قيادي شيعي عراقي: نائب الرئيس السوري ممنوع من مغادرة دمشق و”الحرس الثوري” يتولى حراسته
رام الله-رايـة:
كشف قيادي بارز في التحالف السياسي الشيعي الذي يرأس الحكومة العراقية عن أن نائب الرئيس السوري فاروق الشرع ممنوع من مغادرة سورية تحت أي ظرف أو سبب بأمر مباشر من الرئيس بشار الأسد، وان عناصر من “الحرس الثوري” الإيراني تتولى حراسته.
وقال القيادي العراقي الشيعي، الذي زار طهران مرات عدة خلال الأسابيع القليلة الماضية لصحيفة (السياسة) الكويتية في عددها الصادر الاربعاء ان “الحرس الثوري” طلب من الأسد أن يتولى حراسة مقر اقامة الشرع في منزلين يستخدمهما، واحد في حي المزرعة والآخر في حي الروضة، وكلاهما من الأحياء الراقية والقريبة من وسط دمشق، وذلك خشية أن أي قوات سورية يمكن أن تحرسه بما فيها قوات من الحرس الجمهوري ربما تتواطأ معه للهرب خارج سورية.
واعتبر أن مطالبة المعارضة السورية بدور للشرع في المفاوضات الجارية في جنيف، خطوة مهمة وصائبة، نظراً لحكمة الرجل وبعد نظره, غير أن ذلك قد يعرض حياته لخطر حقيقي، مشيراً في هذا السياق إلى أن بعض التسريبات تفيد بأن القيادة الروسية أخذت ضمانات من الأسد بضمان سلامة نائبه، لأنه ربما يكون من الشخصيات الأساسية التي يمكنها لعب دور جوهري في المرحلة الانتقالية، وفقاً لوجهة نظر موسكو.
وأكد القيادي العراقي أن النظام الايراني يعارض أي دور للشرع في الحل السياسي، لأنه يعتبره قريباً جداً من دول مجلس التعاون الخليجي، وتربطه صلات قوية بالسعودية خاصة.
وأوضح أن مشكلة القيادة الايرانية مع الشرع تكمن في ثلاثة أسباب جوهرية هي أن الشرع بعد زيارته الخاطفة للمملكة السعودية للتعزية بوفاة ولي العهد السابق الأمير سلطان بن عبد العزيز في نهاية تشرين أول/ أكتوبر عام 2011، نقل اقتراحاً بتسوية سياسية للأزمة السورية الى الأسد، عندما كانت هذه الأزمة سلمية في الأشهر الستة الأولى من الثورة.
وحسب القيادي، تضمن الاقتراح السعودي آنذاك استضافة الرياض حواراً بين النظام السوري ومعارضيه وأعربت عن استعدادها لاستقبال الأسد في حال قرر الانسحاب من السلطة بمحض إرادته. ولذلك تعرض الشرع إلى هجوم شديد من النظام الايراني على اعتبار أنه قبل تنحية الأسد لأنه قبل الاستماع للاقتراح، كما أن الشرع أبلغ الأسد بأن تحليل القيادة السعودية للوضع المتأزم القائم في حينه، كان يحذر من أن رد النظام بالقوة المفرطة على التظاهرات سيؤدي الى انتقال السوريين الى مرحلة حمل السلاح كما جرى في ليبيا، غير ان الرئيس السوري رفض هذا التحليل وهذا التحذير السعودي، وأبدى ثقته بحسم التظاهرات قبل نهاية عام 2011.
وتابع ” يرتبط السبب الثاني بشكل مباشر بموقف الشرع المعارض لوجود قوات من “الحرس الثوري” الإيراني ومقاتلي “حزب الله” والميليشيات العراقية في سورية ، إذ حذر من أن تدخل إيران وحلفائها سيشجع دولاً اقليمية على التدخل في الملف السوري ، كما أنه سيفضي إلى تحول الثورة السورية الى ثورة مسلحة”.
ويعتبر الشرع، وفقاً للقيادي العراقي، أن التدخل الإيراني ومشاركة مقاتلي “حزب الله” في المعارك ساهما بصورة فعالة في تشكيل المجموعات المسلحة وفي دخول التنظيمات الإرهابية إلى سورية، وهو ما أغضب القيادة الإيرانية إلى حد أنه جرى الحديث عن ضرورة تصفية الشرع، إلا أن بشار الأسد تحفظ على هذا الإجراء بعد تدخل بعض أفراد عائلته، سيما أن والده كان يكن تقديراً خاصاً للشرع وجميع آل الأسد على علم بذلك.
واوضح القيادي أن السبب الثالث لمشكلة إيران مع الشرع، هو أن الأخير طالب روسيا عندما زاره بعض دبلوماسييها في دمشق، بلعب دور أكبر في إيجاد تسوية سياسية للأزمة السورية مع الولايات المتحدة، وهو ما اعتبرته طهران خطوة تهدف إلى تحجيم دورها.
ويرى الإيرانيون أن الشرع استغل موضوع استعمال السلاح الكيمياوي على نطاق واسع في منطقة الغوطة بريف دمشق في آب/ أغسطس من العام الماضي والتهديدات العسكرية الامريكية التي ارتبطت بهذا الملف, ليحرض الروس على التدخل بحجة إنقاذ الموقف, ويعتبرون أن ذلك وجه ضربة قوية لنفوذهم في الملف السوري، على اعتبار أنه أفضى إلى التوجه نحو الحل السياسي، في إطار مؤتمر “جنيف 2″، من دون أي دور لبلادهم.