مسيحيو سورية يقضون عيد الميلاد دون أي مظاهر للاحتفال
رام الله-رايــة:
يقضي مسيحيو سورية عيد الميلاد هذا العام وسط مشاعر يسودها الحزن والألم على ما تشهده البلاد من صراع دموي منذ قرابة ثلاثة أعوام، مع الاكتفاء بالصلاة لعودة السلام دون أي مظاهر للاحتفال أو الفرح بحلول العيد.
ولم تعد تميز الأحياء المسيحية بالعاصمة السورية دمشق بزينتها خلال أعياد الميلاد، إذ أن معظم المنازل عزفت عن وضع أي زينة كعادتها التي جرت عليها قبل بدء حركة الاحتجاجات الشعبية في سورية والتي تحولت إلى صراع مسلح راح ضحيته عشرات الآلاف ، فضلا عن اعتقال وجرح وتشريد الملايين بعد أن أعلن وبدأ نظام الرئيس بشار الأسد “الخيار والحل الأمني والعسكري” ضد السوريين المنتفضين في وجهه.
تتذكر كريستين موسى الاستعداد للعيد قبل الأحداث من وضع زينة بألوان براقة على نوافذ ومداخل المنزل،إلى شراء ملابس جديدة، وأهم عنصر من الاستعدادات،وهي الشجرة والمغارة،إلى خبز لحلوى العيد،وانتظار الزائرين عقب الصلاة في الكنيسة،والاحتفالات والاجتماعات التي تليها.
وتقول كريستين :”هذا العيد مختلف بكل تفاصيله،فلم يعد باستطاعتك أن تفرح بقدومه والناس حزنى لموت أو إصابة أو خسارة أحد من أقربائها أو أصدقائها…الحزن يسيطر على الجميع،فسورية ما تزال تعيش حربا لا يعرف نهايتها بعد”.
فيما أوضح بيير حنا أن عائلته لن تشارك بوضع شجرة هذا العام لأنه لا يرى أن هناك مجالا لأي مظاهر احتفالية،وقال :”لا عيد يمر حاليا وسقوط الضحايا يتواصل”.
وانسحب عزوف المسيحيين في سورية عن القيام بأي من مظاهر الاحتفال على الأسواق حيث أن حركة البيع والشراء فيها اقتصرت على أدنى مستوياتها مقارنة بأعياد ما قبل الأحداث، وعلل ذلك أحد الباعة بأن لا أحد لديه الرغبة بالاحتفال مع ما تمر به البلاد من قتل وتدمير.
وكثرت أوراق النعي المعلقة على أبواب كنائس بدمشق،فالعديد من العوائل المسيحية فقدت أحد أفرادها خلال الأحداث في البلاد،واتشحت بالسواد ملابس أهاليهم.
وأوضحت جورجيا مطانيوس أن “من فقد قريبا لا يشارك في الأعياد فالعادة أن أول عيد يمر بعد وفاته لا يشارك فيه أحد من عائلته وأقربائه”، مشيرة إلى أن هناك الكثيرين ممن فقد أحد أفراد عائلته جراء الأحداث.
وبدا واضحا قلة الحركة في الشوارع،حيث كانت الشوارع قبل ثلاث سنوات تغص ليلة الميلاد بالناس وسط مظاهر احتفالية وتبريكات متبادلة.
من جهته، قال رجل الدين عيسى نعوم إن “الاحتفالات هذه السنة ستكون مقتصرة على الصلوات داخل الكنائس″، مضيفا أن “هذا طبيعي نظرا للوضع الذي يمر به البلد،من سقوط ضحايا نتيجة أعمال عنف،فمن غير الطبيعي أن نفرح ويوجد هناك من قتل أو فقد أحبة له”.
وأشار إلى أنه “لن يكون هناك أية مظاهر احتفالية،كما أن المعايدات ستكون في الكنائس فقط، حتى أن رؤساء الطوائف اعتذروا عن أية استقبالات خلال الأعياد”.
وهجر آلاف المسيحيين منازلهم بسبب الحرب كغيرهم من مواطنيهم المسلمين كما سافر الآلاف أيضا إلى المهاجر في الخارج أسوة بباقي السوريين وينقسم المجتمع المسيحي في سورية كباقي الطوائف والأديان بين مؤيد ومعارض.
المصدر: (د ب أ)