الطقس
Loading...
أوقات الصلاة
الفجر 4:45 AM
الظهر 11:24 AM
العصر 2:19 PM
المغرب 4:44 PM
العشاء 6:03 PM
العملات
Loading...
ترددات البث
جنوب فلسطين FM 96.8
أريحا و الأغوار FM 96.8
وسط فلسطين FM 98.3
جنين و الخليل FM 98.3
شمال فلسطين FM 96.4

مشاجرة رباعية

الكاتب: رامي مهداوي

بقلم: رامي مهداوي
ولدي العزيز..
مساء الأمس، على خشبة مسرح وسينامتك القصبة شاهدت العرض الأول لمسرحية مشاجرة رباعية تأليف الروماني - الفرنسي يوجين يونسكو، اعداد واخراج جورج ابراهيم، تمثيل عطا ناصر، بهاء الصوص، كرستين الهودلي، اديب الصفدي. بدعم من الصندوق الثقافي الفلسطيني_ وزارة الثقافة الفلسطينية.

قبل الدخول في فضاء المسرحية، يجب أن أقف احتراما للمتمرد الخارج عن روح ونص الأداء جوروج ليس فقط على إخراج المسرحية، إنما لطرح موضوع _"القضايا الكامنة"_ المسرحية في هذا الوقت بالذات لما يحتاجه البعض منّا على صعيد الفرد أو المجتمع بمكوناته المختلفة لعلاج الأمراض والانفعالات النفسية المزمنة التي بدأت تضرب أرواحانا وأجسادنا. وأيضاً ولو كان هناك كلمة أكثر من السعادة تصف شعور الفرح لوصفت بها شعوري اتجاه الممثلين الشباب الذين امتلكوا النص والحركة وفلسفة ما وراء النص والأداء، بالتالي كانت خشبة المسرح تزحف الى الجمهور لإدخاله معركة الحياة كما يراها الممثل وليس كما نراها نحن الجمهور لأننا لا نشاهد أنفسنا ونحن بالمعركة.
يونسكو كان يهرب من خلال إنتاجه الكتابي إلا العالم غير المستوعب والخارج عن المنطق بعبثية ساخرة لاذعة تصيب مضمون إنسانيتنا في الوجود والتفاعل فيما بيننا من جهة وما بين الوجود من جهة أخرى. مشاجرة رباعية هي أحد أعماله التي تبرز فلسفته في الحياة. يقول يونسكو" الإنسان المعاصر لا يعاني من العزلة بل يسعى إليها، والشخوص منعزلة ومنفصلة عن العالم نتيجة لإنعدام التفاهم بينها".
ما تم عرضه يوم أمس، ليس مسرحية فقط من أربعة ممثلين محصورين داخل دائرة صغيرة، وإنما كا الجمهور أيضاً داخل هذه الدائرة دون وعي، وربما كان المجتمع المحيط بالمسرح هو معنا في هذه الدائرة دون أن يعلم!! وإن نظرنا الى أنفسنا بعمق لوجدنا المجتمع الفلسطيني كان داخل هذه الدائرة على خشبة مسرح القصبة، ودليلي على ذلك ما عليك سوى قراءة الصحف اليومية على سبيل المثال، أو أن تشارك في مؤتمر أو ورشة عمل حول قضية ما. وإن كنت لا ترغب في ذلك كله فالدليل على ما سبق كله حاول أن تفهم ... تسمع... تنظر الى المجتمعات المكونة لمجتمعنا من مقهى، مدرسة، كنيسة، جامعة، شارع ركب برام الله، شارع باريس بطولكرم، شارع الشهداء بالخليل، مسجد، حديقة الحيوانات في قلقيلة، نادي رياضي، فتح.. حماس.. الخ، مكتبة، وزارة، محكمة، الفضاء الداخلي لباص القدس رام الله وبالعكس، مستشفى، مقبرة!!
حالة من الإحتقان الداخلي تصيبنا بأمراض مختلفة تجعلنا أصنام تعبد ذاتها بذاتها، دون أن يتم الإستماع كل منّا الآخر وإن تم ذلك يكون بشكل حوار الطرشان، جميعنا يواجه مشاكل مختلفة لكن مفتاح حل وعلاج ذلك لن يتم إلا من خلال التفاهم الذي يولد من الإستماع لبعضنا البعض، الإستماع ليس بالكلمات، هناك ما هو أعمق من الكلمات التي نريد فقط أن نسمعها، لنحاول أن نسمعها من خلال النظر!! هل نستطيع؟!
أصبحنا أعداء ذاتنا لأننا أعداء من يأكل، يشرب، يعمل، ينام، يبتسم، يبكي معنا، ودخلنا دائرة مغلقة أشبه ما نكون بمجتمع داخل مصباح علاء الدين ننتظر شخص ما أن يخرجنا من عنق المصباح لأننا بدأنا نأكل ذاتنا بذاتا لمصلحة غيرنا، أنا أيضاَ مثل يونسكو لم أفقد الأمل، لنحاول أن نحترم ونحب بعضنا البعض، ونخرج من الدوائر التي رسمناها أو رسمت لأجلنا حتى نستمر في الحياة كما نحن نريد.

Loading...