المنصف المرزوقي: تيار الإسلام المتشدد "لا يمثل خطرا" على تونس
رام الله- رايــة:
قال الرئيس التونسي المنصف المرزوقي إن تيار الإسلام المتشدد يمثل إزعاجا للمجتمع التونسي، لكنه لا يمثل خطرا.
ونفى المرزوقي في حديث خاص لبي بي سي وجود أي تخوف من التيار الإسلامي المتشدد، وتزايد انتشاره. وقال "نحن نحمي الحريات جميعها، وتلك الجماعات المتشددة نشأت بعد تدمير الإسلام المعتدل، وهناك أيضا تأثير من الخارج، من ليبيا، وسوريا، ومالي".
وتوقع المرزوقي انتهاء المرحلة الانتقالية التي تمر بها البلاد قبل حلول الصيف، والإعلان عن الدستور في أواخر يناير/كانون الثاني المقبل، وإجراء الانتخابات عقب ذلك.
وكان مئات من التونسيين قد خرجوا في احتجاجات في مدينة سيدي بوزيد، التي شهدت مولد ما عرف بالربيع العربي، للتعبير عن غضبهم بسبب فقدان أي تقدم سياسي واقتصادي منذ ذلك التاريخ.
ومدينة سيدي بوزيد هي المدينة التي أضرم فيها محمد بوعزيزي النار في نفسه قبل ثلاث سنوات، ليظهر عدم تحمله لما رأى فيه إذلالا من الحكومة.
وقد أدت المظاهرات التي أعقبت ذلك إلى سقوط حكم بن علي، وألهبت احتجاجات مماثلة عبر أرجاء العالم العربي.
إحباط وعدم اكتراث
لكن الشباب التونسي يهيمن عليه اليوم شعور بعدم الاكتراث والإحباط، بل يشعر عدد منهم، كما يقول مراسلنا في تونس، أحمد ماهر، بأن الثورة التي شاركوا فيها سرقها الجيل القديم منهم.
وقد أبدى الرئيس التونسي، في حديثه لبي بي سي تفهمه لشعور الشباب، لكنه قال إن الجيل القديم الذي يتولى بعضه السلطة الآن، لم يأت إلى البلاد "على ظهر الدبابات، بل جاء إلى السلطة بالانتخابات".
ودعا المرزوقي الشباب، في حديثه، إلى المشاركة في الانتخابات المقبلة، قائلا إن "المرحلة الانتقالية في البلاد ستنتهي قبل حلول الصيف".
وقال إن طول تلك المرحلة التي استمرت عامين ونصف العام "شيء طبيعي" في البلدان التي مرت بظروف مماثلة.
وأشار الرئيس التونسي إلى أن الدستور قد يعلن عنه أواخر شهر يناير/كانون الثاني المقبل، أو ربما قبل ذلك، وستجري الانتخابات بعد ذلك.
التخلص من كابوس
وعندما سئل المرزوقي إن كانت الثورة التونسية قد نجحت، على الرغم من المشاكل الاقتصادية الراهنة، وزيادة معدلات البطالة، ووجود الفساد، أقر بأن "هناك أشياء لم تتحقق، وأن برامج التنمية لم تتقدم بالسرعة المرجوة".
لكنه أضاف أن "عجلة الاقتصاد تدور، وأن هناك نموا إيجابيا، وأن الدولة مستقرة.
وقال "نحن لم ندخل في حرب أهلية، والثورة المضادة لم تنتصر، ويخطئ من يظن أن القضاء على البطالة والفقر في ظرف ثلاث سنوات أمر واقعي ممكن".
وتحدث الرئيس التونسي عمن "يحنون" لحقبة الرئيس السابق بن علي، واصفا إياهم بأنهم "كانوا مستفيدين من تلك الحقبة، لكن الأغلبية الساحقة عانت في عصره من التهميش، والفقر، والإذلال، والفساد، وهؤلاء يعتبرون أنهم تخلصوا من كابوس".
وتطرق المرزوقي في حديثه إلى الحريات، فقال إنه "لا يوجد بلد عربي وربما أجنبي، تمارس فيه حرية الرأي بنفس الطريقة تمارس بها في تونس".
وأشار الرئيس إلى جابر الماجري، المدون الذي حكم عليه بالسجن سبع سنوات، بسبب ما نشره على صفحته الشخصية على الإنترنت، فأوضح أنه "تجاوز المقدسات، وفي كل بلد مقدسات، ففي فرنسا يمكن أن تحاكم إن أنكرت المحرقة التي تعرض لها اليهود على أيدي النازيين".
وألمح المرزوقي إلى أنه سيتحين الفرصة لطي صفحة هذا الموضوع، بإصدار عفو عنه في أقرب فرصة.
الكتاب الأسود
وعندما سئل المرزوقي عما عرف بـ"الكتاب الأسود" الذي سربت صفحات منه على الإنترنت، ووردت به اتهامات لبعض المثقفين والصحفيين بتقاضي رواتب من السلطة في فترة حكم بن علي "لتلميع" صورة النظام، قال مؤكدا "هذه ليست اتهامات، بل وثائق تثبت تورط أشخاص".
وأضاف "أعطينا الوثائق التي عثرنا عليها إلى المجلس التأسيسي، وطلبنا منه تقديمها للعدالة الانتقالية، ولما تأخر المجلس في ذلك، قمت بواجبي".
وأوضح الرئيس التونسي أن "الكتاب الأسود" لم يكن أصلا معدا للنشر، لكنه جهز لتوزيع نسخ منه إلى الجهات المختصة، وسرق من المطبعة".
وأشار المرزوقي إلى أن "الهدف هو كشف الحقائق، ولحسن الحظ فقد مرر المجلس التأسيسي قانون العدالة الانتقالية، والهدف من العدالة الانتقالية ليس الانتقام، وليس التشهير، بل وضع كل الناس أمام مسؤولياتهم، ليعترفوا إن أخطأوا".
المصدر: وكالات