في ذكرى رحيل درويش امسية ثقافية للشاعرين زكريا محمد وخالد جمعة في المتحف
رام الله -راية :
نظم متحف محمود درويش بمدينة رام الله، الليلة، أمسية ثقافية حول الشعر الفلسطيني المعاصر، دلالاته، سماته ونقده، إحياء للذكرى السابعة لرحيل شاعر فلسطين الكبير محمود درويش.
وتأتي هذه الأمسية ضمن سلسلة نشاطات إحياء ذكرى الراحل درويش، وتحدث فيها الكاتبان زكريا محمد وخالد جمعة، وقدمها المحاضر في جامعة بيرزيت إبراهيم أبو هشهش، الذي تحدث عن تاريخ الشعر الفلسطيني وأنه بدأ من القرن العشرين.
وقدم زكريا محمد مداخلة حول علاقته بشعر محمود دوريش، وعن محاولته الهروب من تأثير درويش عليه، وعن تأثير درويش في كل الأجيال الذي يكاد يوازي تأثير مؤسسات كبرى.
من جانبه، تحدث جمعة عن الشعر في فلسطين لدى الجيل الشاب الذي برز بعد توقيع اتفاق أوسلو، وذلك لمحاولة الإحاطة بالموضوع، فالشعر الفلسطيني قضاياه كثيرة ومتفرعة، والأسماء التي برزت فيه على مستوى التاريخ الأدبي منذ النكبة إلى الآن أكثر من أن تحصى.
وقال جمعة إنه في فلسطين، لم يحظ الشعر بهذا القدر من الاهتمام قبل بداية القرن العشرين ونشوء مشكلة الانتداب وبعدها الاحتلال الإسرائيلي، وبدأ الشعر مرحلة مختلفة تماماً بعد عام 1948، إلى أن وصلنا إلى بداية التسعينيات، وحتى هذا الوقت، كان الشعر الفلسطيني يدور في فلك محدد، إلا هناك بعض التجارب بالطبع التي اهتمت بفنية القصيدة واللغة، وأقصد أمثال توفيق صايغ ومحمود درويش وعدد آخر من الشعراء، ولكن في الغالب طغت الشعاراتية والحنين على نصوص الشعر في فلسطين.
وبين أنه بعد توقيع اتفاق أوسلو، ظهرت موجة جديدة من الشعر في فلسطين، بغض النظر بدايةً عن تقييمها الفني، إلا أنها امتلكت ملامح مشتركة، أهمها انكسار البطل في النص الشعري، فلم يعد الفلسطيني هو الذي يملك جسداً لا تخترقه الرصاصة، ولم تعد عظامه الجسر الذي يمكن أن يعبر عليه المقاتلون، بل أصبح أقرب للتركيبة الإنسانية الحميمة، يفرح ويبكي ويبتهج بالعصافير والورود، ولكنه يقاوم في ذات الوقت، إذ لم يلغِ انكسار البطل قدرته على المقاومة، واتجه النص أيضاً بعد أوسلو إلى الفردية وكذلك النزول بالنص من عوالم التحليق العالية التي لا يمكن لمسها، إلى اليومي والهامشي والعادي، بلغة خلت من قاموسيتها التي كثيراً ما كانت تبعد الناس عن الشعر، صحيح أن عدداً كبيراً ممن يكتبون إنما يولعون بالتراكيب اللغوية على حساب المعنى، ولكن في النهاية تبقى تلك التجارب التي تستحق أن تبقى.
وقال جمعة إن 'أهم ما حدث في العقود الثلاثة الأخيرة، هو انفتاح الجيل الشاب على بعضه في كل الأمكنة، وهذا الجيل خلق مساحته الخاصة، وكثيرون قاموا بقتل آبائهم الشعريين، وكثيرون استفادوا من التجربة بشكل مختلف، إلا أنه مما لا شك فيه، أن التغير الذي طرأ على النص الفلسطيني شعرياً قد أصبح واضحاً بشكل لا يقبل الجدل، أما تقبلنا لهذا التغير سلباً أو إيجاباً فهي مسألة أخرى ليس هناك مجال لمناقشتها في ندوة مثل هذه'.
وفا -- تصوير راية