تعزيزات عسكرية في غرداية بعد مواجهات طائفية بالجزائر
رام الله- رايــة:
أعلنت الحكومة الجزائرية عن مقتل شخص وإصابة 10 أشخاص بينهم ثلاثة من رجال الشرطة خلال المواجهات الطائفية بين السكان العرب والسكان الأمازيغ في منطقة غرداية جنوبي الجزائر.
وقال وزير الداخلية الجزائري الطيب بلعيز في تصريح للصحافيين على هامش جلسة للبرلمان مساء الاثنين "كانت هناك أعمال شغب وعنف أفضت إلى وفاة شاب يبلغ من العمر 39 سنة، وتم تسجيل 10 أشخاص أصيبوا بجروح منهم ثلاثة من رجال الشرطة".
وتعرض نحو ثلاثين محلا تجاريا وواحات نخيل وبساتين لأعمال التخريب والنهب قبل حرقها من قبل مجموعات من الشباب الملثمين، في أحياء بوشن وبني يزقن وشعبة النيشان، والتوزوز وبن سمارة وسيدي أعباز والأحياء السكنية الواقعة بأعالي مدينة غرداية.
ووضع شباب ملثمون متاريس في الطرقات لمنع حركة المرور، وشهدت شوارع مدينة غرداية مناوشات بين الشباب، وأغلقت كل المحلات التجارية والمؤسسات التعليمية والإدارات أبوابها بالأحياء التي بدت خالية من الحركة.
تعزيزات عسكرية
واعترف وزير الداخلية الطيب بلعيز "بوجود بعض المدارس مغلقة، لأن الآباء يخشون على أبنائهم، وهناك بعض المتاجر أيضا مغلقة، لأن أصحابها يخشون على ممتلكاتهم".
ونشرت السلطات الجزائرية تعزيزات أمنية كبيرة على خطوط نقاط التماس، بين الأحياء التي يقطنها السكان الأمازيغ، والأحياء التي يقطنها السكان العرب، لاستعادة الهدوء في المدينة.
وأعلن نفس المصدر تدخل وحدات من الدرك الوطني (تابعة للجيش) لتعزيز تواجد قوات الأمن، لإعاة بسط الأمن والهدوء في المدينة، وسيستأنف نشاط المتاجر والمدارس.
وجاء تدخل قوات الدرك التابعة للجيش بعد مطالبات من قبل أعيان مدينة غرداية، الذين طالبوا الحكومة بسحب عناصر الشرطة، واستبدالهم بوحدات من الدرك لفرض الأمن.
أطراف داخلية وليست خارجية
واتهمت الحكومة أطرافاً سياسية في الداخل تعمل على دفع الوضع إلى التعفن، وقال بلعيز "هناك أيادٍ غير أجنبية داخل البلاد ربما تدفع بالوضع إلى التعفن "، لكنه لم يسم هذه الأطراف، وأضاف "ليس هناك أدلة قاطعة تبرهن على وجود أيادٍ أجنبية متورطة في أحداث العنف في غرداية ".
ودعا وزير الداخلية العقلاء في غرداية إلى "تغليب العقل والحكمة لتجنب وقوع مثل هذه الأحداث، التي لم تقلق سكان غرداية وحدهم بل أقلقت الجميع بالنظر لخصوصيات المنطقة ".
ويقصد بلعيز التنوع العرقي والمذهبي لمنطقة غرداية التي تسكنها غالبية من الأمازيغ الذين يتبعون المذهب الإباضي، وعرب يتبعون المذهب المالكي.
وطلبت المجموعة البرلمانية لجبهة القوى الاشتراكية أكبر أحزاب المعارضة تشكيل لجنة تحقيق برلمانية حول الأحداث التي تعرفها ولاية غرداية.
وقال بيان للكتلة "إن التطور المؤسف للأحداث في ولاية غرداية والذي أودى بحياة مواطنين أبرياء، يفرض علينا أمام الانزلاقات الخطيرة وفشل السلطات في توفير الحماية للأشخاص والممتلكات، تشكيل لجنة تحقيق برلمانية".
وتشهد مدينة غرداية منذ نهاية الشهر الماضي مواجهات عنيفة بين الأمازيغ الإباضية والعرب المالكية .
المصدر: العربية