بير زيت جمال تاريخ وعراقه

  بير زيت - راية :

كتب احمد زكي العريدي 
على علو  780 مترا عن سطح البحر تنتصب جبالها وفي احضان تلك المرتفعات الفلسطينيه شمال القدس المحتله تتربع بلدة بير زيت على بعد عشرة كيلو مترات شمال مدينة رام الله وتعد اليوم  احدى ضواحي المدينه ،وبير زيت تقع على الطريق الواصل شمال الضفة الغربيه بجنوبها تدار البلده بمجلس بلدي انشا عام 1962 تبلغ مساحة اراضيها 20000 دونم 14 الف دونم منها مزروعه باشجار الزيتون والتي اليها يعود اصل تسمية البلده بيرزيت وما كان ذلك الا لكثرة ابار الزيت فيها

و تحدث عالم الاثار الفلسطيني ووكيل وزارة السياحه والاثار سابقا الدكتور حمدان طه الذي قال((ان بير زيت البلده من الاماكن الطيبه والتي يطيب العيش فيها بسبب طبيعتها الجبليه وهوائها النقي ويقول طه ان البلده المشهوره بآبار زيتها  وقد حملت اسمها تبعا لتلك الابار وكثرة زيتها زيتونها منذ العصر اليوناني وهذا ما دلت الحفريات الاخيره التي اجرتها كلية الاثار في جامعة بير زيت))
وتتبع لبلدية بير زيت عشرة قرى فلسطينيه اكبرها ترمسعيا  وتحيطها اراضي جفنا ةعطاره وابو شخيدم وابو قش وبرهام وكوبر والمزرعه القبليه وعين سينيا  واذا ما ذكرت بير زيت فلا بد لنا من القول بان اراضي  بير زيت كانت الحاضنه لاول جامعه انشئت في فلسطين وحملت اسم البلده وهي اليوم من اهم جامعات الوطن العربي جامعة بير زيت وقد لعبت الجامعه دورا رياديا في الاحداث السياسيه في فلسطين  و تعود الجامعه في تاريخ تاسيسها الى  العام 1924  عندما  اقيمت كمدرسه ابتدائيه   لتقبل في العام 1976 عضو في اتحاد الجامعات العربيه وفي العام  1977  عضوا في الاتجاد العالمي للجامعات 
لما كانت بيرزيت عاصمة للجهاد المقدس عام 1947 ولما اتخذ الشهيد عبد القادر الحسيني زعيم الجهاد المقدس من بير زيت قاعده لقيادته فلا اقل من ان يستقبل الشهيد عبد القادر الحسيني زوار البلده والقادمين اليها ففي وسط المدينه ينتصب تمثال حجري لعبد القادر الحسيني في محاوله على ما يبدو من اهالي بير زيت لكتابة تاريخ بلدتهم وتوثيق ذاك التاريخ الجهادي الذي كان يضم المجاهدين لمحاربة بريطانيا والحركة الصهيونية على أرض فلسطين ،

حمدان طه قال ((انه بعد استشهاد  الحسيني في 8ابريل عام 48 سكن المنزل الذي استخدمه عبد القادر الحسيني العديد من اسر بير زيت ومنهم الدكتور حمدان طه المتحدث لوكالتنا حول تاريخ بير زيت ))
وعلى تله شمال البلده الحاليه  وفي موقع قديم يعود في تاريخه حسب الاثار الغالبه عليه الى العهد الروماني والبيزنطي  والمملوكي تقع بير زيت القديمه التي تحتوي العديد من المعالم الاثريه القديمه واهمها الخان القديم الذي بني في العهد المملوكي على اثار كنيسه رومانيه قديمه والجامع العمري  وكنيسه قديمه للروم الارثوذوكس بير وزيت القديمه تتكون من عدة احواش سكنتها عائلات وحملت الاحواش اسماء العائلات التي سكنتها مثل حوش دار سعادةه وحوش درا ناصر وحوش الوشحه ولم تكن هذه الاحواش مقسمه بالمطلق حتى ان بعض العائلات المسلمه سكنت احواش المسيحين وعئلات مسيحيه سكنت احواش المسلمين     
ويقول عالم الاثار الفلسطيني حمدان طه ((ان بيرزيت تمتاز ببنها بلده قديمه في تارخها سكنها الناس منذ الالف الثالث قبل الميلاد اي الى العصر الحديدي موضحا بان بلدة بيرزيت كانت خربه يطلق عليها خربة بير زيت ))
و بيرزيت ذات موقع أثري، حيث يوجد فيها آثار من العهد البرونزي، والحديدي، والروماني، والبيزنطي، والصليبين، والإسلامي، ويجاور القرية مجموعة من الخرب الأثرية الا ان اهمها على الاطلاق خربة بيرزيت القديمه فقد ذكرت السجلات الرسميه للدوله العثمانيه ان الموقع الحالي لبير زيت كان مزرعه كبيره تابعه للقريه وكان جبل  خربة بيرزيت القديمه موقعا للحكم العثماني في المنطقه  وعلى الرغم من ان الخربه تحتوي على اثار تعود الى العصر الحديدي  والبرونزي  واليوناني  واتلبيزنطي والصليبي والمملوكي والعثماني الاول الا ان القلعه الصليبيه هي الابرز والاهم ويختلف المؤرخون الى اي عصر تنتمي هذه الكنيسه على الرغم من دائرة الاثار في جامعة بير زيت اجرت العديد من الابحاث والحفريات التي دللت على وجود اثار تعود الى تعود الى العهد الروماني والبزنطي واثار اخرى تعود الى العهد المملوكي و العهد العثماني الاول
ومن الاثار المهمه ايضا في بيرزيت معصرة العنب القديمه  القديمه التي لا تزال قائمه الى جانب القلعه الصليبيه وواضحة المعالم والادوات ففيها لا يزال واضحا مكان جمع المحصول  وابار واسعه لوضع عصير العنب وحول القلعه يوجد العديد من القبور المحفوره في الصخر ومغائر رومانيه كما تحتوي بيررزيت على العديد من الينابيع  واهمها عين الحمام وعين القوس وعين فليفله
ويضيف  طه ((ان بير زيت تمتاز بمدرجاتها الزراعيه (السناسل وهي مرتفعه ذات اطلاله على المناطق المجاوره ويشير حمدان طه الى ان البلده تحتوي على العديد من عيون الماء التي كانت تعتبر مصدرا لتزويد السكان بالمياه مثل عيون العقبان وعيون السقي وغيرها ))