وانغ يي: بقاء القضية الفلسطينية دون حل سيحول دون تحقيق السلام
رام الله- رايــة:
قال وزير الخارجية الصيني وانغ يي إن القضية الفلسطينية تبقى قضية ساخنة منذ وقت طويل، وإن بقاءها دون حل سيحول دون تحقيق السلام في الشرق الأوسط برمته.
وأضاف الوزير الصيني أن 'الرؤية الصينية ذات النقاط الأربع' التي طرحها الرئيس شي جينبينغ لدفع عملية السلام في الشرق الأوسط ووجدت صدى واسعا وإيجابيا لدى الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي والمجتمع الدولي بأسره.
وأشار في مقابلة مع قناة الجزيرة القطرية، إلى أن الصين ظلت تبذل الجهود لحلها كدولة دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي. وقال: 'في مايو الماضي، استضفنا الزيارتين المتزامنتين للقيادتين الفلسطينية والإسرائيلية، وبذل الرئيس شي جينبينغ جهودا خاصة لدى الجانبين، حيث طرح 'الرؤية الصينية ذات النقاط الأربع' لحل القضية الفلسطينية، مؤكدا أن إقامة دولة فلسطينية مستقلة والتعايش السلمي بين دولتي فلسطين وإسرائيل يمثلان الاتجاه الصحيح لحل القضية، وأن مفاوضات السلام هي الطريق الواقعية الوحيدة لتحقيق السلام الفلسطيني الإسرائيلي، وأن 'مبدأ الأرض مقابل السلام' وغيره من المبادئ تشكل أساسا مهما لتعزيز عملية السلام في الشرق الأوسط، وأن الدعم الدولي هو ضمان ضروري لتدعيم عملية السلام. إن هذه الرؤية التي طرحها الرئيس شي جينبينغ شاملة ووجدت صدى واسعا وإيجابيا لدى الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي والمجتمع الدولي بأسره'.
ولفت إلى أنه أجرى مباحثات مطولة على أساس هذه الرؤية مع كلا الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي خلال زيارته لهما، وأخذ انطباعا قويا بأن كلا الجانبين أكد أن مفاوضات السلام هي المخرج الوحيد، ورغبا في مواصلة المفاوضات وتحقيق نتائج لها، وأجمعا على أن الوقت الراهن هو فرصة كبيرة.
وأضاف: الاعتراف المتبادل بحق وجود الجانب الآخر هو أساس المفاوضات، وإن المراعاة المتبادلة لهموم الجانب الآخر هي الطريق الصحيحة لتدعيم مفاوضات السلام. ويجب إقناع الجانب الآخر بالمنطق لا بالقوة في المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية.
وأشار إلى أنه أكد للجانبين أن هذا التراب هو بيت مشترك للفلسطينيين والإسرائيليين. قد تمت إقامة دولة لإسرائيليين لأكثر من 60 عاما، غير أن إخواننا الفلسطينيين وأخواتنا الفلسطينيات ما زالوا ينزحون ويهاجرون، ولم يحققوا حقهم المشروع في إقامة الدولة، هذا غير عادل وغير معقول، ولا يجوز استمرار هذا الحال.
وقال: ندعم إقامة دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة كاملة على أساس حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، ومن ثم تحقيق التعايش السلمي بين دولتي فلسطين وإسرائيل، بحيث يكون السلام في الشرق الأوسط مضمونا. سنواصل بذل الجهود في هذا الاتجاه. وأنا على ثقة بأن هناك أملا للمفاوضات الجارية طالما يبذل الجانبان جهودا مشتركة ويقدم المجتمع الدولي دعما قويا.
وفيما يتعلق بالآلية الرباعية، قال الوزير وانغ يي: أولا: نأمل أن تلعب الآلية الرباعية دورا فعليا، خاصة في المرحلة الحيوية الراهنة التي تعيشها مفاوضات السلام بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي. ثانيا، تتخذ الصين موقفا منفتحا، وهي على استعداد للمشاركة في الآلية الرباعية إذا ما أرادت الآلية ذلك. ثالثا، تحرص الصين على تعزيز مفاوضات السلام الفلسطينية الإسرائيلية بأسلوبها حتى ولو كانت خارج الآلية.
وتطرق وانغ يي في المقابلة، إلى سياسة الحكومة الصينية الجديدة تجاه الدول العربية، وقال إن الصين تدعم الدول العربية للسير على الطرق التي تختارها، وتدعم جهود الدول العربية الرامية إلى حل القضايا الساخنة في المنطقة بطرق سياسية، وتدعم التنمية الصينية العربية المشتركة القائمة على المنفعة المتبادلة والكسب للكل، وتدعم الدور الأكبر للدول العربية في الشؤون الدولية والإقليمية، بما يصون حقوقها ومصالحها المشروعة.
قال: قمتُ بالجولة الأولى في منطقة الشرق الأوسط كوزير الخارجية في الحكومية الصينية الجديدة شملت 5 دول وهي فلسطين وإسرائيل والجزائر والمغرب والسعودية، ونسعى إلى تحقيق ثلاثة أهداف من خلالها، أولا، مواصلة الصداقة، ثانيا، تعزيز التعاون، ثالثا، النصح بالتصالح والحث على التفاوض.
وأضاف أن الصداقة الصينية العربية تضرب جذورها في أعماق التاريخ، وكانت الصين مرتبطة بالعالم العربي قبل أكثر من 2000 عام من خلال طريق الحرير، ومنذ العصر الحديث، ظلت الصين تدعم بثبات نضال الدول العربية لنيل الاستقلال والتحرر الوطنيين.
وأشار إلى أن الصين تعمل على تعزيز التعاون مع دول المنطقة لتحقيق المنفعة المتبادلة والكسب للكل. وقد بلغ حجم التبادل التجاري بين الصين والدول العربية في العام الماضي ما يقرب من 300 مليار دولار، وأصبحت الصين أكبر شريك تجاري لكثير من الدول العربية.
وأكد وزير الخارجية الصيني أنه لا حل للمسألة السورية إلا الحل السياسي، وقال: بعد ثلاث سنوات من الاشتباكات والحرب في سوريا، يدرك الجميع الآن أن الحرب لن تحل المشكلة، وإن العنف لن يساهم إلا في زيادة الكراهية. وإن عددا متزايدا من الدول يدعم العودة إلى مسار الحل السياسي.
وأضاف: ما زال هناك عمل كثير ينتظرنا من أجل إنجاح مؤتمر جنيف 2، لأنه يشكل إطارا لحل المسألة السورية سياسيا، فيجب على المجتمع الدولي، بما فيه الصين، العمل على تهيئة ظروف مواتية ومناخ ملائم للمؤتمر، وحث الطرفين في سوريا على الجلوس إلى طاولة المفاوضات.
وكان وزير الخارجية الصيني زار فلسطين في 18-12-2013، وشارك في حفل أقيم في مدينة رام الله، لمناسبة الذكرى الـ25 لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين الصين وفلسطين.
المصدر: وفا