مطار سويسري يحقق "أول حوار" بين إيران وإسرائيل
رام الله- رايــة:
لو كان للطائرات قدرة على الكلام، لقالت إن ما عجزت عنه دول كبرى حاولت عشرات المرات، بالدبلوماسية وغيرها من وراء الكواليس، لتجمع بين الإسرائيليين والإيرانيين، ولم تفلح طوال أكثر من 34 سنة، حققه عمال مطار زوريخ السويسري بدقائق معدودات، أمس الأربعاء، حين ركنوا على مدرج واحد طائرة أقلت الرئيس الإيراني، حسن روحاني، بجوار التي أقلت رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وجنباً إلى جنب تماماً، بل جرى بسبب القرب "أول حوار" بين الإسرائيليين والإيرانيين.
الاثنان وصلا في يوم واحد إلى زوريخ التي انتقل كل منهما بهليكوبتر إلى منتجع "دافوس" البعيد في "كانتون غراوبوندن" بمنطقة الألب السويسرية 150 كيلومتراً عن زوريخ، للمشاركة في "المنتدى الاقتصادي العالمي" الجاذب لأكبر عدد من الرؤساء، وفيه سيضطر كل منهما للجلوس قرب الآخر أيضاً، سواء عمل القيّمون على المنتدى بنظام الحروف الهجائية للدولة أو من يمثلها.
روحاني، وهو حرف R اللاتيني، ملزم بالجلوس قرب حرفي N.P أي نتنياهو وشيمون بيريس، في المنتدى الذي قرأت "العربية.نت" في موقعه أنه يعتمد الحرف الأول من اسم الدولة لجلوس من يمثلها، وهو المعمول به في المؤتمرات دائماً، لذلك سيجلس نتنياهو قريباً جداً من روحاني، ولن يفصل بينهما إلا رئيس وزراء العراق نوري المالكي، ونظيره الأيرلندي، لأن الحرف الأول للدول الأربع واحد.
رد إيراني قرب الطائرة على تحية إسرائيلية
وروحاني هو أول رئيس إيراني يشارك منذ الثورة الإيرانية في 1979 بمنتدى دافوس الذي بدأوا بتنظيمه منذ أسسه في 1971 الاقتصادي الألماني كلاوس شواب، ويستمر هذا العام من الأربعاء إلى السبت المقبل بمشاركة أكثر من 2500 شخصية من ما يزيد على 100 دولة، يمثلها ملوك ورؤساء جمهوريات ورؤساء وزراء، ومعهم مئات من رجال الأعمال والمستثمرين الكبار، وغيرهم من بارزين في حقول مرتبط معظمها بالنشاط الاقتصادي والسياسي.
وحين حطت طائرة الرئيس الإيراني في مطار زوريخ، صادف وصولها وجود صحافيين إسرائيليين كان بعضهم يلتقط صوراً للوفد الإسرائيلي بعد أن نزل أفراده من طائرتهم، وفي مقدمتهم بيريس ونتنياهو، ولاحظ أحدهم قدوم الطائرة الرسمية الإيرانية لتقف بجانب الإسرائيلية على المدرج الواحد.
ولما خرج منها أفراد الوفد الإيراني "حياهم صحافي إسرائيلي من بعيد" بحسب ما طالعت "العربية.نت" في موقع "بلومبرغ" الإخباري، وسألهم: "How Are You?" ورد أحد أفراد الوفد الإيراني التحية بأحسن منها: "thank you. How are you? Fine," والغريب أن الصحافي لم يستغلها فرصة ليتابع الحوار، لكنها كانت أول "كيف حالكم" وأول "نحن على ما يرام. شكراً، وأنت كيف حالك" تبادلها الإيرانيون والإسرائيليون، وكله بفضل عمال مطار زوريخ.
المصدر: العربية