"رايــة" تفتح ملف محاربة الحكومة الاسرائيلية للقيادات العربية في الداخل
رام الله-رايــة:
كتب: أحمد زكي العريدي
تعمد اسرائيل في هذه الأيام على تشديد قبضتها الحديدية والعنصرية ضد القيادات العربية داخل فلسطين التاريخية، التي تتصدر هذه القيادات مقدمة (رائد صلاح، رئيس الحركة الاسلامية وسعيد نفاع العضو السابق في الكنيست، ورجا اغبارية من حركة ابناء البلد) الاستهداف الاسرائيلي باتخاذ اجراءات ضد هذه الشخصيات الوطنية بهدف اخماد صوتها، عبر اصدار احكام بالسجن ضدها، وتهديدات أخرى بالقتل.
ويقول النائب احمد الطيبي عضو القائمة العربية المشتركة، انه في الازمات تلجأ حكومة اسرائيل الى توجيه النار الى القيادات العربية داخل 48 ولعل ما حصل مع المحامي النائب السابق سعيد نفاع هو خير دليل على ذلك باعتقاله، والزج به بالسجن لمدة عام بذريعة الاتصال (بعميل اجنبي) عندما زار دمشق والتقى بالقيادي في الجبهة الشعبية القيادة العامة طلال ناجي في زيارة عائلية له عندما كان وفد من الطائفة الدرزية تزور العاصمة السورية.
ويعتبر احمد الطيبي ان سلطات الاحتلال استقصدت سعيد نفاع لانها لا تريد للتيار الوطني العربي ، ان يقوى ويتواصل مع عمقه القومي.
وفي اطار تهم التحريض (المعلبة) سيعتقل الشيخ رائد صلاح رئيس الحركة الاسلامية بعد أيام ليقضي حكما اسرائيليا بالسجن لمدة عام. والتهمة التحريض (وهي الكلمة الفضفاضة التي تستخدمها المحاكم والسلطة التنفيذية والشرطية في اسرائيل ضد الجماهير العربية وقياداتها).
وذات المصير قد يلقاه رجا اغبارية من حركة ابناء البلد، والتهمة جاهزة وهي التحريض لكن اللهم فقط يشطب من لائحة الاتهام اسم رائد صلاح ليكتب اسم رجا اغبارية في كليشات التهم الاسرائيلية حيث كان اغبارية اعتقل لعدة ايام ثم ستعقد له محاكمة بذات الذريعة.
ويقول الطيبي ليس الاعتقال الذي تواجهه القيادات العربية وحدها بل التهديدات المتواصلة بكافة الوسائل للنواب العرب في القائمة المشتركة بالقتل.
ويوضح الطيبي "اننا تلقينا سيل كبير من التهديد بالقتل وانا شخصيا، حيث ان ما يسمى وزير شؤون القدس في اسرائيل زئيف اليكين اكال الاتهام لي وللقيادات العربية داخل فلسطين اننا وراء سبل الدماء التي تجري في اسرائيل".
ويشير الطيبي الى تهم اخرى وجهت له ضمن المؤسسة البرلمانية الاسرائيلية، وتحديدا في لجنة السلوكيات في الكنيست بادعائها انه اهان وزيرا في دولة اسرائيل، عندما تجاوز الاخير القانون واضطر الطيبي الى طرده من جلسة الكنيست.
ويؤكد رئيس الحركة العربية للتغيير ان الاجواء في اسرائيل صاخبة ومتطرفة ومليئة بالكراهية للعرب، والذي يتحمل هذه العنصرية والتوتير رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.
وربما تُلمس نتائج التحريض والتعبئة الحاقدة في اسرائيل بأنه بات قتل العربي شيئا اعتياديا للاسرائيليين، فبات الجميع من الاسرائيليين يحملون الاسلحة. وكل من يحمل مسدسا ويصادف فلسطيني متهم او غير متهم يكون هدفا لافراغ رصاصاتة ووصل الحد باحد الاسرائيليين بالتفاخر بانه اطلق 15 رصاصة على احد الشبان الفلسطينيين.
وأشار الطيبي الى انه من الممكن السيطرةعلى اي حالة دون اطلاق النار، ولكن الاسرائيلي يريد تفريغ ما يحتويه من كراهية للعربي والفلسطيني. حتى وصلت بهم الى ان يطلقوا النار على بعضهم البعض مجرد الاشتباه بأن الشخص ذو ملامح عربية كما حصل في "كريات ات" بطعن اسرائيلي لاسرائيلي ظنا منه انه عربي.
وبهذا الصدد يرى محمد بركة رئيس لجنة المتابعة العربية والعضو السابق في الكنيست أن استهداف الجماهير الفلسطينية من قبل المؤسسة الحاكمة الاسرائيلية قائمًا طوال الوقت وحصة القيادات العربية لم تغب عن هذا المشهد.
فالراحل توفيق زياد علق من أرجله في سجن طبريا عام 1950 واطلقت النار على بيته يوم الأرض واخضع للإقامة الجبرية عام 1967.
ويضيف بركة أن الشرطة والسلطة القضائية في اسرائيل وجهت عدة لوائح اتهام ضده يثبت بطلانها باتهامه بأنه هاجم جندي اسرائيلي في بعلين، وتظيم مظاهرة ضد العدوان على لبنان.
ويؤكد بركة أن هناك استهدافا القيادات العربية منها رائد صلاح والحركة الاسلامية نظرًا لدورهم في الدفاع عن الأقصى.
وهنا يحاول بنيامين نتنياهو تصوير المشهد كاذبا انه يحارب الارهاب فهو يريد أن يضع نفسه في مصاف أوروبا في محاربتها للإرهاب ليظهر بذات الموقف بالترويج للخطر الاسلامي وبذلك يمثل وكأنه المتحضر في وجه "الاسلام المتوحش".
ويتابع رئيس لجنة المتابعة العربية أن هناك خطرًا على القيادات العربية بتهم التحريض رغم أن هذا يبعث إلى الاعتزاز وهو مدعاة للعار الاسرائيلي. والان تواجه النائبة حنين زعبي تحريضا من نتنياهو شخصيا باتهامها بدعم الارهاب في اشارة منه لمساندة الزعبي للهبة الشعبية ضد الاحتلال الاسرائيلي.