من ينير المالح من عتمة ليله الطويل؟
الأغوار- رايــة:
فارس كعابنة-
قصة الطفلة التي تروى في منطقة المالح والمضارب البدوية في الاغوار الشمالية لم تكن حالة منفردة ومحض صدفة لن تتكرر، إنما موتها بحريق قنديل كاز كانت تدرس على بصيص انارته، جسد ما آلت وستؤول إليه الحياة البائسة لإبناء هذه المنطقة.
المطلب البسيط والذي يبدو صعب المنال بالنسبة لاهل الغور لانتظارهم له طويلا، يتمثل بوحدة طاقة شمسية توفر الكهرباء للخيمة لفترة زمنية تستطيع العائلة قضاء احتياجاتها واعمالها خلالها، وتتجنب بؤس قنديل الكاز والنار المشتعلة.
ولاتزال 470 عائلة في منطقة المالح والمضارب البدوية تنتظر من يصنع لها الفرحة ويضيء ظلمات ليلها الطويل في خيامها المتناثرة على سفوح جبال صحراوية تحيطها المستوطنات من كل جهة.
بسعادة تقول المواطنة ام محمد من منطقة المالح مشيرة بيدها الى ألواح الطاقة الشمسية التي نصبت بين خيمتيها وملامح السرور تبدو على وجه اطفالها الملتفين حولها: "نحن الان سعداء مع ابنائنا، في ساعات الفجر نصحو واستطيع رؤية ملابس اولادي واعرف كيف ارتبهم، إنه نور لا يوجد اجمل منه".
"كانت حياتنا بالموت، العقارب بين أغطيتنا، كنا نشعل النار لنرى ابنائنا في ساعات الفجر"، تصف أم محمد حياتها قبل توفير طاقة شمسية لخيمتها.
أم علي تتمنى توفير طاقة شمسية لجيرانها في ظل عيشها أيام سعيدة مع توفر مصدر النور لخيمتها، وتقول: "ان لم نقضي عملنا في النهار نكمله ليلا، واولادنا يدرسون ليلاً الان".
ويرى المواطنون في منطقة المالح بالأغوار الشمالية ان استمرار حياتهم البائسة قد يهدد وجودهم في المكان الذي تعتبره اسرائيل استراتيجيا بالنسبة لها، خاصة وانها هدمت تجمعات كاملة في ذات المنطقة ولم تترك بيتا او خيمة هناك إلا وسلمتها تبليغا بالهدم.
ويتسائل المواطن محمد احمد عوض: "لا كهرباء ولا مياه، اذا كانت الحاجات الاساسية غير متوفرة لدينا، فكيف نستطيع الصمود، ان أتت الكهرباء ستقلب حياتنا مئة بالمئة".
ويؤكد رئيس مجلس محلي المالح والمضارب البدوية عارف دراغمة على اهمية توفير طاقة شمسية لاهالي منطقته، الامر الذي دفعهم للسعي نحو إطلاق حملة كاملة لتوفير مصدر انارة لكل خيمه.
ويقول: "لا يعقل ان تبقى قرى مهددة بالهدم والترحيل بلا إضاءة لدعم صمودها، ونناشد باسم كل طفل هنا لتوفير مصدر انارة لهذه الخيام".