"التعليم البيئي" ينفذ فعاليات تثقيفية بإنفلونزا الطيور في أربع محافظات
رام الله- رايـة:
نفذ مركز التعليم البيئي / الكنيسة الإنجيلية اللوثرية في الأردن والأراضي المقدسة سلسلة أنشطة تثقيفية حول فيروس إنفلونزا الطيور، في ظل تأكيدات وزارة الزراعة اكتشاف بؤر للمرض في بعض مزارع المحافظات الشمالية الشهر الفائت، وإعدام مجموعات منها.
طوباس
ففي المركز النسوي بمخيم الفارعة في محافظة طوباس، نظم المركز عرض أفلام وثائقية حول المرض، وتعرفت أعضاء منتدى نسوي الفارعة البيئي على طرق التعامل السليم مع الفيروس، وطبيعية، ووسائل انتقال العدوى، وإجراءات الوقاية الواجبة.
وناقشت المشاركات الأفلام، واستمعن إلى مجموعة إرشادات للوقاية من المرض، وطرق انتقاله من الطيور المصابة للإنسان.
وقالت رئيسة الهيئة الإدارية للمركز ليلى سعيد، إن فتح نقاش حول موضوعات بيئية وصحية يعزز الوعي لدى النساء، ويطور من قدرتهن على الوقاية منه، وينشرن المعرفة به لأطفالهن ومجتمعهن.
وفي مدينة طوباس، نفذ المركز محاضرة إرشادية لمنتدى السوسنة النسوي، في مقر الجمعية الخيرية. واستندت أفلام وثائقية قصيرة لمعطيات منظمة الصحة العالمية وتقاريرها، التي أكدت أن إنفلونزا الطيور مرض فيروسي مُعد يصيب الطيور. ومن الملاحظ أنّ معظم فيروسات هذا الوباء لا تصيب البشر؛ غير أنّ بعضاً منها، كفيروس H5N1، يتسبّب في وقوع حالات عدوى وخيمة للإنسان. فيما تُفسر معظم حالات العدوى البشرية بالفيروس H5N1 إلى التعامل المباشر أو غير المباشر مع طيور حيّة أو نافقة تحمل العدوى. ولا توجد أيّة معطيات تثبت إمكانية انتقال المرض إلى البشر عن طريق الطعام المطبوخ بطريقة جيّدة.
ووفق العرض، فإن هذا النوع من الإنفلونزا فيروس مُعدٍ يُصيب الطيور، ولا يتسبّب في غالب الأحيان، في ظهور أيّة علامات مرضية. ويمكن لفيروساته الانتقال أحياناً إلى الدواجن، والتفشي على نطاق واسع، فيما تمكّنت بعض أنواعه من اختراق الحواجز القائمة بين الأنواع، وإحداث مرض أو عدوى غير مصحوبة بأعراض سريرية للإنسان أو الثديات الأخرى.
وأضاف: تنقسم فيروسات إنفلونزا الطيور إلى فئتين حسب قدرتها على إحداث المرض لدى الدواجن، الأولى شديدة الإمراض وفئة قليلة الإمراض. وتؤدي الفيروسات الشديدة إلى ارتفاع معدلات الوفاة (التي يمكنها أن تبلغ نسبة 100% في غضون 48 ساعة) لدى بعض أنواع الدواجن. أمّا الثانية ممثلة بالفيروسات القليلة الإمراض، فإنّها تتسبّب أيضاً في التفشي بين الدواجن ولكنّها لا تؤدي، عموماً، إلى حدوث مرض سريري وخيم.
واستعرضت المرئيات تاريخ هذا الوباء، الذي ظهرت أول إصابة به في إيطاليا عام 1878، فيما وصل النمط الفيروسي الفرعي) H5N1 وهو أحد فيروسات إنفلونزا الطيور شديدة الإمراض) البشر لأوّل مرّة، عام 1997 أثناء فاشية ظهرت تفشيه بين الدواجن في هونغ كونغ. وتمكّن الفيروس، منذ ظهوره وانتشاره مجدّداً على نطاق واسع في عامي 2003 و2004، من الانتقال من آسيا إلى أوروبا وأفريقيا ومن الاستحكام بين الدواجن في بعض البلدان، ممّا أدى إلى وقوع ملايين من الإصابات بين الدواجن وعدة مئات من الحالات البشرية التي أسفرت عن كثير من الوفيات. في وقت يتجاوز معدل الإماتة الخاص بحالات العدوى البشرية الناجمة عن الفيروس H5N1بكثير، معدل الإماتة الخاص بحالات العدوى الناجمة عن فيروسات الإنفلونزا الموسمية. وتطرق العرض إلى طرق الوقاية والعلاج من المرض.
وأشارت رئيسة جمعية طوباس الخيرية مها دراغمة، أن الأنشطة الصحية تتقاطع مع جهود الروضة الصديقة للبيئة، التي أطلقها المركز والجمعية منذ ثلاث سنوات، والهادفة للتربية الأطفال على مفاهيم عملية صديقة للبيئة. فيما قالت عضو المنتدى شروق دراغمة إن العرض البيئي، في الكثير من الأفكار غير الدقيقة لديها حول المرض، وطرق الوقاية منه.
نابلس
وشهد مسرح مركز الطفل الثقافي لبلدية نابلس عرضًا مشابهًا، تحدث عن تاريخ المرض ومراحله، وتتبع طفراته، ونقل رسائل توعية حوله، وأكد أن هذا الفيروس لا ينتقل من إنسان للآخر، وإنما يصيب الإنسان من خلال الطيور التي تنتقل إليها العدوى من الطيور المهاجرة، أو عبر حيوان وسيط.
وميز الفيلم بين أعراض إنفلونزا الطيور والإنفلونزا التقليدية. ومما جاء فيه: قد تكون فترة حضانة فيروس H5N1 أطول من فترة الحضانة العادية الخاصة بالإنفلونزا الموسمية التي تتراوح بين يومين وثلاثة أيام تقريباً. فيما تشير البيانات الراهنة بشأن العدوى الناجمة عن الفيروس H5N1 إلى أنّ فترة حضانة ذلك الفيروس تتراوح بين يومين وثمانية أيام، وقد تصل أحياناً إلى 17 يوماً. في وقت توصي منظمة الصحة العالمية، حالياً، باعتماد فترة حضانة مدّتها 7 أيام لدى الاضطلاع بتحرّيات ميدانية ورصد مخالطي المرضى.
وناقشت عضوات منتدى نابلس البيئي الفيلم، واستمعن لإيضاحات تتصل بالإجراءات الواجب إتباعها للوقاية منه، وفي مقدمتها الاعتناء بالنظافة الشخصية، ومنع مخالطة الطيور الداجنة بالطيور المهاجرة، وطهو الدجاج ولحوم الحبش بطريقة جيدة بعد تنظيفها، واستخدام سكين وأدوات خاصة لتقطيع اللحوم وأخرى للخضروات.
وذكرت المربية رقية حنو أن نقاش مسائل بيئية وصحية لنساء بوسعه أن يأتي بنتائج إيجابية، وبخاصة أنهن ينقلن ما يشاهدنه لأول مرة لأطفالهن ومحيطهن.
واقترحت حنو أن يخرج المنتدى إلى الميدان، وينفذ أنشطة تركز على الأطفال وطلبة المدارس؛ لتغيير توجهاتهم البيئة.
فيما أشارت مديرة "الطفل الثقافي" رسمية المصري إلى أن نقاش إنفلونزا الطيور يهدد المخاوف، ويضع حداً للشائعات، ويدعم مساعي الجهات الصحية الرسمية والأهلية في خلق وعي عام بالمرض.
قلقيلية
في السياق ذاته، نظم "التعليم البيئي" بالتعاون مع بلدية قلقيلية محاضرة إرشادية وعرض بصري لمنتدى نسوي قلقليلة البيئي، افتتحه نائب رئيس البلدية محمد نزال، الذي أشار إلى أهمية نشر المعرفة الصحية، ومساعدة المواطنين والنساء في اتباع طرق الوقاية السليمة من المرض.
وأشاد نزال بجهود "التعليم البيئي" في الحملة الإرشادية لهذا المرض، مؤكدا أن البلدية تولي اهتمام بالغًا للتوعية والإرشاد من خلال طواقمها المتخصصة في مختلف الأقسام.
وحضر العرض عضو المجلس البلدي سوسن زيد، ورئيس قسم المكتبة وشؤون المراة لينا شاور، وموظفات من البلدية ونساء من المجتمع المحلي، ومهتمات.
فيما ناقش طاقم قسم الصحة في البلدية، ومختصين من حديقة الحيوانات الفيلم، وأجابوا على أسئلة الحاضرات، ونقلوا تأكيدات على خلو المحافظة من الإنفلونزا.
ودعوا المزارعين وتجار اللحوم ومن يتعاملون مع الدواجن إلى اتخاذ إجراءات احترازية عند التعامل مع الطيور، خصوصًا التي تظهر عليها الأعراض المرضية تجنباً لنقل العدوى، كتغطية الفم والأنف خلال الاقتراب من الدواجن، والغسل الجيد للأيدي بعد التعامل معها، وتفادي اصطحاب الأطفال إلى المزارع، وفصل الطيور عن الأماكن القريبة من المساكن، وتجنب ذبح الدواجن بعيدًا عن المسالخ والإشراف الصحي، والتوقف عن اصطياد الطيور المُقيمة والمهاجرة، والتخلص من فضلات الحيوانات بصورة سليمة.
ووجه الفيلم إرشادات عامة كغسل لحوم الطيور جيدًا، والاهتمام بنظافة الأدوات والسكاكين، وعدم استعمالها في تقطيع الخضار، وسلق لحوم الطيور والبيض قبل تناولها، بدرجة حرارة مرتفعة ( يموت الفيروس بين درجة 60-70 مئوية)، والاهتمام بالنظافة الشخصية، والكف مؤقتاً عن عادات التحية الحميمة كالتقبيل؛ خشية انتشار العدوى.
طولكرم
أما في طولكرم، فنظم المركز نقاشًا وعرض أفلام للمنتدى النسوي البيئي، عقد في جامعة فلسطين التقنية (خضوري)، تناولت إرشادات حول المرض، والطرق المثلى للوقاية منه، ومعلومات عن تاريخه، والكيفية التي يمكن أن يتحول بهاء إلى وباء عالمي، في حال تغيرت طفراته.
وقالت الناشطة النسوية نسرين عباس والصحافية دانا أبو عساف، إن نشر ثقافة التوعية بالفيروس أمر أمهم، وخاصة عبر المدارس، وفي وسائل الإعلام المختلفة بطرق تجذب الجمهور، وتقطع الطريق على الشائعات التي قد تثار.
أدوار
بدوره أكد المدير التنفيذي لـ"التعليم البيئي" سيمون عوض أن المركز نفذ سلسلة أنشطة خاصة بالمنتديات البيئية النسوية، لتطوير الوعي الأخضر في مجتمعنا، وتنفيذ فعاليات تعزز التوجهات البيئية، وتكون نواة للتأثير على المسؤولين لتكون قراراتهم أكثر حساسية للبيئة.
وذكّر عوض بتوصيات "المركز عام 2005، التي تبناها مجلس الوزراء ووزارة الصحة وقتئذ، وتضمنت إنشاء لجنة وطنية عليا لمتابعة إنفلونزا الطيور، برئاسة وزارة الصحة وعضوية وزارة الزراعة والأطر الصحية الأهلية والرسمية والجامعات، ووضع خطة وطنية لمواجهة الفيروس من مستلزمات طبية وألبسة وإرشادات وتوعية إعلامية بشتى الوسائل، وإجراء فحوصات دورية في أماكن تجمع الطيور البرية ومزارع الدواجن، وتشكيل مراكز حكومية في المحافظات للتبليغ عن أهم المستجدات المتصلة بالفيروس، عدا عن منع استيراد الطيور الداجنة، وحظر الصيد للطيور المقيمة والمهاجرة.