الرئيس يمنح الشهيد القائد ماجد أبو شرار وسام نجمة الشرف من الدرجة العليا
رام الله-رايــة:
في إطار حرص رئيس دولة فلسطين محمود عباس، على تكريم القادة المؤسسين والرعيل الأول للثورة الفلسطينية ومنظمة التحرير الفلسطينية ووفاء لتاريخهم النضالي، منح سيادته مساء اليوم الخميس الشهيد ماجد أبو شرار وسام نجمة الشرف من الدرجة العليا.
وتسلم هذا الوسام في مقر إقامة الرئيس بالعاصمة الأردنية عمان، ابن الشهيد اسلام، وابنته داليا، بحضور المستشار الدبلوماسي للرئيس السفير مجدي الخالدي، وسفير فلسطين لدى المملكة الأردنية الهاشمية عطا الله خيري.
وجاء في نص مرسوم منح الوسام' رسمنا بمنح الشهيد القائد ماجد أبو شرار وسام نجمة الشرف من الدرجة العليا، تقديرا لدوره الوطني والنضالي المشرف في الدفاع عن فلسطين أرضا وشعبا وقضية، فكان مثالا للمناضل المخلص في انتمائه وثباته على المبادئ منذ التحاقه المبكر بالثورة الفلسطينية، وهي في إرهاصاتها الأولى، وتثمينا عاليا منا لسيرته ومسيرته التاريخية والفكرية والأدبية في إطار منظمة التحرير الفلسطينية، فكان مثالا للمناضل الشجاع الصلب إلى أن مضى شهيدا إلى جنات الخلد'.
ويعد الشهيد أبو شرار كفاءة إعلامية نادرة، كما هو قاص وأديب، ولقد صدرت له مجموعة قصصية باسم 'الخبز المر'، كان قد نشرها تباعا في مطلع الستينيات في مجلة 'الأفق' المقدسية'، ثم لم يعطه العمل الثوري فسحة من الوقت ليواصل الكتابة في هذا المجال .
وكان ساخرا في كتاباته السياسية في زاويته 'جد' بصحيفة 'فتح'، حيث اشتهر بمقالاته: 'صحفي أمين جدا'.. و'واحد غزاوي جدا'، و'شخصية وقحة جدا'.. و'واحد منحرف جدا'.
وعمل الشهيد مدرسا في مدرسة 'عي' قضاء الكرك في الأردن، ثم أصبح مديرا لها، ثم سافر إلى الدمام ليعمل محررا في صحيفة 'الأيام' اليومية سنة 1959. وكان ماجد في غاية السعادة حين وجد نفسه يمتلك الوسيلة العصرية للتعبير من خلالها عن أفكاره السياسية والوطنية، وفي أواخر عام 1962 التحق بحركة 'فتح' حيث كان التنظيم يشق طريقه بين شباب فلسطين العاملين في تلك المنطقة، التي عرفت رموزا نضالية متميزة في قيادة فتح أمثال المهندسين الشهيدين عبد الفتاح حمود، وكمال عدوان، وأحمد قريع، وسليمان أبو كرش، والشهيد صبحي أبو كرش، ومحمد علي الأعرج وغيرهم.
وفي صيف 1968، تفرغ ماجد أبو شرار للعمل في صفوف الحركة بعمان في جهاز الإعلام الذي كان يشرف عليه مفوض الإعلام آنذاك المهندس كمال عدوان، وأصبح أبو شرار رئيسا لتحرير صحيفة 'فتح' اليومية، ثم مديرا لمركز الإعلام، وبعد استشهاد كمال عدوان أصبح ماجد مسؤولا عن الإعلام المركزي ثم الإعلام الموحد، وكما اختاره إخوانه أمينا لسر المجلس الثوري في المؤتمر الثالث للحركة .
وكان هذا الشهيد من أبرز من استلموا موقع المفوض السياسي العام، إذ شغل هذا الموقع في الفترة ما بين 1973-1978، وساهم في دعم تأسيس مدرسة الكوادر الثورية في قوات العاصفة عام 1969، عندما كان يشغل موقع مسؤول الإعلام المركزي، كما ساهم في تطوير مدرسة الكوادر أثناء توليه لمهامه كمفوض سياسي عام .
كما مثل أبو شرار قيمة فكرية ونضالية وإنسانية وأدبية، وعرف عنه كفاءة في التنظيم وقدرة فائقة على العطاء والإخلاص في الانتماء، وقد اختير عام 1980 ليكون عضوا في اللجنة المركزية لحركة (فتح)، وكانت له مواقف حازمة في وجه الأفكار الانشقاقية التي كانت تجول بخلد بعض رموز اليسار في صفوف حركة 'فتح'، فلا أحد منهم يستطيع المزاودة عليه فهو ذو باع طويلة في ميدان الفكر، وكان سببا رئيسيا في فتح الكثير من الأبواب المغلقة في الدول الاشتراكية أمام الثورة والحركة، ومن هنا لم يستطع أصحاب الفكر الانشقاقي أن يقوموا بارتكاب تلك الخطيئة الكبرى - المحاولة الانشقاقية عن فتح تمت في سنة 1983- ، إلا بعد رحيل صمام الأمان ماجد أبو شرار.
وفا