النجاح تنظّم منتدى "المباني الخضراء في فلسطين: من النظرية إلى التطبيق"
رام الله-رايــة:
بمشاركة خبراء فلسطينيين ودوليين، نظمّت جامعة النجاح الوطنية ممثلة بالزاوية الأمريكية نابلس ومركز أبحاث البناء والمواصلات بالشراكة مع القنصلية الأمريكية العامة في القدس، يوم الثلاثاء الموافق 26/5/2015، المنتدى الأول من نوعه في فلسطين لتبادل الخبرات حول المباني الخضراء والمستدامة تحت عنوان "المباني الخضراء في فلسطين: من النظرية إلى التطبيق"، وذلك في قاعة مؤتمرات المعهد الكوري الفلسطيني المتميز لتكنولوجيا المعلومات في الحرم الجامعي الجديد، وتولى عرافة المنتدى الآنسة عليا جلبرت، منسقة الزاوية الأمريكية.
واستهل المنتدى بكلمة مسجلة من واشنطن ألقتها د. جوديث غاربر، الأمين العام المساعد لمكتب الولايات المتحدة للمحيطات والبيئة الدولية والشؤون العلمية، استعرضت فيها دور وزارة الخارجية الأمريكية في سياسية المباني الخصراء، وأثنت على جهود جامعة النجاح الوطنية والمؤسسات الفلسطينية المكرسة لتصميم المباني المستدامة (الخضراء)، عقب ذلك عرض مادة فيلمية من إنتاج مركز الإعلام في الجامعة وثّقت الجهود المتميزة لطلبة الجامعة والكادر الأكاديمي ومشاريعهم في المباني الخضراء.
وشارك في افتتاح أعمال المنتدى أ. د. ماهر النتشة، القائم بأعمال رئيس جامعة النجاح الوطنية، والسيدة أنجيلا يانغ، مسؤولة الدبلوماسية العامة في القنصلية الأمريكية، وم. مجدي الصالح، رئيس نقابة المهندسين، وم. عبدالحكيم الجوهري، نائب المدير العام لمؤسسة "مجتمعات عالمية"، ود. معتصم البعباع، مدير مركز أبحاث البناء والمواصلات ومدير مشروع المباني الخضراء، ود. خالد الساحلي، عميد كلية الهندسة وتكنولوجيا المعلومات، وعدد من أعضاء الهيئة التدريسية في الكلية، إلى جانب ممثلي المؤسسات ذات الصلة، وطلبة كلية الهندسة وتكنولوجيا المعلومات.
وافتتح المنتدى الأستاذ الدكتور النتشة، بكلمة رحب فيها بالحضور، مؤكداً حرص جامعة النجاح بأن تكون من ضمن أفضل جامعات العالم في كافة المجالات ومن أهمها المجال البيئي، مشيراً إلى أن جامعة النجاح إعتمدت المحور البيئي كأحد أهم المحاور في خطتها الإستراتيجية الجديدة، شاكراً جميع الداعمين وخصوصاً القنصلية الأمريكية لدعمها هذا المشروع ومشاريع أخرى، مثمناً الجهود المبذولة في إنجاح المشروع.
من جهتها شددّت السيدة يانغ على علاقة التعاون القوية التي تربط القنصلية الأمريكية العامة في القدس وجامعة النجاح الوطنية في العديد من المشاريع ومن ضمنها هذا المشروع، متمنيةً التوفيق لجميع المشاركين في المنتدى في عروضهم ومشاريعهم.
وبدوره أكد المهندس الصالح، حرص نقابة المهندسين كواحدة من اكبر النقابات الفلسطينية ب19 ألف مهندس، على النهوض بالمجتمع الفلسطيني ومواكبة التطور العالمي في المجال الهندسي، وأفاد بأن نقابة المهندسين الفلسطينيين قامت بتأسيس المجلس الأعلى للبناء الأخضر عام 2010 لوضع القوانين والأنظمة التي من شأنها النهوض بالعمل الهندسي في مجال المباني الخضراء، مشيراً الى أن فكرة إنشاء المجلس جاءت لتعميم فكرة البناء الأخضر في المجتمع الفلسطيني مع الأخذ بعين الإعتبار الظروف الجغرافية والسياسية والديموغرافية للمنطقة.
ومن جانبه أكد المهندس الجوهري حرص مؤسسة مجتمعات عالمية على تعميم فكرة المباني الخضراء في فلسطين من خلال العديد من الأنشطة والفعاليات التي قامت بها المؤسسة على مدار أربعة أعوام، مشيراً إلى ضرورة تضافر جميع الجهود للنهوض بمجتمع يقوم على المباني الخضراء والطاقة المتجددة.
وتضمن المنتدى مشاركات لعدد من الخبراء الفلسطينيين والدوليين في مجال المباني الخضراء، استعرضوا فيها عدداً من الحالات الدراسية التي أجريت حول مشاريع المباني الخضراء والطاقة المتجددة في فلسطين والتوجهات المعاصرة في مجال المباني المستدامة على المستوى المحلي والدولي، وتمثلت المشاركة الدولية بشركة (HOK) كبرى الشركات العالمية في الهندسة المعمارية والتصميم.
هذا وسيُمنح الطلبة الفائزين ضمن مشروع المباني الخضراء من قسمي الهندسة المعمارية وهندسة البناء فرصة التوجه بصحبة عدد من أعضاء الهيئة التدريسية إلى جامعة ولاية أريزونا في الولايات المتحدة الأمريكية في رحلة علمية لتبادل الخبرات والتجارب في مجال البيئة المستدامة تستغرق أسبوعاً كاملاً، ومن المفترض أن يتم في شهر آب المقبل تنظيم منتدى آخراًَ يعرض مشاريع الطلبة الفائزين ويناقش مزيداً من التجارب حول المباني الخضراء.
يذكر أن جامعة النجاح الوطنية أول مؤسسة أكاديمية في فلسطين تتبنى مشروع "البناء الأخضر"، حيث بدأت الفكرة منذ عشر سنوات حيث ضمنتها الجامعة في خطتها الإستراتيجية من خلال إنشاء المراكز العلمية واستقطاب أعضاء هيئة تدريسية متخصصين في هذا المجال، كما ركزت الجامعة في العديد من أبحاثها على هذا المجال.
ويقصد بالمباني الخضراء أو (البناء المستدام)، هي المباني التي تقوم على الإستخدام الأمثل للموارد في جميع أنحاء دورة حياة المبنى: من تحديد المواقع للتصميم، والبناء، والتشغيل، والصيانة، والترميم، والهدم، بالشكل الذي يوفر الطاقة والتكاليف التشغيلية للمبنى ويقلل قدر الإمكان من المخلفات البيئية مما يساعد على حماية البيئة وموارد الطاقة المختلفة، إضافة الى إستخدام مصادر الطاقة المتجددة قدر الإمكان في تشغيل المبنى.