REFORM تنفذ سلسلة لقاءات تدريبية لمناهضة العنف المبني على أساس النوع الاجتماعي
رام الله-رايــة:
نفذت المؤسسة الفلسطينية للتمكين والتنمية المحليةREFORM- سلسلة لقاءات تدريبية بعنوان: "مدخل إلى مناهضة العنف المبني على أساس النوع الاجتماعي"، بمشاركة عدد من الناشطين الشباب من محافظات القدس، بيت لحم، اريحا، ورام الله في اطار مناهضة العنف المبني على أساس النوع الاجتماعي وتعزيز شراكة المرأة والشباب في الحياة العامة وصولاً الى مراكز صنع القرار.
وتطرقت اللقاءات التدريبية الى مفهوم النوع الاجتماعي، وعلاقات القوة بين المكونات الاجتماعية المختلفة سيما تلك التي تنظم علاقة المرأة بالرجل، كما تم البحث في آليات مناهضة العنف المبني على أساس النوع الاجتماعي من خلال تطوير منظومة قيمية قادرة على كسر الصور النمطية حول بعض المكونات الاجتماعية سيما النساء، وتطوير الوعي المساند لادماجهن في العملية النظامية، وتحسين قدراتهن على توثيق الانتهاكات الموجهة على أساس النوع الاجتماعي، ومناهضة العنف البنيوي المستند الى الصور النمطية المشار اليها.
وأكدت روان شرقاوي منسقة المشروع على أهمية جسر الهوى بين المكونات المجتمعية المختلفة، وضرورة خلق حالة تشاركية تمكن الفئات الأكثر تهميشاً من العمليات النظامية والتنموية سيما المرأة من الولوج في عملية صناعة القرار، والعمل الاجتماعي والسياسي، وتحسين واقع التكامل الوظيفي على أساس النوع الاجتماعي بدلاً عن التمييز على هذا الاساس.
"الفروقات التي خلقها المجتمع هي التي حدّت من دور وشراكة المرأة في المنظومة الانتاجية وعززت الفرق بين المرأة والرجل في العمل والعطاء حيث جعل المجتمع من المرأة أسباباً لا نجد لها أجوبة". هذا ما بدأت به المستفيدة من المشروع ألاء القاق من القدس حديثها وأكملت: "كان من المهم الاستفادة من هذا التدريب والتطرق له ليس بالنسبة لي فقط وإنّما لباقي أفراد المجموعة، لندرك ما نريده نحن كمجموعة في ظل الضغوطات الكبيرة التي تمارس علينا كفئات مهمشة في المجتمع ونعمل على خلق الوعي الكامل اتجاه النوع الاجتماعي وايجاد الحلول للمشاكل التي تواجه العديد منا حتى دون الانتباه الى فحواها، وسنعمل في ظل كافة الامكانيات المتاحة على نشر الوعي حول النوع الاجتماعي لتحقيق العدالة المجتمعية".
وحول استفادة المشاركين من اللقاءات التدريبية أشار نبيل فليفل الى ان التدريب مكنه من التعرف على مفهوم النوع الاجتماعي والعنف المبني على أساسه وأسبابه ونتائجه على الفرد والمجتمع، وأكمل: " من خلال التدريب استعطنا تسليط الضوء على قضايا لم نكن نعلم انها تشكل عنف وعدم انصاف في المجتمع وسنعمل كمجموعات شبابية بالضغط باتجاه تحقيق التناغم بين الفئات والمكونات المجتمعية، لما لذلك من اثر ايجابي في خلق تنمية وطنية حقيقية.
"حصدت الكثير من المعلومات التي تصب في قالب كسر الفجوة بين الفئات المجتمعية واكتساب المعرفة التي تمكننا من العمل على نشر الوعي المجتمعي وتعزيز العدالة المجتمعية". هذا ما بدأت به المشاركة دينا قاسم من رام الله حديثها وأكملت: "نحن كمجموعة نعمل على تطوير قدراتنا وامكانياتنا بهدف تعزيز الشراكة المجتمعية وتوفير الحماية والمساندة التي تحتاجها بعض الفئات الاجتماعية في المناطق الفلسطينية المهمشة التي تركت فيها المرأة ضحية لصراع أساسه بعض العادات والتقاليد".
هذا وركزت التدريبات على البحث المعمق في أسباب التمييز والتعنصر على أساس الوظيفة في النوع الاجتماعي والتي – عبر السنين- وضعت كل المنظومة الحقوقية النسوية على المحك، وأدت الى تردي واقع شراكة المرأة في نظم الحكم، والعمل السياسي، وخلافه من المجالات.
من جهة أخرى أشار المشارك رامي حماد من بيت لحم الى أن النوع الاجتماعي مفهوم عميق جداً وان هذا التدريب من اكثر التدريبات التي كان لها الاثر على نظرته الشخصية للمرأة والرجل فالمرأة والرجل لكل منهما دوره بالحياة بعيداً عن الفروقات الجسدية التي يتغنى بها الجميع وأن لكل انسان دوره الانجابي والانتاجي والاجتماعي في المجتمع لذلك لا بد من تظافر الجهود من اجل النهوض بالواقع الاجتماعي والغاء الفروقات المبنية على أساس النوع الاجتماعي من أجل تعزيز الشراكة المجتمعية.
ويهدف المشروع الى تعزيز الهوية الفلسطينية للمواطن الفلسطيني في القدس، واعادة بناء الجسور بين المقدسيين ومحيطهم الثقافي والاجتماعي والوقوف عند المعيقات التي تحول دون الوصول الى ذلك والضغط لجهة ايجاد نظم مستجيبة لهم، واعادة تعزيز الموروث الثقافي والاجتماعي الفلسطيني، كما يهدف الى تعزيز شراكة الشباب والمرأة في الحياة السياسية الفلسطينية، خاصة في القدس، واعادة إحياء الهوية الفلسطينية الجامعة.