الطقس
Loading...
أوقات الصلاة
الفجر 5:09 AM
الظهر 11:38 AM
العصر 2:22 PM
المغرب 4:47 PM
العشاء 6:07 PM
العملات
Loading...
ترددات البث
جنوب فلسطين FM 96.8
أريحا و الأغوار FM 96.8
وسط فلسطين FM 98.3
جنين و الخليل FM 98.3
شمال فلسطين FM 96.4

غزة: "التسوّل" من ظاهرة الى مهنة !

 

غزة- رايــة: 

سامح أبو دية-

يُرسل أطفاله مساءً ويمنعهم من العودة دون نقود، سيدة ترتدي النقاب وترفض الكشف عن هويتها لمساعدتها، شخص آخر استغل اعاقته الجسدية للاحتيال، مجموعات مُنظمة تحتل الطرقات الرئيسية، هذه طرق التسوّل الوهمية في قطاع غزة.

واحدة من تلك القصص لأحد المتسولين، حيث كان يقف أمام أحد مراكز التسوق المعروفة في غزة حاملاً طفله الصغير على كتفه، يمد يده لشخص يجلس في سيارته بالخارج ينتظر أحداً يخرج، يحاول استعطافه بورقة (تقرير طبي)، يأخذ ذلك الشخص الورقة، ويقول للمتسوّل: "انا أحد المسؤولين في وزارة الشؤون الاجتماعية بغزة، توجه غداً الى مكتبي وسأجد لك حلاً يرضيك".

كالصاعقة كانت على المتسول الذي افتعل مشكلة حتى يسترجع ورقته "المزورة" على ما يبدو، تحضر الشرطة وتعتقله وسط تجمع للمواطنين، ثم يتفاجأ ذلك المسؤول بعد أيام بوجود نفس المتسول في نفس المكان ضمن شبكة متسولين معروفة، ولم يجرؤ أحد على منعه من ذلك السلوك "المُعيب" الذي يشوّه المظهر المجتمعي العام.

التسوّل مهنة الثراء

المبالغ المادية التي يجنيها بعض المتسولين وصلت الى 200 - 400 شيكل لليوم الواحد "أيام الرواتب والأعياد وشهر رمضان"، حسب ما صرح بعضهم، وبالتالي ليس له حاجة لمساعدة وزارة الشؤون الاجتماعية التي تصرف مبلغ 1000 شيكل كل ثلاثة أشهر لتلك الحالات، فمهنة التسوّل طريقة سريعة "للثراء" دون جهد أو تعب.

الظاهرة تزايدت في الآونة الأخيرة في قطاع غزة بسبب تردي الأوضاع الاقتصادية، الأمر الذي فرض على بعض العائلات اللجوء إلى التسوّل كوسيلة لتوفير مستلزمات الحياة، والبعض الآخر استغل تلك الأوضاع لتحسين ظروفه أكثر فأكثر.

ونتيجة للإقبال الشديد على هذه العادة المقيتة التي جندت الأطفال والنساء وكبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة لـ "احتلال الطرقات"؛ غدت هذه الجماعات عصابـات منظمـة تمارس السرقـة والنصب والاحتيـال.

وهنا تجدر الاشارة الى أن بعض هؤلاء المتسولين هم فعلا لم يجدوا خياراً أمامهم سوى طرق جيوب الآخرين بحثا عن رزقهم أو العلاج لبعضهم، تحت ظروف اقتصادية أجبرتهم على التسوّل القسري.

رأفة وعطف المجتمع سبب

وزارة الشؤون الاجتماعية، قللت من خطورة تلك الظاهرة "الفردية"، مؤكدةً متابعتها لهؤلاء الذين ليسوا بحاجة إلى المال، بقدر اتخاذهم من التسوّل "مهنة" تعودوا عليها لانهم وجدوا الرأفة والعطف لدى المجتمع الفلسطيني.

وكيل الوزارة د. يوسف إبراهيم، أوضح أن التسوّل في قطاع غزة ليست ظاهرة وهي محدودة جداً، مشيراً الى أن الاستمارات المُحددة لدى المباحث بغزة لم تتعدى 80 استمارة.

هؤلاء المتسولون يتنقلون من مكان الى آخر خلال اليوم الواحد، حسب النشاط الحيوي للمكان المقصود، على سبيل المثال يكون أحدهم صباحا في منطقة الأسواق ثم ينتقل ظهرا الى منطقة الجندي المجهول وفي المساء يقصد منطقة البحر أو ميناء غزة البحري، وتتركز الظاهرة في مدينة غزة دون غيرها من مدن القطاع.

دور المجتمع

ولفت ابراهيم أن عدد المستفيدين من برنامج الحماية الاجتماعية وصل الى 78 ألف أسرة مدعومة بـ 30 مليون دولار لكل دورة، مطالباً بأن تتكاثف الجهود في كافة الوزارات مع دور وزارة الشؤون الاجتماعية، وخاصة وزارة الأوقاف والتربية والتعليم والثقافة ووزارة الداخلية، لمعالجة ظاهرة التسول التي تُهدد المجتمع.

كما دعا وكيل وزارة الشؤون الاجتماعية، المواطنين لعدم التعاطف مع ذلك السلوك، "كثير من الناس يعتبرون أن مبلغ 10 أو 20 شيكل هو بسيط ويقوم بدفعه للمتسوّل، ولكنه تراكمياً وفي نهاية اليوم يأتي بمبلغ كبير لهذا الفرد".

ظاهرة التسوّل ومخاطرها على المجتمع الفلسطيني بكافة تصنيفاتها وأبعادها تتطلب أيضاً التركيز عليها من نواحي سيكولوجية ونفسية ووضع خطط وطنية وعلمية لمعالجتها بشكل علمي وفق مسئوليات متعددة، وهو ما يستدعي التشابك بين كافة القطاعات الحكومية والأهلية من أجل القضاء عليها أو تحقيق نتائج ايجابية.

Loading...