"أبو ذراع".. بطل من زمن قديم
نابلس- رايــة:
ملاك أبو عيشة-
بطل من زمن قديم يذكرنا بشباب الأجيال المنصرمة وإنجازاتهم، يعود بنا للوراء بضع سنين لبطولات رفع الأثقال في الخمسينيات والستينيات، تلك البطولات التي كان لها صدى واسعاً في ذلك الوقت، بطل مميز ولكن الظروف لم تكن بجانبه ليستمر في رياضة رفع الأثقال.
عمر السايح 74 عاماً من مدينة نابلس بطل قديم لرفع الأثقال حاصل على المركز الأول في بطولة الضفة الغربية في الخمسينيات، وبطولة الأردن في العام 1956م.
كانت بداياته في رياضة رفع الأثقال في عامه 22 عند زيارته لنادي الكشاف الرياضي الذي يملكه ابن عمه؛ لمشاهدة بعض اللاعبين المميزين يتدربون على رفع الأثقال، وكان هذه نقطة التحول ودخوله لعالم رفع الأثقال حيث بدأ بالتدرب على هذه الرياضة لمدة سنة.
وبعد ذلك التجأ إلى نادي الإتحاد الرياضي الذي كان يدرب فيه نهاد كمال، والتقى السايح هناك ببعض الأبطال الرياضيين في ذلك الحين، ومنهم زياد حنون، وعمر فضة، وسليمان الكردي وغيرهم، وبدأ بالتدرب معهم، وأضحى من أفضل اللاعبين.
وأصبح يطلق معارفه عليه لقب "أبو ذراع" وذلك لفتوته الفريدة، وشبابه وقدرته العالية في التدريب ورفع الأثقال.
بطولة الضفة الغربية
وبعد فترة وجيزة أقيمت بطولة الضفة الغربية لرفع الأثقال، وكان السايح من المشاركين فيها حيث تمت المنافسات أولاً على مستوى محلي بين لاعبي مدينة نابلس، وانتقلت بعد ذلك إلى مستوى محافظات الوطن، ولحسن حظ السايح كان من المؤهلين للبطولة وشارك فيها وحصل على الكأس والمركز الأول بجدارة برفعه وزن 150 كيلو، وعن شعوره يقول:" كان شعوري رائعاً بفوزي بهذا الكأس، فكسبت شهرة واسعة بعد ذلك في مدينتي".
وبعد ذلك دُعي السايح ومجموعة من زملاءه للمشاركة في بطولة الأردن عام 1965م، وخاضوا مباريات عديدة تأهل السايح فيها للمرحلة النهائية، وحصد المركز الأول في الوزن والرفع.
ولكن تجري الرياح بما لا تشتهي السفن فيوضح السايح:"كنت أرغب بالذهاب لتمثيل فسطين والأردن على مستوى أوسع، ولكن مدير عملي في السينما منعني من ذلك وقال لي اختار إما الأثقال أما العمل هنا، فاضطررت للبقاء في عملي، وذلك لأن رفع الأثقال لم يكن يعد علي سوى بالمال القليل".
وعاد السايح ليعمل عتالاً إضافة إلى عمله في السينما، ويبين:" وفي بعض الأحيان كنت أدرب بعض الشباب بشكل شخصي على رفع الحديد، وفي العام 1966م كنت مدرباً في نادي الأحداث للشؤون الاجتماعية".
تركه لرفع الأثقال
ترك السايح رفع الأثقال نهائياً في العام 1967م، ويقول السايح:"عندما تركت رياضة رفع الأثقال حزنت كثيراً، ولكنني اكتشفت أنه لن يكون مصدر دخلي، وذلك بسبب عدم الاهتمام، وعدم وجود نوادٍ للأبطال تخصص للاعبين راتباً شهرياً، وكان كل الاهتمام منصباً على كرة القدم مع تجاهل للرياضات الأخرى في ذلك الوقت".
وعاد السايح ليعمل في إسرائيل واستطاع بذلك أن يحسن وضعه الاقتصادي ليعيل أسرته المكونة من 10 أطفال، ويذكر أنه بعد تركه لهذه الرياضة اكتشف أنه لو بقي فيها لما استطاع أن يوفر قوت يومه".
ويدعو إلى الاهتمام بشكل أكبر بالجيل الصاعد بنوادي الحديد ليستثمر وقته في شيء مفيد بدلاً من الآفات المجتمعية التي تحدق بالشباب من كل جانب.
ويضيف:" لا أريد من النوادي الاهتمام بي فأنا ضعفت قواي، وأصبحت عاجزاً على اللعب، ولكنني أريد منها أن تهتم بالشباب حتى لا تموت رياضتي المفضلة".
واليوم بعد عشرات السنين يعمل السايح بائعاً للأجهزة الكهربائية المستعملة في مدينة نابلس.