هل تعيش اشجار الحمضيات في بيوت بلاستيكية؟؟ وهل للزيتون عمر افتراضي؟؟
الولايات المتحدة- لوس انجلوس:
نجوى الحمدان— الزيتون..حكاية بل قل انه تاريخ .. اوراقه صفحات فائضة بالقصص و الأمجاد و مواسم الفرح و الخير ..كيف لا و هو يعشعش على ارضٍ طالما كانت منه و له.
لكن انتاج هذه الشجرة يتقلص بنسبة تصل الى 50% في السنوات العشرة الاخيرة رغم ان شجر الزيتون ازداد بنسبة مساوية 50% و اصبحت اعداد الاشجار يفوق العشرة ملايين شجرة.
لقد وضع العلم بصمته على جوانب مختلفة من حياتنا و اهمها الزراعة ومن هنا فان "رايـة" طرقت هذه المرة بابا علميا و بحثيا اخر في الولايات المتحدة هو باب الباحثة المختصة بقطاع الزيتون "لويز فيرغسون" " Louise Ferguson "من قسم علوم النباتات في جامعة كاليفورنيا و التي كان سؤالنا الاول لها يتعلق بالمعلومة اعلاه، الاسباب التي ادت الى نقص كميات انتاج زيت الزيتون مع ان عدد الاشجار ارتفع في السنوات العشر الاخيرة.
فيرغسون أكدت ان التغييرات المناخية من ابرز الاسباب حيث تذبذبت معدلات الامطار في بعض السنوات و ارتفعت درجات الحرارة في الصيف لمعدلات غير مسبوقة و هو الامر الذي يتكرر في بعض البلدان و ليس فقط فلسطين مثل دول حوض البحر الابيض.
اسباب اخرى حملتها فيرغسون مسؤولية هذا التراجع في كمية الانتاج و جودته ايضا ومنها نقص كميات المياه التي تروى بها اشجار الزيتون(مع العلم ان فلسطين تنتج زيتونا عضويا اي من غير مياه او سماد كيماوي) اضافة الى عدم العناية الكافية بالاشجار و تقليمها و التخلص من الاوراق الزائدة و الجذوع التي قد تقلل من وصول الغذاء الى الشجرة تضاف اليها اللجوء الى اساليب الحفظ غير السليم و لفترات طويلة اذ كما قالت"يجب عصر الزيتون بسرعة بعد قطفه" و عدم حفظه في حرارة مناسبة الى جانب الاساليب المتبعة في قطافه و التي قد تكون قاسية على شجرة الزيتون فأفضل الطرق هي استخدام الماكينات ولانها غير متوفرة في فلسطين فالقطف باليد هو الافضل رغم انه غير عملي.
اما السبب الاخير الذي قد يؤدي الى قلة الناتج من زيت الزيتون فهو قطف الثمار باكرا و قبل اوانها او قبل ان تنضج، و في هذا السياق شددت فيرغسون ان من يرغب بمذاق قوي للزيت فخياره هو القطاف المبكر.
16 مليون شيكل تقريبا هي خسائر الفلسطينيين من الفاقد في زيت الزيتون و الذي تسببه عمليات العصر الغير صحيحة لكن فيرعسون قالت "لراية"ان النسبة المسموح بها للفاقد من الزيت هي 20% كحد اعلى من الناتج و ليس اكثر.
سؤال اخر كان مطلوبا من بعض المزارعين الفلسطينيين و هو حول العمر الافتراضي لشجرة الزيتون حيث شددت فيرغسون على ان للزيتون عمرا طويلا و غير محدد والبرهان على ذلك وجود اشجار زيتون في فلسطين معمرة و تنتج بشكل سنوي منذ نحو ألفي عام تقريبا لكنها قالت ان العامل الذي يتحكم بعمر الشجرة هو توفر المياه.
وعندما انتقلنا للحديث عن بعض الامراض التي تصيب الزيتون فربطت لويزي فيرغسون بين الدود "worms" وذبابة ثمار الزيتون "olive fly" اذ ان انثى الذبابة تضع بيضها في ثمار الزيتون في مرحلة ما من عمر الثمار ثم تفقس هذه البيوض لتصبح دوداً و قالت ان 10% من اشجار الزيتون يمكن ان تحمل ثماره ذبابة الزيتون.
واشارت فيرغسون الى تكتيك يمكن اللجوء اليه لمحاربة هذه الذبابة عبر محاصرتها الا انه من المهم قطف الثمار باكرا قبل ان تبدأ بوضع بيضها ومهاجمة الثمار اما عبر انظمة صحية او باستخدام افخاخ لزجة تقتل الذباب بمجرد ملامسة الاسمدة والمواد التي يحويها الفخ الى جانب استخدام اخر لعبوات بلاستيكية مثل "علب الكولا البلاستيكية مثلا" حيث تعبأ الى نصفها بالماء و يضاف اليها بعض المواد اهمها يمكن الاستعانة بالخميرة وعندما تطير انثى الذباب الى الماء تقع في الفخ وتموت.
فيرغسون تؤكد ان هناك العديد من الطرق العضوية التي لن تسبب الضرر للزيتون وثماره.
و حول الامراض الفطرية و سبل التصدي لها فاجابت فيرغسون و قالت ان مرض عين الطاووس يعتبر من أهم أمراض شجرة الزيتون وأكثرها انتشارًا. وتبرز الإصابة به على الأفرع والأوراق، التي تتكون على سطحها العلوي بقع دائرية رمادية، يكون بداخلها دوائر وحلقات متداخلة بنية الأطراف. وبالنتيجة تصفر الأوراق المصابة وتسقط. وتبدأ العدوى بالمرض في بداية الخريف ومع بداية هطول الأمطار ويزداد خطر الإصابة بالمرض في كروم الزيتون التي تكثر فيها الرطوبة، وتصاب بشكل خاص الكروم الكثيفة وغير المقلمة جيدًا.
اما الطريقة لمكافحة الامراض الفطرية بصورة عامة فهي بحرق الاجزاء والاوراق المصابة و الاهتمام بالتقليم الجيد و ازالة الحشائش واعطاء الاهتمام لشجرة الزيتون.
وبصفتها مختصة ليس فقط في قطاع الزيتون بل بشؤون اخرى منها اشجار الحمضيات فقد تطرقنا مع لويز فيرغسون الى هذا القطاع ووجهنا لها سؤالا ملحا لبعض مزارعي الحمضيات في فلسطين حول امكانية زراعة اشجار الحمضيات (الليمون و البرتقال و اليوسفي و المندلين والبوملة ..الخ) في بيوت بلاستيكية!!
فيرغسون قالت انه لا يمكن لاشجار الحمضيات ان تعيش في البيوت البلاستيكية خصوصا في فترة الصيف و تحديدا في فلسكين حيث تشهد صيفا حارا قد يسبب لهذه الاشجار امراضا فطرية عديدة قاتلة الا انها توافقت مع زراعة هذه الاشجار في البيوت الخضراء البلاستيكية خلال فصل الشتاء و تلك الاشجار التي تثمر في الفصل البارد.
وعن مفهوم العمر الافتراضي لاشجار الحمضيات قالت فيرغسون ان اقصر عمر لهذه الاشجار بين 25-40 عاما وان أمرها يشبه الزيتون اذ يمكن لهذه الاشجار ان تعمر اكثر وتعيش طويلا وان تنتج باستمرار الكميات و النوعيات المطلوبة شريطة توفر عنصرين فقط الماء و التربة الجيدين و بجودة عالية.