مركز يافا يحتفي بالذكرى العشرين لتأسيسه وحصوله على جائزة الأثر العالمية
رام الله-رايــة:
احتفل مركز يافا الثقافي في مخيم بلاطة أمس بمرور عاماً على تأسيسه وبحصوله على جائزة الأثر العالمية لعام 2015. وأقيم الحفل في مسرح الأمير تركي بن عبد العزيز في الحرم الجديد لجامعة النجاح الوطنية، برعاية رئيس الوزراء الدكتور رامي حمد الله، وبحضور محافظ نابلس اللواء أكرم الرجوب ممثلا عن رئيس الوزراء، ووكيل وزارة الثقافة عبد الناصر صالح، والقائم بأعمال رئيس جامعة النجاح الدكتور ماهر النتشة، وعدد كبير من الشخصيات ومن أعضاء المجلس الوطني والتشريعي والثوري، وقادة الأجهزة الأمنية، وممثلي القوى والفصائل والمؤسسات الوطنية. وافتتح الحفل بتلاوة آيات من القران الكريم، ثم السلام الوطني وقراءة الفاتحة على أرواح الشهداء. وألقى رئيس مركز يافا تيسير نصر الله كلمة رحب فيها بالحضور في هذا الحفل الذي يتزامن مع احتفالات المرأة بيومها العالمي والأم بعيدها، واليوم الوطني للثقافة الفلسطينية.
وأوضح أن تأسيس مركز يافا جاء استجابة موضوعية لرؤية لجنة الدفاع عن حقوق اللاجئين الفلسطينيين بتشكيل هياكل ثقافية واجتماعية في المخيمات للوقوف ضد أية محاولات من شأنها المساس بحقوق اللاجئين السياسية. وأشار الى أن بداية المركز كانت على يد فئة متعلمة من أبناء مخيم بلاطة حفرت بأيديها على صخرة الحياة والعمل، وصمدت أمام كل التحديات التي واجهتها. وشكر المؤسسين الذين ارتقى بعضهم شهيدا مثل ياسر البدوي واعتقل بعضهم مثل الأسير ناصر عويص. وقال إن الفكرة الأساسية التي راودت المؤسسين هي العمل على تحصين الأطفال والشباب وطنيا، وبعث روح وثقافة العودة في نفوسهم، واحتضانهم من خلال ايجاد برامج وأنشطة وفعاليات قادرة على دمج الأطفال والشباب في حركة ثقافية فاعلة ومتفاعلة مع الواقع داخل المخيمات، وكذلك التفاعل مع الأنشطة والفعاليات التي تحدث خارج المخيمات. وعبّر عن فخر المركز بأنه استطاع مع شركائه تشكيل رافعة حقيقية لتنمية الوعي الوطني، ولبناء جيل مؤمن بمفاهيم العدالة والحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان من خلال التثقيف المدني والمجتمعي والحفاظ على التراث الفلسطيني والفلكلور الشعبي وتعزيز العمل التطوعي والاجتماعي وروح المبادرة.
ونوه الى أن المركز عمل بروح الفريق الواحد وسعى لنسج علاقات متكافئة مع مؤسسات المجتمع المحلي والانخراط في ائتلافات معها والتعاون في تطبيق البرامج المشتركة للعمل على رفع مستوى الوعي الوطني والثقافي والفكري والحضاري للإنسان الفلسطيني وتنمية قدراته ومهاراته والتزامه بقضيته الوطنية وحقوقه التاريخية والسياسية في فلسطين. كما عمل على إرساء مفاهيم المجتمع المدني على أساس احترام حرية الرأي والفكر والتعبير والتداول السلمي للسلطة، وضمان السلم الأهلي، وتكريس لغة الحوار كوسيلة لحل الخلافات الداخلية، والعمل على ضمان سيادة القانون والحريات العامة وحقوق الإنسان، كما سعى الى توثيق العلاقات مع المؤسسات الدولية التي تؤمن بحقوق الشعب الفلسطيني وتساهم بدعم صموده. وفي كلمته بالنيابة عن رئيس الوزراء، هنأ اللواء الرجوب مركز يافا بهذه المناسبة، ونقل لهم تحيات الرئيس محمود عباس ورئيس الوزراء الدكتور حمد الله، وقال إن المركز يستحق كل التقدير لما بذله على مدار عشرين عاما.
وهنأ الرجوب الشعب الفلسطيني عامة بمبادرة الرئيس عباس والتي أدت لانتهاء إضراب المعلمين واستئناف العملية التعليمية. وقال الرجوب إن مركز يافا يعبّر بشكل مبدع وخلاّق عن حال الشعب الفلسطيني اليوم، وانه شعب يولد من الموت ولا يموت مع الولادة.
وأضاف أن واقع الشعب الفلسطيني يثبت انه بالجد والاجتهاد والبذل والعطاء تظهر وجوه أخرى للمعاناة وللتشرد ولحال المخيمات من بؤس وعوز، وان حال هذا الشعب يمكن أن يتطور في كل لحظة من خلال الإبداعات الخلاقة مهما بلغت قسوة الظروف وعدم توفر الإمكانات المادية. وقال انه إذا توفرت الفكرة الخلاقة والتي يقف خلفها مجموعة من الشباب أصحاب الإرادة فإنهم سينجحون وسيبدعون. وأشاد الرجوب بحصول المركز على جائزة الأثر العالمية، وقال إن هذه الجائزة مؤشر واضح على أن الشعب الفلسطيني يستطيع أن يخلق الإبداعات، وان يسوّق نفسه في العالم بأن لديه قدرة على الإبداع، وان يخلق أجواء ايجابية وفنا وذوقا رائعا ولديه الإحساس المرهف لكي يتذوق كل إبداعاته وما تنتجه مراكزه الثقافية والفكرية والفنية، وقادر على خلق أجواء مناسبة للعيش.
وأكد على ضرورة المساهمة بدعم كل المشاريع الإبداعية والخلاقة التي يمكن أن تقدم شيئا للشعب الفلسطيني في كل أماكن تواجده. وأعقب كلمة المحافظ عرض فني يجمل أنشطة مركز يافا على مدى 20 عاما شارك به أطفال المركز ونخبة من الفنانين، تخلله عرض لوحات فنية لفرق الدبكة الشعبية والمسرح والغناء والكورال والكشافة نالت استحسان الجمهور وإعجابه.
وقامت لجنة التكريم المكونة من اللواء الرجوب والنتشة وصال ونصر الله وفايز عرفات المدير التنفيذي للمركز بتكريم المؤسسات والهيئات التي ساهمت في دعم بناء المركز وتمويل برامجه وأنشطته، وهي: رئاسة مجلس الوزراء الفلسطيني، الحكومة البلجيكية، الصندوق العربي ومؤسسة التعاون، الوكالة الألمانية للتنمية، البيت الدنمركي للتنمية الثقافية، مؤسسة الأمل، مؤسسة سعيد الخيرية، مجموعة الاتصالات الفلسطينية، بيت الصداقة الفلسطيني الايطالي، مؤسسة تامر للتعليم المجتمعي، وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، المجلس الأعلى للشباب والرياضة، المجلس الثقافي البريطاني، لجنة الدفاع عن حقوق اللاجئين الفلسطينيين، جامعة النجاح الوطنية.
وقدّت اللجنة التنظيمية لحركة فتح في مخيم بلاطة درعاً تقديرياً لمركز يافا الثقافي على جهوده في خدمة الأطفال والشباب، وقدم الدرع أمين سر الحركة محمد المسيمي وسامر ذوقان وحسن حرب. وأقام المركز معرضاً للصور على هامش احتفالية تأسيسه العشرين شمل على العديد من الصور التي واكبت مسيرة المركز وتطوره.