عين جفنا اثر تاريخ ومياه تترقرق بالجمال
رام الله - راية :
كتب احمد زكي العريدي
على الطريق الواصل بين قرية عين سينيا وبير زيت شمال مدينة رام الله تقع قرية جفنا الفلسطينيه والتي تتربع على احد عشر الف دونم هي الاراضي التابعه لهذه القريه الصغيره حيث بالكاد يتجاوز عدد سكانها الالفي نسمه معظمهم في المهجر ، ذات طبيعه زراعيه وتشتهر بزراعة اللوزيات وخاصة اشجار المشمش معظم سكانها يدينون بالمسيحيه
وتحدث عضو مجلس قروي جفنا السيد جورج عبده الذي قال((جفنا تعني الكرمه وقد اخذت اسمها التاريخي لانها منطقه زراعيه كانت تشتهر في الماضي بكروم العنب الكثيره المزروعه في اراضيها قبل ان يتجه سكان القريه هذه الايام الى زراعة اللوزيات وخاصه المشمش الذي اصبحت زراعته تكثر في قرية جفنا وجفنا ذات اهمية تاريخيه ما مما جعلها مكانا سياحيا مميزا لتنوع الاثار التي تحتويها القريه ففيها العديد من المباني القديمه والتي تعود الى الحضارات البيزنطيه والرومانيه اضافه الى مكانتها الدينيه لدى المسيحين حيث مرت السيده مريم العذراء من جفنا في طريقها الى بيت لحم كما احتضنت جفنا اللاجئين الفلسطينين اللذين هجروا من مدنهم وقراهم عام 1948 وتبرعت بالارض التي اقيم عليها مخيم الجلزون الماثل حتى اليوم فوق اراضي جفناويه ))
وسط البلده القديميه في جفنا والتى تعد منذ ازمان بعيده قلب القريه وشريانها الرئيسي تقع عين جفنا والتي وعلى ما يبدو انها كانت سببا في التجمع البشري في هذا المكان ،العين المتدفقه على مدار العام ينزل اليها بدرج طويل ومما يثير الاستغراب في هذه العين انه من الممكن ان تعرف لها بدايه لكن لم يتمكن احد حتى يومنا هذا من معرفة نهاية هذه العين او الى اين يمكن ان تذهب مياهها على الرغم من محاولات عديده لاهالي القريه من السير وتتبع النفق الذي تسير فيه العين دون جدوى وفي المحاولات الدؤوبه من اهالي القريه لما يعتبرونه لغز عين قريتهم طالب اهالى القريه سلطة المياه الفلسطينيه بوضع صبغه زرقاء في مياه العين لتتبعها اين ستظهر ثانيه دون جدوى
عبده قال عن عين جفنا ((انها تعود في تاريخا الى اكثر 500 سنه وانها عملت على تزويد القريه ولسنين طويله بالمياه اللازمه للزراعه ولاقامة الحياه في المكان الا انه ومع تطور الحياه ووصول المياه الى البيوت اهملت العين وزكثر البناء حولها ما ادى الى تلوثها واصبحت اليوم غير صالحه لاستخدامات الزراعه وغيرها من الاستخدامات ))
اماالمؤرخ المحلي لقرية جفنا عوده زهران والذي وضع كتابا عن عين جفناقال فيه ((العين:ما هي الا نبع غذى البلاد لسنين طويله حتى العام 1973 الى ان اقيمت شبكة مياه اتاحت وصول المياه الى جميع البيوت واليوم هناك محولات لاعادة الاعتناء بمياه الينابيع الا انها لم ترتق حتى اليوم الى المستوى المطلوب ))
اليوم مياه العين لا تكاد تستخدم الا لتشغيل نافوره قريبه من العين وقبل سنوات حاول المجلس القروي في جفنا الاستفاده من مياه العين لسقاية المزروعات الا ان المشروع فشل بسبب خلل فني في تنفيذه واليوم يعتقد الكثيرون بان المياه العادمه تسربت الى العين ولوثتها كما ان منسوب مياه العين آخذ بالانخفاض يوما بعد يوم وسنة بعد اخرى بسببب توسع المباني حولها ما اثر على مجرى العين
اما اليوم فعين جفنا تنخفض كثيرا عن مسطح القريه وهو ما يدلل على ان قرية جفنا هدمت عدة مرات عبر التاريخ واعيد بناؤها المره تلو الاخرى وحسب ما يتناقله المؤرخين بانها هدمت سبع مرات
جورج عبدو قال نقلا عن اجداده ((بان اهالي القريه كانوا يملأون الدلاء من سطح الارض وبعد ذلك صاروا يحتاجون لنزول ثلاث درجات الى العين حتى يملأوا الدلاء اما اليوم فنحن بحاجه لنزول 27 درجه للوصول الى مياه العين وهو ما يدلل على ان القريه هدمت عدة مرات وهناك مؤرخون يقولون سبع مرات ))
المؤرخ الفلسطيني توفيق كنعان يقول ((ان عين جفنا ارتبطت عبر التاريخ بالحكايا والاساطير حيث كان يعتقد بان نبع جفنا مسكون بالجن الذي كان يظهر على شكل عروس جميله وفي فترات معينه من السنه ،وفي احدى المرات اقتربت امراه من اهالي القريه من النبع وهي في حالة الحيض ما اثار غضب الجنيه فجف النبع مما اضطر كاهن القريه لحرق البخور من اجل استرضاء الجنيه ))
واحدى الروايات التي تروى في جفنا بان السيده مريم العذراء مرت من جفنا في طريقها الى بيت لحم وشربت من عين جفنا
اما اليوم فتعاني عين جفنا كغيرها من معالم واثار القريه من الاهمال وعدم الاهتمام يتاريخها ومياهها .

