أردوغان: على الطاغية الأسد أن يرحل
رام الله-رايــة:
طالب رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان برحيل الرئيس السوري بشار الأسد.
وقال أردوغان الثلاثاء خلال محاضرة أمام الجمعية الألمانية للسياسة الخارجية في برلين: “على الطاغية بشار الأسد أن يرحل… يتعين الانتقال إلى نظام التعددية الحزبية”، مؤكدا أهمية أن يخلف الأسد قيادة مرغوبة من الشعب.
ومن ناحية أخرى طالب أردوغان المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل بدعم أكبر لبلاده في مفاوضات الانضمام للاتحاد الأوروبي المتعثرة، وقال: “إننا نتمنى أن تعمل ألمانيا في هذا الصدد بشكل أقوى مما هو عليه الآن”، مؤكدا أنه ليس من الممكن تشكيل القرن الحادي والعشرين بدون تركيا.
كما أكد أردوغان أن تركيا ستواصل سياسة الإصلاحات التي بدأتها، موضحاأنه ينتظر أيضا من “صديقته” ألمانيا دعم بلاده في تلك العملية.
تجدر الإشارة إلى أن تركيا حصلت على صفة دولة مرشحة للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي عام 1999 . وتتشكك ميركل إزاء منح تركيا عضوية كاملة في الاتحاد.
ويذكر أن الاتحاد الأوروبي انتقد النقل التعسفي من قبل الحكومة التركية لعدد كبير من رجال الشرطة والقضاء على خلفية تحقيقهم في قضايا فساد ضد دوائر مقربة من الحكومة التركية.
ودافع أردوغان عن تلك الإجراءات ، معتبرا إياها حماية للاستقرار السياسي في بلاده.
وطالبت الخارجية الألمانية بالإضافة إلى ساسة في الحزب الاشتراكي الديمقراطي وحزب الخضر بكشف ملابسات قضايا الفساد في تركيا وموقف واضح من المستشارة ميركل تجاه هذا الأمر.
وفي سياق متصل ذكر أردوغان أن الاتحاد الأوروبي يحتاج إلى تركيا، وقال إن تركيا ليست وحدها التي تحتاج الاتحاد الأوروبي بل أيضا الاتحاد الأوروبي يحتاج تركيا.
وأضاف أردوغان أن الاقتصاد التركي نما باستمرار خلال الأعوام الماضية، كما تضاعف الدخل القومي ومعدلات التصدير وتراجعت البطالة.
وأشار أردوغان إلى أن تعداد السكان في بلاده يبلغ نحو 77 مليون نسمة، موضحا أن علاقات تركيا بشمال أفريقيا ومنطقة البلقان من الممكن أن تعزز فرص السلام والاستقرار في المنطقتين.
وأكد أردوغان على ارتباط ألمانيا وتركيا بشراكة وثيقة وعلاقات تجارية رائجة، مشيرا إلى أن هناك نحو خمسة ملاين ألماني يقضون عطلاتهم سنويا في تركيا وأن كثيرا منهم يقيمون في بلاده.
وذكر أردوغان أنه يوجد في ألمانيا أيضا ثلاثة ملايين مواطن من أصل تركي يشكلون جزءا راسخا في المجتمع الألماني.
ونفى أردوغان اتهامات بالفساد في الإدارة التركية. وعن الاحتجاجات التي تشهدها بلاده قال في إشارة إلى الانتخابات المحلية المقررة في 30 آذار/ مارس المقبل إن السياسة لن تتغير بقذف الزجاج، بل عبر الانتخابات.
وردا على سؤال حول ما إذا كان سيسمح للمواطنين بالمشاركة في اتخاذ القرار، قال أردوغان إن إرادة الشعب ستتحدد في البرلمان ، موضحا أن عدم الالتزام بذلك سيخلق مشكلة.
وبدون الإشارة بشكل مباشر إلى الاضطرابات الأخيرة قال أردوغان إن هناك نواب برلمانيين ووزراء ورجال أعمال يتعرضون للابتزاز من قبل مجرمين ، مضيفا أن الصحفيين المعتقلين لديهم صلات بمنظمات إرهابية.
وعن منظمة (مراسلون بلا حدود)، قال أردوغان: “إنهم لا يعرفون حقا أي حدود. عندما يتم التصرف بشكل غير قانوني تصبح هناك مشكلة”.
ومن المقرر أن يجري أردوغان محادثات في وقت لاحق الثلاثاء مع المستشارة ميركل ووزير الخارجية فرانك-فالتر شتاينماير ووزير الاقتصاد ونائب المستشارة زيجمار جابريل.
وسيلقي أردوغان مساء اليوم خطابا أمام جمع من مواطنيه في ألمانيا في قاعة “تيمبودروم” للمؤتمرات في برلين، وسيتم بث هذا الخطاب إلى تركيا. ومن المتوقع حضور آلاف الأشخاص.
المصدر: (د ب أ)