صحيفة كويتية: إيران تنقل شحنات الأسلحة إلى حزب الله اللبناني عبر مطارات العراق
رام الله-راية:
كشف مصدر مطلع في التحالف الوطني الشيعي الذي يقود الحكومة العراقية أن النظامين الإيراني والسوري اتفقا على تغيير طريقة إرسال الاسلحة الى “حزب الله” اللبناني, وأنهما يستخدمان المطارات العراقية لتنفيذ هذا العمل كجزء من عملية خداع منظمة للأجهزة الاسرائيلية والغربية.
وقال المصدر لصحيفة (السياسة) الكويتية في عددها الصادر الاربعاء إن الطريق المعتادة لإرسال الأسلحة الايرانية والسورية إلى “حزب الله” كانت عبر الحدود البرية بين لبنان وسورية غير أن خشية استهدافها من الطائرات الحربية الاسرائيلية، لأن هذه الحدود تخضع لرقابة مكثفة وصارمة من قبل اسرائيل والولايات المتحدة، دفعت باتجاه التخلي عن هذه الطريق وانتهاج طريق أخرى.
وأوضح أن طهران ودمشق اتفقتا قبل نحو شهرين على خفض عمليات إرسال الاسلحة الى “حزب الله” عبر البر والعمل على نقلها بطائرات تجارية أو شحن إيرانية تحط أولا في المطارات العراقية المختلفة، بينها مطار بغداد الدولي، للتمويه قبل أن تنتقل الى مطار بيروت ليتم تفريغها ونقلها الى مخازن حزب الله, بتسهيلات من قبل بعض الجهات اللبنانية الرسمية التي تدور في فلك الحزب والنظام السوري.
ووفق معلومات المصدر الشيعي، يتلقى النظام الايراني دعما من جهات عراقية متنفذة داخل الأجهزة الأمنية “من دون علم رئيس الحكومة نوري المالكي”، كما أن نقل الأسلحة يتم بشكل متباعد يصل الى مرتين أو ثلاث مرات في الشهر الواحد, عبر أكثر من مطار عراقي.
وأكد المصدر ان المالكي وبعض قادة التحالف الشيعي لديهم شكوك قوية بأن بعض الرحلات التجارية الايرانية التي تذهب الى لبنان عبر العراق ولا تذهب الى سورية هي عمليات لدعم “حزب الله” بالسلاح، غير ان المشكلة تتمثل في أن هناك معلومات مسبقة تصل النظام الايراني بعمليات تفتيش عراقية مفاجئة لطائرات ايرانية تجارية وبالتالي يجري ترتيب هذا الامر من قبل طهران ليتبين ان الطائرات لا تحمل اي شحنات سلاح، خاصة أن الرحلات تذهب الى لبنان وليس الى مطار دمشق أو أي مطار سوري آخر.
وبحسب المصدر، حذرت واشنطن المالكي من إمكان لجوء إيران إلى إرسال أسلحة لـ”حزب الله” عبر المطارات العراقية وربما تصل الامور الى حد أن شحنات السلاح الايراني تصل برا الى العراق ليجري إعادة ارسالها عبر طائرات إيرانية أو عراقية من مطارات عراقية الى مطار بيروت لتتسلمها جهات لبنانية رسمية أو رجال أعمال لبنانيون على أنها بضائع صناعية، ثم تنقل الى مواقع “حزب الله” في الضاحية الجنوبية لبيروت أو جنوب لبنان أو البقاع شرقا.
وأشار المصدر إلى أن حكومة المالكي ما زالت تتعامل مع معلومات الاجهزة الامريكية بشكوك على اعتبار ان عملية نقل السلاح الى “حزب الله” عبر العراق عملية معقدة ومكلفة، لذلك رفضت السلطات العراقية تفتيش أي طائرات إيرانية تذهب الى لبنان, فيما تعمد إلى تفتيش الطائرات الإيرانية المتوجهة الى سورية بصورة عشوائية.
وحذر المصدر من أن “عدم تعامل الحكومة العراقية مع ملف ارسال السلاح الايراني الى حزب الله عبر العراق بشكل جدي وفعال ربما يعرض العراق الى غارات اسرائيلية على بعض المطارات العراقية التي يعتقد أن عملية شحن السلاح الى لبنان يتم عبرها”، كما أن هذا الملف له تداعيات على صعيد الدور السياسي الذي يمكن ان تلعبه بغداد في تسوية الازمة السورية، لأن المؤكد أن قسما من الاسلحة الايرانية المرسلة الى “حزب الله” يجري استعمالها في سورية”.
ولفت إلى ان بعض قادة التحالف الشيعي يملكون بعض القرائن عن موضوع إرسال السلاح الى “حزب الله”, وهم مستاؤون جدا لأن النظام الايراني مستمر في جعل العراق مجالا حيويا له على المستوى العسكري لمساندة حلفائه في لبنان وسورية.
واعتبر المصدر ان مشكلة الحكومة العراقية مع ايران هي أنها “تتصرف بمسؤولية وتطلب من النظام الايراني عدم إقحام العراق بملف الاستحقاقات الأمنية والعسكرية للتحالف الذي يضم دمشق وطهران و/حزب الله/ اللبناني”، إلا أنها “لا تملك القوة على الارض وبالتالي يبقى الموضوع بيد الاجهزة العراقية الميدانية التي لها صلات بالأجهزة الإيرانية، بدليل ان بعض الميليشيات تقوم بأعمال تتحدى بها المالكي كما حصل في منطقة المشاهدة شمال بغداد, قبل نحو ثلاثة أسابيع, عندما أعدمت قوة بلباس الجيش عراقيين بعد خطفهم”.
المصدر: (د ب أ)