منتدى "زهر اللوز" ينظم جولة بيئية في الباذان
رام الله - رايــة:
نظم مركز التعليم البيئي - الكنيسة الإنجيلية اللوثرية في الأردن والأراضي المقدسة، بالتعاون مع جمعية أصدقاء البيئة في جامعة النجاح ومجلس قروي الباذان، جولة بيئية لأعضاء منتدى "زهر اللوز" في منطقة الباذان، تخللها حوار مع رئيس مجلسها القروي.
واستمع أعضاء المنتدى والجمعية لاستعراض تاريخي وجغرافي عن الباذان، التي تعد منطقة سياحية يزورها وفق تقديرات رسمية نحو 800 ألف فلسطيني سنويًا.
وقال رئيس المجلس القروي محمد صلاحات أبو عرب. إن الباذان غنية بينابيعها الثمانية الدائمة: السدرة، وحمد، والبيضاء، وقديرة، والجسر، والتبان، والصبيان، وأبو زينة، ضافة إلى أربعة موسمية ، تضخ سنوياً نحو خمسة ملاييين وربع المليون متر مكعب من المياه، فيما تضم المنطقة قرابة 1500 دونم من الأحراش الطبيعية والمرزوعة، ويبلغ انحدارها نحو 120 مترًا، وتحوي على سهول وجبال ووديان، كما تعد منطقة طرق تجمع بين المحافظات.
ورسم رئيس المجلس القروي لأعضاء زهر اللوز وأصدقاء البيئة صورة الباذان البيئية، التي تضم نباتات السوسنة السوداء والبنفسجية، والعليق، وشجر القراصيا، وتمتاز بتفاحها وورق عنبها، وكانت غنية بالأسماك، حتى مطلع الثمانينيات من القرن الماضي، حين بدأت مياه المجاري لنابلس الشرقية ومساكنها الشعبية ومنطقتها الصناعية بالتدفق في ودايان المنطقة، متسببه بتلوث كبير بعناصر الزئبق والرصاص والكاديوم، وفق فحوصات وزارة الصحة، وبنشر أمراض سرطانية وتنفسية، وقوارض وبعوض.
وأضاف أبو عرب أن الباذان صارت تعاني بعد عام 2002 من محطة تجميع النفايات المملوكة من شركة تجارية وبلدية نابلس، والتي تتسبب بمعاناة صحية واقتصادية وزراعية كبيرة للمواطنين.
فيما أشار عماد براهمة مالك منتجع فلسطين السياحي إلى حجم المعاناة التي يتسبب بها التلوث، وما تكبده من خسائر جراء سقف مقاطع من وديان المجاري المكشوفة، وما ينفذه من إجراءت صيانة على الخطوط الناقلة للمياه من الينابيع البعيدة، عدا عن معالجة الحشرات والقوارض والروائح الكريهة، التي تهدد المنتجعات.
وناقش أعضاء المنتدى الحلول الممكن إيجادها في المنطقة، والمبادرات التي تخفف من الكارثة البيئية على المديين القصير والطويل. واقترح الأعضاء: فوزية دوابشة، وإيمان حسام، وآلاء حكم، وعز عواودة، وآية إسماعيل، وختام مرعي، ومحمود ريان، إطلاق مبادرات بيئية في المنطقة، وتنفيذ أيام عمل تطوعية لرفع الوعي البيئي لزائري المنتجعات. وناقشوا أهمية إيجاد حلول جذرية للمياه العادمة ومكاب النفايات على المدى البعيد.
بدوره، أشار المدير التنفيذي للمركز، سيمون عوض إلى أن المنتديات النسوية والطلابية الخضراء التي شكلها "التعليم البيئي" أطلقت خلال الأسابيع الفائئة حوارات مع رؤساء وأعضاء بلديتي قلقيلية وطوباس، وتسعى للقاءات في هيئات أخرى خلال الفترة القادمة، بهدف البحث عن حلول للتحديات التي تواجه المجتمع المحلي.
وأضاف إن المنتديات تروج لثقافة الاهتمام بالمحيط البيئي، ولرفع الوعي بالأخطار التي تواجه المجتمع جراء ممارسات وسياسات لا تراعي البيئة. كما تساهم في دعوة البلديات والهيئات المحلية لاتخاذ تدابير خضراء، ودعم مبادرات بيئية صغيرة، والاستماع إلى التحديات والمشاكل في التجمعات المختلفة، للتعامل معها ووقفها.
وقال الرئيس السابق لجمعية أصدقاء البيئة، الطالب عز عووادة إن الإعلام والبحث العلمي حول التلوث الذي يصيب المنطقة يساهمان في مساعدة المواطنين على التمتع بالحقوق التي كفلها لهم قانون البيئة الفلسطينية، بالعيش بأكبر قدر ممكن من الصحة والرفاه.
فيما أكدت الطالبة بلسم سلمان أن "زهر اللوز" و"أصدقاء البيئة" سينفذان بالتزامن مع عيد الفطر مبادرة لرفع الوعي البيئي لزائري الباذان، وحثهم على مراعاة البيئة خلال زياراتهم للمنطقة السياحية الطبيعية الأكثر شهرة في الضفة الغربية.