نابلس بناها الكنعانيون فاحتضنت من الرومان اثر حضارتهم

كتب احمد زكي العريدي 
هي المدينه الفلسطينيه الكنعانيه الواقعه بين جبلي جرزيم شمالا وعيبال جنوبا  بناها الكنعانيون
كم 70 قبل الميلاد ولذلك تعد مدينة نابلس من اقدم مدن العالم تبعد عن القدس 4000في العام
شمالا هذا التاريخ القديم للمدينة جعلها مكمن لاسرار الحضارات المتعاقبه علىيها عبر الازمان
وحاضنة لاثار تلك الحضارات ومن بين هذه الاثار المدرج الروماني والذي يعد جزءا من خريطه
كامله لمدينه رومانيه  مندثره تحت الركام ومباني المدينة الحاليه  الامر الذي يعزز القول بان
نابلس مدينه قائمه على منبع من الاثار بانتظار من يكتشفها  ففي منطقه تعرف براس العين في
اعالي البلده القديمه من مدينة نابلس اذا ما تجولت في هذه المنطقه تلاحظ بوابه حديديه منزويه
بين البيوت المجاوره ولوحه صغيره تشير الى المدرج الروماني مع بعض المعلومات البسيطهالتي لا تسد رمق الباحث

وقال   عبد الرحيم عواد  مدير دائرة التخطيط  في وزارة السياحه والاثار ان اكتشاف أطراف هذا المسرح  كان صدفة أثناء قيام بلدية المدينة بالحفر لخط المياه في جنوب المدينة القديمة في
م 1984الشارع الذي يطلق عليه الكشيكة وقد أجريت أعمال تنقيب أثرية لعدة سنوات حتى عام
أسفرت عن الكشف عن معظم أجزاء هذا المسرح الكبير٬ ولكن بسبب وجود هذا المسرح في مسرح
المدينة فقد نقلت معظم حجارته وعناصره المعمارية لاقامة أبنية أخرى في العصور اللاحقة
ولما كان المدرج الروماني يقع  خارج اسوار  البلدة القديمة من نابلس ٬ ويعود في بنائه إلى . البيزنطية والعربية والاسلامية))
القرن الثالث الميلاد قال عواد((ان المدرج كان مكانا للمصارعه بين الانسان والحيوانات
م أصدر الامبراطور الروماني فسبسيانوس أمرا بانشاء مدينة مركزية بين 72المفترسه ففي  عام
جبلي جرزيم وعيبال أطلق عليها  فلافيا نيابوليس أي المدينة الجديدة عوضا عن مدينة شكيم التي
تم تأسيسها في الألف الرابع ق.م. وقد أقيم في هذه المدينة عددا من الأبنية العامة تم الكشف عن
بعضها كالمدرج الدائري ومسرح سباق الخيل ولكن معظم أبنيتها لاتزال في باطن الأرض بسبب
استمرار البناء في نفس مواقع الأبنية الرومانية الى وقتنا الحاضر))
لقد اظهرت التنقيبات  والحفريات أن هذا المدرج يعد من أكبر المسارح الرومانية المكتشفة في بلاد
الشام٬ حيث  يتسع الى مايزيد عن عشرة الاف شخص٬ يظهر من هذا المدرج حاليا ساحته المركزية
الدائرية٬ وقواعد الدرجات٬ ولكن بعض أجزاؤه الأمامية وهي دكة العرض ومرافق الادارة
م ما يؤكد على أهمية 110والممثلين لا تزال تقبع أسفل أبنية عثمانية قائمة. يبلغ قطر بناء المدرج
وعظمة هذه المدينة في العصر الروماني ولغاية وقتنا الحاضر٬ وكانت المقاعد مقسمة لكافة عائلات
المدينة وتحمل أرقاما باللغة اليونانية نقشت بحروف غائرة بحسب المكانة الاجتماعية والسياسية
والعسكرية للمشاهدين بعضها كانت كراسي حجرية منقوشة بزخارف نباتية وحيوانية بعضها لا
يزال موجودا في الموقع٬ بعض هذه المقاعد تحمل زخرفة حجرية بشكل الدولفين لاتزال متواجدة
في ارضية الساحة الدائرية المركزية للمسرح
خبير الاثار  عبد الرحيم عواد حمران  قال  ((في العصر البيزنطي اللاحق أهمل المدرج واستعملت ساحته
المدرسية كبركة لتجميع المياه. ولا يزال المدرج بحاجة الى أعمال الترميم والتطوير ويحتاج الى
المزيد من المشاريع لاعادته الى الحياة والسياحة. ويبقى التمويل يقف عثرة أمام تطوير واعادة
تأهيل هذا المسرح الأثري الهام.لاستخدامه لاهل المدينة في المناسبات الاجتماعية والثقافية لسكان
المدينة))
وقد تعرض المدرج الروماني في مدينة نابلس لاعمال النهب ابان الاجتياح الاسرائيلي للمدينه
فسرقت اعمدته وكسرت القبور القديمه فيه وبدا المدرج خاويا على عروشه وان كانت الاثار
الدفينه في باطن نابلس تنتظر من يكتشفها فالمكتشف منها بحاجه الى من يرعاه ويحافظ عليه
فقال لناعواد (( ان الحفاظ على مثل هذه المواقع الاثريه مساله تكتنفها عدة مشاكل من اهمها
بالميه من هذه المواقع 90الاشكاليه القانونيه فيما يخص ملكية المواقع الاثريه حيث ان اكثر  من
الهامه يقع تحت بند الملكيه الخاصه وتزداد المشكله عند الحديث عن عشرات الدونمات التي تمثل
عددا كبيرا من اصحاب الملكيات الخاصه وبالتالي تتعقد الامور في الوصول الى حل يرضي جميع
الاطراف ويساعد الحكومه على استملاك هذه المواقع الاثريه))
فاذا كانت جهود الترميم تحتاج الى ميزانيات خاصه وهائله فان السلطه الفلسطينيبه بوضعها
الحالي لا تستطيع توفير هذه الميزانيات وهنا نوه عواد الى غياب الميزانيات يجعل قطاعات اخرى
مثل التعليم والصحه اكثر اهميه من ترميم المواقع الاثريه دون تغيب اهمية جانب الاثار والحفاظ
على المواقع الاثريه في فلسطين بل ارجاؤه الى اوقات لاحقه ففلسطين تحظى بالاف المواقع
الاثريه التي تمثل حقب زمنيه مختلفه
.