تعرف على غاز الخردل ومدى خطورته

رام الله-رايــة:
قالت مصادر في منظمة حظر الأسلحة الكيميائية إن غاز الخردل استُخدم العام الماضي في هجوم على القوات الكردية في العراق أُلقي باللوم فيه على تنظيم "داعش"، موضحة أنها حصلت على عينات بعد إصابة 35 مقاتلاً من البيشمركة في إربيل في آب الماضي.
وفي حال تأكيد الأمر، سيكون هذا أول استخدام معروف للأسلحة الكيميائية في العراق منذ سقوط الرئيس الراحل صدام حسين... ماذا يعني هذا و ماهو غاز الخردل ومدى خطورته؟.
يشير مصطلح غاز الخردل إلى العديد من المواد الكيميائية الاصطناعية التي لا توجد بشكل طبيعي في البيئة المحيطة بالبشر. ولا يسلك غاز الخردل مسلك الغازات تحت الشروط والظروف الطبيعية.
وهو غاز نقي عديم اللون والرائحة، ولكن ان امتزج بالمواد الكيميائية الأخرى فإنه يصبح بنيّ اللون ويكتسب رائحة تشبه رائحة الثوم او البصل او نبات الخردل و لذا فقد سمي على اسمه وهو اثقل وزناً من الهواء وبالتالي فإنه يستقر في قاع الارض على هيئة طبقة زيتية صفراء اللون.
هو مركب كيميائي ينتمي لصنف من مركبات عضوية تدعى الثيولات، وهو سائل يصدر بخارًا خطرًا ويسبب حروقًا وتقرحًا في الجلد المعرض له.
اعراض تأثيراته لا تظهر مباشرة بل قد تأخذ وقتا لساعات او ايام او اسابيع_ وغاز الخردل يسبب الاذى للجهاز التنفسي عند تنشقه، كما يسبب التقيؤ والإسهال عند ابتلاعه، ويلحق أضرارًا بالأعين والأغشية المخاطية والرئتين والجلد والأعضاء التي يتولد فيها الدم.
اما أخطر التأثيرات طويلة الأجل تحصل بسبب كون غاز الخردل مسببا للسرطان والتغييرات الوراثية، ولا يوجد حاليًا أي علاج له.
ويمكن لغاز الخردل ان يلوث الارض والتربة حيث يبقى في حالته النشطة (السامة) لأيام او اسابيع او حتى اشهر على حسب الظروف الجوية.
تميز رائحة غاز الخردل في البداية ولكن نتيجة للتعود السريع لحاسة الشم يمكن ان يعطي ذلك الانطباع الخطأ ان الغاز قد تبدد او اختفى.
وفيما يتعلق بالاحتياطات اللازم اتخاذها في حال تم الاعلان عن استخدام غاز الخردل فان الخبراء قالوا انه من الضروري ان ينتقل الانسان الى اماكن عالية (سواء كان ذلك مباني عالية او مناطق عالية المستوى) وان يعطي بظهره للرياح حتى لايتنفس الغاز السام ولا يلامس الوجه اضافة الى تجنب الهلع والخوف اذ ينتج عنه التنفس بسرعة وبالتالي يزيد من استنشاق الغاز والى جانب ذلك يفضل عدم أكل او شرب اي شيء لمسه الغاز.
وبحسب منظمة الصحة العالمية، فإن غاز الخردل استخدم مراراً بعد الحرب العالمية الأولى، عبر رميه من الطائرات وبالقذائف.
واستُخدم هذا الغاز في روسيا في العام 1919، وفي المغرب من قبل الفرنسيين بين عامي 1923 و1926، وفي ليبيا من قبل الايطاليين في العام 1930، وفي الصين في شينجيانغ من قبل اليابانيين عام 1934،كما استخدمه الايطاليون ايضا في أثيوبيا بين العامين 1935 و1940.
وخلال الحرب الإيرانية العراقية بين العامين 1980 و1988 استخدم العراق غاز الخردل والسارين كما استهدف الاكراد في آذار 1988 بالخردل الذي استخدم في مدينة حلبجة (كردستان العراق) ما أسفر عن مقتل خمسة آلاف شخص.
وتم تحريم استخدام الأسلحة الكيميائية عام 1925 من دون أن يحرم إنتاجها، بموجب بروتوكول جنيف. وكان يجب انتظار اتفاقية باريس، التي وقعت في عام 1993 ودخلت حيز التنفيذ في نيسان العام 1997، لحظر تطوير وإنتاج وتخزين واستعمال الأسلحة الكيميائية.