هيومن رايتس: متطرفون في سوريا يفرضون قواعد صارمة على النساء ويقيدون حقوقهن
رام الله - رايــة:
اتهمت منظمة (هيومن رايتس ووتش) التي تُعنى بحقوق الانسان اليوم الاثنين، الجماعات المتطرفة في سوريا بتقويض حقوق النساء من خلال فرض قواعد متشددة على الملبس والتنقل وارتياد المدارس، لا أساس لها في القانون السوري، داعية الحكومات المعنية ذات التأثير على هذه الجماعات أن تضغط عليها والا كانت “بادرة أولى” لانهيار كامل حقوق المرأة السورية.
وقالت (هيومن رايتس ووتش) التي تتخذ من نيويورك مقرا لها، ان القواعد المتشددة التي تفرضها بعض الجماعات في مناطق خاضعة لسيطرتها في شمال وشمال شرق سوريا “تخرق حقوق الإنسان الخاصة بالسيدات والفتيات وتحد من قدرتهن على الاضطلاع بأنشطتهن الحياتية اليومية التي لا غنى عنها.”
وأوضحت أن 43 لاجئة سورية في كردستان العراق، ولاجئتين سوريتين في تركيا، تواصلت معهن المنظمة قلن أن الجماعات المسلحة المتطرفة في سوريا وبالتحديد جبهة النصرة والدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) قد فرضت تفسيراتها للشريعة الاسلامية، فطالبت السيدات والفتيات بارتداء الحجاب والعباءة وتم حظر سراويل الجينز والثياب الضيقة أو التبرج مع التهديد بمعاقبة من لا تلتزم، كما منعت النساء والفتيات، التنقل بحرية في الأماكن العامة، والعمل وارتياد المدارس، حتى أنّه تم إغلاق جميع صالونات تجميل الشعر.
وقالت مديرة قسم حقوق المرأة في "هيومن رايتس ووتش" لايزل غيرنهولتز أن “الجماعات المتطرفة مثل داعش وجبهة النصرة تقوض الحريات المكفولة للسيدات والفتيات السوريات، وهن قوة كبيرة في المجتمع السوري منذ زمن طويل”. وتساءلت: ما هو شكل النصر الذي تعد به تلك الجماعات السيدات والفتيات اللواتي يشاهدن حقوقهن تُسحَب منهن؟
ونقلت المنظمة عن احدى اللاجئات أن جارتها الأرملة وأطفالها الثلاثة ماتوا أثناء القتال بسبب الحظر على خروجها من بيتها دون ولي أمر.
وطالبت (هيومن رايتس ووتش) قادة جبهة النصرة وداعش بالتراجع “على الفور وبشكل معلن” عن كافة السياسات التي تخرق حقوق المرأة، ومنها قواعد الملبس الجبرية والقيود على حرية التنقل، “والكف عن معاقبة السيدات والفتيات وتهديدهن بالمعاقبة”.
وحثّت كل الحكومات المعنية ذات التأثير على هذه الجماعات أن تضغط عليها كي تكف عن هذه القيود التمييزية على المرأة.
وقالت اللاجئات إنه بين سبتمبر/ أيلول 2012 ونوفمبر/ تشرين الثاني، 2013 فرضت جبهة النصرة وداعش قيوداً على رداء السيدات والفتيات وتنقلاتهن في أحياء الشيخ مقصود بمدينة حلب، وفي بلدات عفرين وتلعرن في محافظة حلب، ومدينة الحسكة وبلدة راس العين في محافظة الحسكة ومدينة إدلب وبلدة تل أبيض في محافظة الرقة، “وهي كلها مناطق تقطنها مجتمعات متنوعة دينياً، من مسلمين سنة ومسلمين شيعة وعلويين ومسيحيين سريان ومسيحيين أرمن.”
وأشارت المنظمة الى ان بعض القيود فرضت أيضا من قبل جبهة النصرة وداعش على الرجال الذين منعوا في قرية جنديرس بعفرين وفي راس العين وتل أبيض وتلعرن، من ارتداء سراويل الجينز أو السراويل الملتصقة بالجسد، “لكن تفرض هذه الجماعات قواعد أقل على الذكور، من التي تفرضها على الإناث”.
ولفتت المنظمة، نقلا عن أشخاص تمت مقابلتهم، أن ارتياد الذكور والإناث للمدارس انحسرت معدلاته مع تزايد تواجد جبهة النصرة وداعش، خشية وقوع مصادمات مسلحة، لكن الضرر على الطالبات تفاقم بسبب القيود المفروضة وبسبب التصورات القائمة عن زيادة المخاطر على السلامة الشخصية للسيدات والفتيات.
وقال ستة رجال وسيدات لـ(هيومن رايتس ووتش) إن جبهة النصرة وداعش أعلنا في رأس العين وتل أبيض وعزاز أن السيدات الكرديات وممتلكاتهن “حلال” للمقاتلين، “ما يعني أن قيادات هذه الجماعات أعطوا المقاتلين الحق في اختطاف السيدات دون تبعات”.
وقالت غيرنهولتز: “الجماعات مثل داعش والنصرة تزعم أنها جزء من حركة اجتماعية، لكن يبدو أنها تصب تركيزها على مصادرة حرية السيدات والفتيات، أكثر من اهتمامها بتوفير أي امتيازات اجتماعية…كما رأينا في الصومال ومالي وأماكن أخرى، فهذا النوع من القيود هو بادرة أولى على انهيار كامل لحقوق السيدات والفتيات”.