الطقس
Loading...
أوقات الصلاة
الفجر 4:45 AM
الظهر 11:24 AM
العصر 2:19 PM
المغرب 4:44 PM
العشاء 6:03 PM
العملات
Loading...
ترددات البث
جنوب فلسطين FM 96.8
أريحا و الأغوار FM 96.8
وسط فلسطين FM 98.3
جنين و الخليل FM 98.3
شمال فلسطين FM 96.4

سنعود الى الصخرة..

الكاتب: بقلم: رامي مهداوي

بقلم: رامي مهداوي

ولدي العزيز..
يوم أمس خرجت بصحبتك إلى الجبال وأراضي الزيتون في المنطقة الواقعة بين سردا والطيرة، وكان الطقس بارد ممطر ونور الشمس مخفي بين الغيوم. كنت تلعب فرحاً ترقص بجسدك كأنك طفل هندي يدور حول موقد النار تحتفل بزخات المطر ورائحة الأرض الحُبْلى بالورد والعشب وزهر الأشجار، كل إهتمامك كان إكتشاف الطبيعة بمنظورك وكان كل إهتمامي أن لا تقع فتصاب بمكروه جرج .. كسر أو تدمر ملابسك بالطين.
أردت أن تصعد شجرة زيتون صغيرة الحجم فرفضت طلبك!! ثم طلبت أن تتسلق مجموعة من الحجار منهارة من سفح جبل وأيضاً رفضت طلبك خوفاً عليك من الإنزلاق لأي سبب كان، قطفت لي وردة برية أجهل إسمها وإبتسمت لي قائلاً: "بابا ما اتخاف أنا "سبايدر مان"" ... ضحكت على كلماتك لدرجة بأني تعثرت أثناء المشي وكدت أن أقع وفي هذه اللحظة أطلقت يا خطاب جملة كانت كالسهم من حيث التوقيت " هيك أنت كنت بدك توقع وانت بتمشي".
إنتصرت أنت وخسرت أنا!! إنتصارك كان درس لي وخسارتي مزيداً من الحرية لك بأن أقدم لك مزيداً من الحرية في فعل ما تريد لكن بمراقبة حذرة. وبين ذاتي وذاتي بدأت فياضانات من الأسئلة تنهار" لو وسخ أواعيه ...شو يعني؟! لو إنجرح!! لو زحلق؟! لو غزته شوكه؟! لو وقع من فوق الشجرة؟! لو وقع عليه حجر؟! لو.....؟! لو....؟!" في هذه اللحظات وأنا أغرق في الأسئلة كنت أنت تحاول الصعود على ضخرة كبيرة، إبتسمنا لعضنا البعض.
تحاول أن تمسك بشيء ما بيديك لكي تصعد، ملابسك في كل محاولة للصعود تتسخ ملابسك أكثر وأكثر.. في كل محاولة تفشل بها يزداد غضبك أكثر فأكثر، أعطيتك بعض الإرشادات والتحذيرات... لكنك كنت تسمع كلماتي وأنت تثور غضباً وتحدياً ... تعبت من المحاولات فتركنا الصخرة كما هي... لكن سنعود لها في الأيام القادمة هذا وعد مني لك كي تنتصر عليها.
بعد خطوات من الصخرة وجدنا مجموعة من الحجارة القديمة المصطفة كأنها سور منذ أيام الكنعانيين نسميها نحن الفلاحين"سنسلة" قررت أن تصعد على تلك الحجارةـ تركتك أن تفعل ما تريد لكن حذرتك بأن الحجارة غير ثابته، بدأت تتسلق الحجارة وفجأة وقعت بسبب إنزلاقك فالحجارة كانت مبتلة.... حاولت أن لا أضحك. لكنك نهضت بكامل غضبك وإرادتك بالصعود.... وصعدت وحدك دون أن تتسخ ملابسك ودون أن تجرح.... هناك فوق هذه الحجارة كنت أنت المبتسم وأنا تلميذك الفخور.

Loading...