موسم زيتون مخيب للآمال في غزة
غزة- رايــة:
سامح أبو دية-
عادة ما يبدأ الغزيون موسم قطف الزيتون بحفاوة وسعادة الى أن ينتهي بهم المطاف في معاصر الزيتون باعتبارها أيام رزق وكسب للمال لبعضهم، ولكن سرعان ما تحولت الفرحة الى حزن بعد وصف موسم 2015 مخيبا للآمال بشكل لافت مقارنة بالمواسم السابقة نظرا لعدة أسباب اجتمع سوية تسببت في "محدودية الانتاج" التي وصلت الي النصف.
مدير عام التسويق والمعابر بوزارة الزراعة بغزة تحسين السقا، أكد أن قطاع غزة يعاني من عجز في انتاج الزيتون والزيت لهذا العام بنسبة 50% مقارنة بالموسم الماضي، الأمر الذي دفع الوزارة لفتح باب الاستيراد لتغطية هذا العجز.
وأوضح السقا في تصريح خاص لـ"رايــة"، أن 33 ألف دونم مزروع بأشجار الزيتون بغزة، منها 22 ألف دونم يحتوي على زيتون مثمر، و11 ألف دونم زراعات حديثة لأشجار الزيتون وهي غير مثمرة.
وبين أن قطاع غزة في الاساس ليس لديه اكتفاء ذاتي في زيت الزيتون، مشيرا الى أن اجمالي انتاج قطاع غزة من الزيتون لهذا العام بلغ حوالي 13 ألف طن، يتم عصر 9 آلاف طن منها حيث تٌعطي 1500 طن فقط من الزيت، في حين أن حاجة القطاع من الزيت حوالي 3800 طن.
الأسباب والحلول
وأرجع السقا العجز إلى ظاهرة علمية طبيعية تعرف بــ "تبادل الحمل" بمعنى أن عام يٌثمر الزيتون بشكل غزير والعام الآخر بشكل خفيف وهو السبب الرئيسي، فضلا عن ظروف الطقس الأخيرة التي أسقطت الزهرة قبل عقدها، وارتفاع درجات الحرارة بشكل كبير والذي ادى لاحتراق بعض زهور الزيتون.
وحول خطوات وزارة الزراعة لتغطية العجز الكبير، أكد مدير عام التسويق والمعابر أن الوزارة سمحت بتسويق زيت الضفة الغربية في قطاع غزة طوال العام، مشيرا الى أن العام الماضي أنتج القطاع 21 ألف طن من الزيت وتم ادخال 800 طن زيت من الضفة لغزة؛ مشيرا الى أن الكمية المستوردة ستزداد الموسم الحالي نظرا لازدياد كمية العجز.
وأضاف: "في حال لم يٌغطي زيت الضفة العجز كما في الموسم الحالي يتم فتح باب الاستيراد من الخارج".
غلاء ملحوظ
من جهته، قال أحد تجار الزيت بغزة أن أسعار الزيت لهذا العام تشهد ارتفاعا ملحوظا مقارنة بالعام المنصرم، حيث يصل سعر تنكة الزيت من نوع سٌري ( 16 كيلو ) الى 130 دينار أدرني بزيادة بلغت 30 دينار عن الموسم الماضي.
وعن اسعار الزيتون، قال التاجر في حديث لـ"رايــة"، أن اسعار الزيتون تختلف من نوع لأخر فأنواع الزيتون المعروفة بغزة هي ( السٌري) ( k18) ( الشملالي) ( النبالي )، حيث يبلغ سعر الرطل منها من 20 إلى 40 شيكل، حسب نوعها.
وأشار الى محدودية البيع نظرا للظروف الاقتصادية الصعبة التي يعيشها سكان قطاع غزة، الأمر الذي دفع بعض التجار الى اللجوء الى بيع الزيت بنظام التقسيط.
للأغنياء فقط
المواطن الغزي ابو محمد صالح اعتبر أن الزيتون والزيت من أساسيات المنزل الذي لا يمكن الاستغناء عنه مهما ارتفع سعره، مشيرا الى أن عائلته المكونة من 8 افراد تستهلك سنويا قرابة 3 تنكات من الزيت الصافي؛ فضلا عن استهلاك قرابة 30 كيلو من الزيتون المخلل، وهو مٌعدل متوسط.
وأوضح صالح الذي يعمل متقطعا في مجال البناء بغزة، أن سعر تنكة الزيت ذو الجودة العالية لهذا العام مرتفع جدا ولا يمكن قبوله نظرا للظروف المادية الراهنة، الامر الذي دفعه للبحث عن تاجر يستطيع تقسط مبلغ الـ 2100 شيكل، هو فقط ثمن لزيت الزيتون الذي يحتاجه سنويا.
وختم ابو محمد حديثه: "اعتقد أن الحصول على الكمية الكافية من زيت الزيتون الصافي ذو الجودة العالية أصبح للأغنياء فقط".