غدا ذكرى الاجتياح الإسرائيلي للبنان
رام الله- رايــة:
في مثل هذا اليوم من عام 1982 بدأت إسرائيل قصفا جويا ومدفعيا كثيفا على مدينة صيدا وقرى النبطية والدامور وتبنين وعرنون وقلعة الشقيف الاستراتيجية، لتدخل قوات الاحتلال في اليوم التالي (6 حزيران/يونيو 1982) الأراضي اللبنانية، وتم اجتياز المواقع الذي كان يشغلها 7,000 جندي تابعين لقوات الأمم المتحدة بكل سهولة.
وبدأت المعارك في 6 حزيران 1982 عندما قررت الحكومة الإسرائيلية شن عملية عسكرية ضد منظمة التحرير الفلسطينية بعد محاولة اغتيال سفيرها لدى المملكة المتحدة، شلومو أرجوف على يد مجموعة فلسطينية مسلحة.
وخلال هذا العدوان قامت إسرائيل باحتلال جنوب لبنان بعد أن هاجمت منظمة التحرير الفلسطينية والقوات السوريّة وبعض الفصائل المسلحة اللبنانية، وحاصرت منظمة التحرير وبعض الوحدات العسكرية في بيروت الغربيّة، وانسحبت منظمة التحرير من بيروت بعد أن تعرّض ذلك القسم منها إلى قصف عنيف، وبتواطؤ من قوات حفظ السلام الدولية.
إن هذا العدوان تسبب في خروج قوات منظمة من بيروت في 30 آب (أغسطس) من بيروت واحتلالها في 15 أيلول (سبتمبر) من العام ذاته، إلا أنه بالرغم من خروج المقاومة الفلسطينية من لبنان إلا أنها أسقطت اهم نظرية بقيت لزمن طويل تستولي على الذاكرة العربية بأن الجيش الاسرائيلي هو الجيش المتميز في الكفاءة والاقتدار وهو الجيش الذي لا يقهر.
وقد استطاعت المقاومة كسر هذه النظرية باقتدار من خلال الصمود، وعدم السماح لإسرائيل بتحقيق أهدافها المعلنة من وراء هذه الحرب.
فقد أعلن الناطق الرسمي للحكومة الإسرائيلية آفي بارنز في حينه عن أن أهداف إسرائيل من وراء هذا الاجتياح هي: تدمير منظمة التحرير الفلسطينية وهذا لم يتحقق، بل أن هذه المنظمة حازت على قبول دولي كبير باعتبارها الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني.
كما أعلن ذلك المتحدث الإسرائيلي بأن الهدف من الحرب هو إجلاء كل القوات الغريبة عن لبنان ومن ضمن ذلك الجيش السوري، ومساعدة القوات اللبنانية على السيطرة على بيروت وتنصيبها كحكومة لبنانية تملك سلطة وسيادة على كامل التراب اللبناني، وتوقيع اتفاقية سلام مع الحكومة اللبنانية وضمان أمن المستوطنات الإسرائيلية الشمالية، وهذه الأمور في غالبيتها لم تتحقق بل أن إسرائيل اأجبرت لاحقا على الانسحاب والهروب بفضل المقاومة اللبنانية دون أي اتفاق سلام مع لبنان.
وعلى الرغم من تباين الإحصاءات، إلا أن هناك مصادر عدة توضح أن ضحايا الغزو الإسرائيلي للبنان عام ١٩٨٢ بلغ ١٩ ألف قتيل و٣٢ ألف جريح، بالإضافة إلى ضحايا مذبحتي صبرا و شاتيلا.
وخلال هذا الاجتياح، نفذت قوات الاحتلال العمليات العديد من العمليات التي ركزت على التدمير والقتل بقيادة أرئيل شارون وزير الجيش الإسرائيلي الأسبق في حكومة كان يرأسها مناحيم بيغين، إضافة إلى مذبحة صبرا وشاتيلا بحق اللاجئين الفلسطينيين في 16 أيلول 1982 واستمرت لمدة ثلاثة أيام وبدعم من المجموعات الانعزالية اللبنانية المعروفة بالخيانة والعمالة مع الجيش الإسرائيلي.
وبلغ عدد الشهداء والجرحى في المذبحة الآلاف، حيث تتراوح التقديرات ما بين 750 و3500 شهيد من الرجال والأطفال والنساء والشيوخ المدنيين العزل.
وقد سجل التاريخ علامة فارقة في هذا العدوان تمثلت في تصدي المقاومة الفلسطينية واللبنانية وصمودها في وجه هذا الهجوم لمدة 82 يوم متواصلة لتبدأ معها الضغوط من بعض العرب والقوة الخارجية لإخراج المقاومة من لبنان.