التربية والتعليم ومركز إبداع المعلم يفتتحان المخيم الشتوي في اريحا
رام الله-رايــة:
افتتحت وزارة التربية والتعليم العالي ومركز إبداع المعلم اليوم المخيم الشتوي في مدينة أريحا بعنوان "طلبة يشاركون في التغيير للتبادل الشبابي بين الأشخاص ذوي الإعاقة وطلبة المدارس،" وقد حضر الافتتاح كل من المهندس ماجد الفتياني محافظ محافظة أريحا والأغوار وثروت زيد مدير عام الاشراف والتأهيل التربوي في الوزارة ورفعت صباح مدير عام مركز إبداع المعلم و علي علا رئيس فرع الاتحاد العام للأشخاص ذوي الإعاقة في محافظة أريحا وسهير قاسم مدير دائرة تدريب المعلمين في الوزارة وعدد من الشخصيات الاعتبارية والوطنية في المحافظة.
ورحبت د. بسمات السالم النائب الفني في مديرية التربية والتعليم/أريحا بالحضور والفكرة التي يحملها المخيم الشبابي لتمكين الأشخاص ذوي الإعاقة في المجتمع الفلسطيني متمنية النجاح للمشاركين.
وأشاد المهندس ماجد الفتياني بأهمية عقد مثل هذه المخيمات بالشراكة المختلفة مع مجموعات فعالة ومتكاملة من الأشخاص من معلمين ومشرفين تربويين وطلبة المدارس وأشخاص من ذوي الإعاقة وآخرين ذوي اختصاص ليؤكد أهمية الوعي لدى القيادات الشابة والتنسيق لدمج هذه الفئات مع بعضها بعضاً، وأنه لا يمكن أن يتطور المجتمع إلا إذا تم أعطاء الاهتمام الكامل إلى مكونات المجتمع كافة.
وأكد الفتياني أن ذوي الإعاقة هم جزء أصيل من مجتمعنا، مضيفا أن الإعاقة لا تلغي الطاقة وأنهم فقط بحاجة إلى هيكلة نظام معين لهم بمكوناته المختلفة، وأن على مؤسستنا جميعا أن تعتني بهؤلاء الأشخاص لأنهم جزء لا يتجزأ من المجتمع.
وذكر ثروت زيد في كلمته إن لا يوجد هناك إعاقة إلا لمن ارتضى لنفسه أن يكون معيقاً في بناء المجتمع، وأن هناك أشخاص قد تكون لديهم إعاقات جسدية أو غيرها ولكنهم في الحقيقة ليسو معاقين، إنما المعاق الحقيقي هو من يعمل على هدم المجتمع وإعاقة تقدمه وتطوره ووضع العراقيل لإبقائه في حالة التخلف.
وبين زيد رؤية الوزارة في عصر متجدد عصر المعرفة التي تعد لم وسيلة وإنما غاية في حد ذاتها خاصة أننا نتحدث عن اقتصاد المعرفة، وعن دولة فلسطينية لا تملك من الموارد الاقتصادية اللازمة للبناء والتطور ولكنها تمتلك راس المال الوطني وهو الإنسان الفلسطيني بكل مقوماته الذي يمكن الاستثمار فيه بشكل جيد بغض النظر عن كونه ذوي إعاقة أو بدونها، وأن المجتمع الفلسطيني لديه من القدرات والمعارف ما يمكنه من المنافسة على المستوى العالمي من خلال المعرفة، وأن رسالتنا كبيرة لبناء المجتمع من خلال تمكين أطفالنا من إنتاج المعرفة والتفاعل معها بعيداً عن عقلية الانغلاق والعزلة وأننا جزء من هذا العالم نشارك فيه ونُعلم أبنائنا على الثقافة العالمية والتأثير فيها بشكل إيجابي.
وأخيراً نوّه زيد إلى أهمية التربية على المواطنة وترسيخ مفاهيمها وتمكين الطلبة من زيادة الحساسية اتجاه قضايا الأشخاص ذوي الإعاقة حتى يكون مدمجين في المجتمع وأعرب عن تفاؤله من هذا الملتقى والزوايا المخصصة لأنشطته، وقدم شكره لكل المشاركين في تنظيم عقد المخيم وفعالياته.
وتحدث رفعت صباح مدير مركز إبداع المعلم عن غاية المركز من مفهوم الإدماج مع الأشخاص ذوي الإعاقة بأن يقوم المركز بسحب الهامش إلى المركز وملاءمة نفسه مع هذا الهامش بمعنى أن يتحمل النظام بتوجهاته وثقافته ووعيه وسياساته وقوانينه مسؤولية التغيير وأقلمة نفسه لاستقبال ذوي الإعاقة. وأن ذلك يتطلب جهدًا خاصة في التغيير على مستوى التوجهات والسلوكيات، ما يترتب إجراء تسهيل في البنية التحتية وفي قدرات الأشخاص، لهذا تعمل الوزارة على تأهيل المعلمين ليكونوا قادرين على استقبال الأشخاص ذوي إعاقة لتسهيل عملة الإدماج.
ونوّه صباح إلى أهمية الشراكة والجهد الجماعي من مؤسسات المجتمع المدني والهيئات المحلية والمؤسسات الرسمية لصوغ استراتيجية واعية من أجل الوصول إلى الإدماج الحقيقي في المجتمع. وأن المجتمعات التي لا تحترم عناصرها من النساء والأطفال والأشخاص ذوي الإعاقة هي مجتمعات تهدم نفسها بنفسها.
وتحدث رئيس فرع الاتحاد العام للأشخاص ذوي الاعاقة علي علا أن هذا المشروع يأتي بالشراكة بين الوزارة ومركز إبداع المعلم والاتحاد العام للأشخاص ذوي الإعاقة ويأتي هذا المخيم من أجل الاثبات للمجتمع على حق الأشخاص ذوي الإعاقة في التعليم من جميع المناحي ويهدف أيضاً إلى تغير المفاهيم لدى الطلبة والمعلمين بما يتعلق بالمفهوم العام عن الأشخاص ذوي الإعاقة، واليوم رأينا أن المفاهيم التي كانت مسبقاً قد ذهبت ولم نرى اليوم أشخاص ذوي إعاقة لأن عملية الدمج قد حصلت بنجاح.
وفي نفس السياق قالت مديرة برنامج حقوق الانسان في مركز أبداع المعلم انتصار حمدان أن هذا المشروع يهدف الى تغيير توجهات المجتمع الفلسطيني نحوا الاشخاص ذوي الاعاقة الى جانب تعزيز حقوق الاشخاص من خلال مراجعة مجموعة من السياسات والقوانين المتعلقة بحقوق الاشخاص ذوي الاعاقة مع المؤسسات والوزارات المتخصصة لذلك مثل وزارة الشؤون الاجتماعية ووزارة العمل ووزارة التربية والتعليم.
وجاء هذا المخيم بعد عدة خطوات كان من أبرزها تدريب المعلمين على حقوق الاشخاص ذوي الاعاقة وعلى منهجية التعلم من خلال العمل، حيث قام المعلمين بعد ذلك بتنفيذ مشاريع مع طلابهم مدارسهم لتدريبهم وتعليمهم على كيفية التعامل مع الاشخاص ذوي الاعاقة.
وخرج الطلاب بتوصيات أنه يجب دمج الطلاب ذوي الاحتياجات الخاصة مع طلاب المدارس من خلال اضافة كتب بلغة برل وأيضا إضافة معلمين متخصصين بلغة الاشارة.
وأشارت نسرين سليم مديرة الانشطة في المخيم وهي أحدى متطوعات الهلال الاحمر الذين يقومون بتنظم المخيم، أن هذا المخيم جاءت فكرته من مركز أبداع المعلم لدمج الطلاب مع بعضهم البعض، وأن طلبة المدارس الذين حضروا هم مدربين وجاهزين من كافة النواحي للاندماج مع الاشخاص ذوي الاعاقة.
وذكرت سليم أن المخيم يتكون من سبعة زواية مختلفة من ضمنها زاوية الاشغال، وزاوية الرسم والفنون، وزاوية المسرح والدراما، وزاوية الصحة والبيئة، وزاوية المواطنة، وزاوية الدعم النفسي، وتعمل هذه الزواية المختلفة على الموازة بين الطرفين من أجل ان يتمكن كل طرف من الاستفادة من هذه الزواية.
وتقول زهور نجاجرة معلمة مدرسة من مديرية بيت لحم أن الفكرة المخيم جميلة جداً لتغير الجو الدراسي على الطلاب في العطلة الشتوية مع دمج الطرفين من الطلاب، وتذكر نجاجرة أن المدرسة قد عملت طوال العام على برنامج المواطنة من خلال جمع المعلومات والبيانات وأن هذا المخيم جاء لتفريغ ما تعلمه الطلاب.
والجدير بالذكر أن هذا الملتقى الطلابي كنتاج لمشروع المواطنة لطلبة المدارس التي عملت على قضايا الأشخاص ذوي الإعاقة خلال العامين 2013/2014.
وتم توزيع الطلبة المشاركين في زوايا تعليمية وأخرى ترفيهية كالاشغال، والرسم والفنون، والمسرح والدراما، والصحة والبيئة، والمواطنةو الدعم النفسي.