كارثة منجم سوما التركي: مثول 8 مسؤولين أمام المحكمة بتهمة القتل

رام الله- رايــة:

مثل ثمانية مسؤولين كبار في الشركة المستثمرة لمنجم سوما أمام محكمة في تركيا، بتهمة التسبب في قتل أكثر من ثلاثمئة عامل منجم قبل عام، في اسوأ كارثة في تاريخ المناجم في البلاد.

وجرت الجلسة في اليوم الثاني من المحاكمة في اجواء متوترة. ومن المتوقع أن تستمر المحاكمة لأسابيع أو حتى لشهور.

وقال جان غوركان، أحد المتهمين ورئيس مجلس إدارة شركة سوما كومور السابق، في بيان إنه لا يمكن تحميله المسؤولية عن مشكلات السلامة في المنجم.

وتلا كاتب المحكمة خلال الجلسة شهادات غوركان خلال التحقيق معه وانكر فيها كل الاتهامات الموجهة اليه.

ولدى الإدلاء بأقواله أكد غوركان أنه احترم "كافة تدابير (السلامة) اللازمة" وقال أن الحادث "عملية تخريب".

وهدد في تصريحات بالقول "تذكروا أنه إذا حكم علي بالسجن سيخسر كل العاملين لدينا وظائفهم (نحن) نؤمن قوت 6400 شخص".

واستنادا الى قرار الاتهام، طالب القاضي امام محكمة مدينة اكحصار غربي تركيا، بانزال عقوبة السجن 25 عاما عن كل ضحية من الضحايا الـ301 وثلاث سنوات عن كل جريح من الجرحى ال162 بحق جان غوركان وسبعة مسؤولين اخرين ملاحقين بتهمة "القتل".

ويتهمهم القضاء التركي بأنهم تعمدوا اهمال ضمان سلامة العمال وفرضوا عليهم شروط عمل قاسية لزيادة ارباحهم.

وقال رئيس مجلس ادارة الشركة للمدعي خلال استجوابه "انا مجرد مدير تنفيذي، وبما أنه ليس لدي أي خبرة تقنية لا يمكن أن اعتبر مسؤولا عما حصل. لم يبلغني اي شخص ابدا بوجود مشكلة".

ولأسباب امنية كان يفترض أن يتم استجواب المتهمين اصلا من سجنهم عبر دائرة الفيديو المغلقة. لكن امام غضب الاهالي لدى بدء المحاكمة الاثنين قرر القاضي أن يمثلوا أمام المحكمة.

ونقلوا تحت حراسة أمنية إلى المركز الثقافي في مدينة اكحصار الذي تحول الى محكمة خلال فترة المحاكمة.

ومن المتوقع أن يستخدم محامو الدفاع مقاطع فيديو حصلت عليها "بي بي سي"في تركيا في مطلع الأسبوع، تظهر عما ل المنجم يستعدون للعمل قبل وقوع الكارثة، وتظهر عمالاً يفرون مع بدء الحادث.

وفي أحد المشاهد، يظهر عامل يوميء إلى الكاميرا مستنجداً. وشوهد مسعف يركل الباب وعلى وجهه علامات الاحباط لعجزه عن فعل المزيد.

وأفاد التحقيق الذي اجراه القضاء أن الحريق امتد بسرعة إلى عدد من الأنفاق التي اجتاحتها ألسنة اللهب والانبعاثات القاتلة لأول اوكسيد الكربون.