غلة المحصول جيدة، وطعم الفراولة لم يكن لذيذا.
"الثمار المعلقة"
في عام 2013، تلقى أبو الرب دعماً من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID)، الى جانب عدد من المزارعين، وذلك لتطوير زراعة الفراولة وغيرها من القطاعات في الاقتصاد الفلسطيني.
وبفضل دعم الوكالة الأمريكية للتنمية، تمكّن أبو الرب من رفع ثمار الفراولة عن الارض. وبدأ باستخدام البيوت البلاستيكية وتربة خاصة معزولة.
وتحمي الزراعة المعلقة الفراولة من العناصر الكيماوية وتسمح للمزارع بتحسين مراقبة المواد المغذية للمحصول، حيث بات أبو الرب يستخدم مبيدات كيماوية أقل بكثير من التي كان يستخدمها في السابق. والى جانب ذلك، بدأ باستخدام الري المحوسب مما يقلل بشكل كبير من كمية المياه التي يستخدمها والتي تعد مورداً ثميناً في الضفة الغربية.
ويقول أبو الرب:"جميع النباتات تحتاج إلى رعاية، والفراولة بحاجة الى مزيد من الرعاية من أي نباتات أخرى".
حصاد وافر
الآن، على الرغم من أن نصف الفراولة معلقة فقط، الا أنها تشكّل نحو 80% مما يحصده أبو الرب ويبيعه. ويعلق قائلاً:"عملي يكبر يوماً بعد يوم". ويقوم أسامة وابنته حنين ببيع محصول الفراولة لتجار الفاكهه المحليين في جميع المنطقة. ويمكنهم بالكاد مواكبة الطلب.
ويضيف أبو الرب:"الفراولة لا تنمو في منطقتنا بشكل جيد للغاية، ولقد ثبت ذلك." ولكنه فخور بما يزرع. ويقول إن انتاجه من الفراولة يتمتع بالجودة والمنافسة العالية.
ويتابع: "الفراولة الموجودة في المحال التجارية تتعفن في نفس اليوم إذا لم يتم بيعها. لدينا فراولة عمرها أطول لأنها لم تعالج بالمواد الكيماوية".
"فاكهة مطلوبة"
جهاد شلبي، 25 عاماً، يملك مع ابن عمه علاء محل فاكهة في جنين، ويشتري الفراولة من مزرعة أسامة أبو الرب، حيث يبيع نحو 10 "كراتين" يومياً خلال موسم القطف. وبالكاد تبقى الفراولة الخاصة بأسامة على الرف في المحل. ويقول جهاد:"انها فاكهة مطلوبة".
وبفضل علمه وخبرته والتكنولوجيات الجديدة التي يستخدمها، تزدهر الفراولة في مزرعة أسامة أبو الرب. وتعتبر مزرعته نموذجاً للجيل القادم من المزارعين والمهندسين الزراعيين الفلسطينيين.
مجموعة من زملاء حنين في الجامعة يزورون المزرعة مرة واحدة على الأقل خلال الفصل لدراسة الأساليب الحديثة التي يستخدمها أسامة للعناية بمحصوله الأكثر ربحاً.
الصدق والوضوح
كل يوم في وقت الغداء، أسامة وعائلته يتناولون الطعام معاً كأسرة واحدة. "نحن نفهم بعضنا البعض وتستند حياتنا على الصدق والوضوح"، كما يقول. ويضيف:"نحن نعمل في مجالنا، ونحب عملنا، ونحب بعضنا البعض."
ويساعد ازدهار قطاع الزراعة في تعزيز الاقتصاد ويوفر المزيد من فرص العمل. ويرى أبو الرب أن إنتاج الفراولة في مزرعته يعني أنه يساهم في تطوير الاقتصاد الوطني.
وعبّر عن فخره بمتابعة ابنته حنين للأعمال التجارية الخاصة بالعائلة. ويقول لها:"سأفعل أي شيء لجعل أحلامك تتحقق، خصوصاً في دراستك."