طلاب من النجاح ينشرون بحثاً في أهم المجلات الطبية في العالم
رام الله-رايــة:
كان الطب معدوماً فأوجده أبقراط، وميتاً فأحياه جالينوس، ومشتتاً فجمعه الرازي، وناقصاً فأكمله بن سينا.
وهاهم طلبة كلية الطب وعلوم الصحة في جامعة النجاح الوطنية يحملون المشعل ويكملون الدرب ببحثٍ تلو البحث وإنجازٍ بعد إنجاز، ليثبتوا تميّزهم وتميّز جامعتهم في هذا المجال، ليس على المستوى المحلي فحسب بل على المستوى العالمي.
فريد رزق فريد جمعة، ومحمد نادر عبد العزيز قرايرة، طالبان في كلية الطب وعلوم الصحة في جامعة النجاح الوطنية في سنتهم الأخيرة، وزميلهم مالك يوسف أحمد غنام، طبيب مقيم في مستشفى النجاح الجامعي، إستطاعوا منذ أيام أن ينشروا بحثاً علمياً عن (التغيرات التشريحية العصبية المصاحبة لمرض التوحد) بالتعاون مع اطباء في كلية الطب في جامعة هارفرد ومعهد سياتل للعلوم، ليُنشر البحث في مجلة (Clinical Anatomy)، التي تعتبر من أهم المجلات الطبية في علم التشريح الطبي على مستوى العالم.
فكرة البحث جاءت من صديق..
نمر أديب أبو شهاب، تخرّج منذ سنتين من كلية الطب وعلوم الصحة في جامعة النجاح الوطنية، يعمل الآن في قسم جراحة الأعصاب في جامعة هارفرد في الولايات المتحدّة الأمريكية، صديق مقرب من فريد ومحمد ومالك، نصح أصدقاءه بعمل بحث علمي في مجال نادر ومهم وهو مجال التوحد الذي يعتبر من الأمراض المبهمة في علم الأعصاب.
ولم يقتصر دور نمر على الفكرة فحسب بل قدّم كل ما هو ممكن من مساعدة لأصدقاءه طوال فترة عملهم على البحث والتي إستمرت لقرابة ال12 شهراً، نمر أشار على أصدقاءه بفكرة أصبحت فيما بعد بحث عالمي جديد.
كما أن الشغف الكبير لدى فريد ومحمد ومالك في مجال جراحة الأعصاب كان سبباً رئيسياً في إختيار هذا الموضوع، عدا عن كون التوحد من الأمراض المبهمة في مجال الأعصاب، ومن الصعب تشخيص أعراضه، ولا تتوافر معلومات كافية لدى العلماء عن تركيبة الدماغ لدى من يعانيه، كل تلك العوامل شكّلت تحدياً لدى هؤلاء الباحثين الشباب للخروج ببحث علمي جديد في هذا المجال.
فريد ومحمد كانا قد شاركا أيضاً في تاليف العديد من الأبحاث والكتب الطبية في مجالات جراحة الأعصاب، التشريح العصبي، واستخدام الخلايا الجذعية في علاج إصابات الحبل الشوكي.
طبيعة البحث..
البحث الجديد يتناول موضوع في غاية التخصص في علم الأعصاب وبشكل مفصل وهو (التغيرات التشريحية العصبية المصاحبة لمرض التوحد)، حيث عمل الباحثون لقرابة ال12 شهراً كاملاً على دراسة كافة المقالات والأبحاث التي تم نشرها من مختلف أنحاء العالم حول مرض التوحد، وخصوصاً التركيب الدماغي لمن يعانيه.
ويوضح الباحثون أنهم أثناء دراستهم للمقالات المنشورة كانوا يدرسون تركيب كل منطقة وكل جزء من دماغ الشخص الذي يعاني من إضطراب التوحد من خلال البحث في مقالات متخصصة بكل جزء، وبعد دراسة وبحث لعدّة ساعات بشكل يومي على مدار سنة، خرج الباحثون ببحث جديد مؤلف من 12 صفحة باللغة الإنجليزية يتضمن معلومات جديدة تضيف تقدم كبير في هذا المجال على المستوى العالمي.
أهمية البحث في المجال الطبي..
تكمن أهمية البحث في المجال الطبي كونه سيساعد في فهم مرض التوحد من الناحية العصبية، كما أنه سيفتح الباب مستقبلاً لأبحاث عديدة في هذا المجال، عدا عن كونه بحثاً يهم جميع اخصائيي الأعصاب على المستوى العالمي.
البحث الجديد مبادرة شخصية..
ما يزيد البحث تميّزاً أنه جاء بمبادرة شخصية من باحثينا الشباب وليس ضمن أي مساق أو مشروع أو متطلب في دراستهم، الرغبة الشديدة لديهم في إضافة شيء جديد للعلم وشغفهم في مجالٍ أحبوه جعلهم يبادرون ويعملون بجد للخروج بشيء جديد جعلهم يتميزون ليخطوا أسماءهم في سجلات البحث العالمي.
لم تمنعهم إرتباطاتهم الأخرى من العمل على البحث، فريد ومحمد في فصلهم الدراسي الأخير ورغم ضغط الدراسة عليهم عملوا على بحثهم، مالك ورغم ضغط مناوباته كطبيب مقيم أبى إلا أن يشارك زملاءه عظمة الإنجاز ولذّة النجاح.
الباحثون الشباب..أصدقاء مقربون
لم تربطهم علاقة زمالة في العمل بل جمعتهم صداقة قوية، فريد ومحمد ومالك أصدقاء مقربون، يقضون كثير من وقتهم معاً، ليتوجوا هذه الصداقة ببحث مميز جاء نتيجة عمل دؤوب وتعاون مشترك بين الأصدقاء الثلاثة.
وسائل التواصل الإجتماعي كالإيميل والفيسبوك والسكايب، كانت طريقة تواصل مهمة بين الأصدقاء الثلاثة أثناء فترة عملهم على البحث والتي كانت تستمر في بعض الأيام حتى ساعاتٍ متأخرة من الليل، ليكونوا بحق مثال ٌيحتذى لأقرانهم في كيفية إستثمار الوقت للوصول إلى النجاح.
البحث الجديد..عالمي بامتياز
بحثٌ جاء بمعلومات جديدة عن موضوع في غاية التخصص في مجال الأعصاب، حكمه الدكتور شين تبز، طبيب مختص في التشريح العصبي ورئيس قسم الابحاث في معهد سياتل للعلوم وله العديد من المؤلفات العالمية، وحكمته لجنة علمية مختصة من مجلة (Clinical Anatomy)، وهي المجلة المعتمدة لجمعيات التشريح الطبي الأمريكية والبريطانية وتعتبر من أبرز المجلات في علم التشريح الطبي على مستوى العالم، قبل أن تقوم المجلة بنشره مؤخراً...هو بلا شك بحث عالمي بامتياز.