"القدس المفتوحة" في طوباس تحتفل بتخريج الفوجين السابع عشر والثامن عشر
رام الله-رايــة:
تحت رعاية الرئيس محمود عباس "أبو مازن"، احتفلت جامعة القدس المفتوحة، مساء امس الثلاثاء، بتخريج الفوجين السابع عشر والثامن عشر (فوج الوفاء للوطن(، وذلك في مدرسة أبي ذرّ الغفاري.
وافتتح الحفل بتلاوة عطرة من القرآن الكريم، فالسلام الوطني والوقوف دقيقة صمت وقراءة الفاتحة على أرواح الشهداء.
ونقل معالي الوزير الدكتور حسين الأعرج ممثل فخامة رئيس دولة فلسطين، إلى الطلبة الخريجين وذويهم تهاني الرئيس محمود عباس "أبو مازن" ورئيس الوزراء د. رامي الحمد الله.
وقال إن هذا الحفل ليس إنجازًا أكاديميًا فحسب، بل هو إنجاز وطني، مبينًا أن القيادة الفلسطينية ومنظمة التحرير اهتمت بالتعليم والمتعلمين وما زالت، وأضاف: "لدينا في فلسطين أكثر من (50) مؤسسة تعليمية تحوي نصف مليون طالب، وهذا مفخرة وأساس في بناء الاقتصاد الفلسطيني، فالتعليم يوازي الاستثمار في العنصر البشري".
وأوضح الأعرج أن طوباس تمثل المدخل الشرقي لدولة فلسطين، فهي سلة غذائها، وجزء مهم لجذب الاستثمار والإسكان والاقتصاد والزراعة، مبينًا أن القيادة تعول على هذه المحافظة في بناء الاقتصاد والتعليم والزراعة.
وأضاف: "إن وصولنا إلى المحافل الدولية والخارطة الدولية والأمم المتحدة، ووجودنا على أرض فلسطين، وحملنا الهوية الفلسطينية، لهو إنجاز كبير لنا ولقيادتنا، وجئنا اليوم لنقول: لن تتكرر النكبة ونزوح الـ (67)، وسنبقى على هذه الأرض، وهذا ما جسدته القيادة والرئيس الراحل أبو عمار والرئيس الحالي أبو مازن".
وأكد الأعرج أن القيادة تسعى للاستثمار في أبناء شعبنا وكوادره البشرية، قائلاً: "نحن نفاخر بما نمتلك من عقول وطاقات، وفي الآونة الأخيرة قرر سيادة الرئيس إنشاء المجلس الأعلى للإبداع والتميز لرعاية المبدعين والمتميزين من أبنائه في فلسطين، كي لا يُترك مبدع أبدًا بدون توجيه".
ورحب رئيس مجلس أمناء الجامعة م. عدنان سمارة بالحضور، وبارك للخريجين وأهاليهم، وقال: "لطالما كانت طوباس محافظة الصمود والشهداء، وها هي تستقبلنا الليلة لنحتفل بأبنائها الخريجين".
وتابع: "بعد أن استفحلت سياسات الاحتلال في وطننا، ومنع الطلبة والأساتذة من أداء رسالتهم، وحوصروا من كل جانب، قررت القيادة الفلسطينية أن تُخرج من رحم هذه المعاناة جامعة تحتضن أبناء فلسطين في كل محافظات الوطن، فأُسست "القدس المفتوحة" ردًا على إصرار الاحتلال على تجهيل شعبنا واستهدافه مؤسساتنا التعليمية، ودأبت منذ تأسيسها على حل المشكلات الأكاديمية في فلسطين، وأظن أنها أدت واجبها، والدليل على ذلك احتضانها (64) ألف طالب وطالبة، أما مهمتها الثانية فتمثلت بتثبيت الإنسان الفلسطيني في أرضه ومواجهة الاستيطان".
وخاطب سمارة الخريجين قائلاً: "نحن نعلق آمالنا عليكم لتعيدوا لنا وطننا السليب، ونحن متفائلون بكم، فأنتم الجيل الصاعد وبناة الوطن، لذا أوصيكم بالجامعة وبفلسطين خيرًا، وأدعوكم لأن تكونوا خير سفراء لهما، ونتمنى لخريجينا كل المستقبل، ونعدكم بأن تقف الجامعة معكم في السراء والضراء، وأننا سنبقى مصرين على افتتاح كليتين ضمن برنامج الدراسات العليا الفصل القادم".
من جانبه، قال رئيس الجامعة أ. د. يونس عمرو: "ها نحن اليوم نحتفل وفي قلوبنا حزن، فقد عانى شعبنا من ممارسات حفنة من المستوطنين الذين يأتمرون بأوامر رسمية من حكومة الاحتلال، فأحرقوا محمد أبو خضير العام الماضي حيًا، واليوم أحرقوا أسرة الدوابشة التي كانت آمنة مطمئنة في بيتها"، مضيفًا أن شعبنا مرابط ومتجذر في هذه الأرض، وأن خير سبيل لتحقيق ذلك هو تأسيس مؤسسات فلسطينية، وبخاصة التعليمية.
وقال عمرو أيضًا: "نجحت جامعاتنا في نشر العلم والثقافة والوعي بين أبناء شعبنا، ولكن الاحتلال قطع أوصال الوطن، وأغلق ما أغلق من جامعات، وطارد المعلمين والطلبة، لذا ارتأت الرئاسة الفلسطينية احتضان هؤلاء الطلبة أينما وجدوا في جامعة الوطن، جامعة القدس المفتوحة".
وأوضح عمرو أن الجامعة طورت أساليبها بمزاوجة التعليم الإلكتروني بأحدث وسائله في العالم مع التعليم المفتوح، وباتت تعتمد التعليم المدمج نظامًا لها، واستطاعت أن تواكب كبريات جامعات العالم، موضحًا أنها اليوم تمتلك (70%) من مبانيها في فروعها المنتشرة على مساحة الوطن، داعيًا اللجنة المؤازرة للجامعة في طوباس إلى تفعيل العمل لامتلاك مبنى مملوك لها في المحافظة.
وأكد عمرو أن طلبة الجامعة يتلقون المساعدة من "القدس المفتوحة" بشكل مستمر، وأنها لن تحرم أي طالب من إكمال تعليمه لسبب مادي، ولن تتخلى عن الأسرى الملتحقين بها البالغ عددهم نحو(200) أسير. ثم بارك للطلبة وذويهم، داعيًا إياهم إلى أن يكونوا مخلصين للجامعة ولفلسطين، وأن يصونوا أنفسهم من المغرضين الذين يشككون في قيادتنا وأساليبنا ونضالنا.
وقال رئيس مجلس الطلبة القطري زياد الواوي: "أقف أمامكم ممثلاً طلبة "القدس المفتوحة" لأشارك زملاءنا وذويهم فرحتهم بهذا اليوم". وأضاف: "لأن هدفنا من تلقي العلم هو تحرير الأرض والإنسان من بطش الاحتلال، باتت الجامعات الفلسطينية هدفًا رئيساً للاحتلال، ولكن هذه الجامعة-صنيعة الشهداء- قدر الله لها أن تنطلق لتجوب كل شبر من أرض فلسطين الحبيبة".
وبيّن الواوي أن المرأة الفلسطينية اليوم تزاحم الرجال في بناء مؤسسات الوطن بفضل التعليم العالي الذي لم يعد حكرًا على الرجال، مبينًا أن "القدس المفتوحة" هي جامعة المرأة والأسير والفقير والجريح.
وخاطب الواوي طلبة الجامعة قائلاً: "هذه المؤسسة لم تكن لتقوم من دون جهودكم وتعاونكم، ولم تكن لتنجح في تذليل الصعاب أمام مسيرتها بدون الشفافية التي تتحلى بها العلاقة بين رئاسة الجامعة وطلبتها"، موضحًا أن قيادة الجامعة زرعت في طلبتها القيادية والوطنية.
وفي كلمة الخريجين التي ألقتها الطالبة زينب بشارات (الأولى على الفوجين السابع عشر والثامن عشر)، دعت زملاءها إلى التسلح بعلمهم للارتقاء بفلسطين، واصفة إياهم بجنود الوطن.