علماء المسلمين يُحّمل حكومات وشعوب المسلمين مسئولية وفاة أطفال سوريا من البرد
رام الله-رايـة:
قال الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، إنه “يُحّمل المسلمين حكومات وشعوباً المسئولية أمام الله تعالى من أن يموت أحد من السوريين بسبب الجوع والبرد”.
ودعا في بيان أصدره مساء السبت ووصل وكالة (الأناضول) نسخة منه “جميع المسلمين حكومات وشعوباً والهيئات الخيرية الإسلامية والعربية والمنظمات الإغاثية الدولية وكل من له قدرة، الى مد يد العون والإغاثة لهذا الشعب في محنته الراهنة”.
وطالب الاتحاد في البيان الذي زيل بتوقيع رئيسه يوسف القرضاوي وأمينه العام علي القرة داغي “الجميع الى المسارعة للتدخل لإنقاذ هؤلاء والأطفال والعجزة والمرضى في محنتهم الراهنة.”
وقال الاتحاد في بيانه “قد تزايدت مأساة الشعب السوري المخرج من وطنه واللاجئ فى دول الجوار جراء ما يتعرض له من قتل للأنفس، وهدم للبيوت، وقصف للأحياء السكنية، وقتل للشيوخ والأطفال والنساء، وانتهاك الحرمات، واعتقال وتعذيب وإعدامات، واستخدام الأسلحة الكيميائية “.
وبين أنه “وينضاف إلى ذلك فى هذه الأيام موجة الشتاء التي ضربت المنطقة بأمطارها وثلوجها وصقيعها وقد كانت لهذه الموجة تاثيرات مأساوية كبيرة على مخيمات السوريين المشردين على الحدود وفي ملاجئ دول الجوار وهو ما يوجب المبادرة السريعة لإغاثة هؤلاء المنكوبين”.
ولفت إلى “خطورة” وضع السوريين في المخيمات، حيث يعانون ” من نقص حاد في الغذاء والدواء وعدم توفر الظروف الصحية اللائقة في المخيمات وانتشار الأوبئة والأمراض المعدية وتعرض الأطفال والنساء وكبار السن الى مختلف المخاطر الصحية”، لافتا إلى أن “بعضهم قد مات بسبب ذلك”.
وأكد الاتحاد “تضامنه مع الشعب السوري في هذه الأوضاع المأساوية التي يعيشها”، وأعرب عن “استعداده التام للتعاون مع كل من يريد أن يساعد هذا الشعب الكريم المبتلى في تجاوز محنته ومأساته”.
وحض المسلمين على التبرع لإغاثة السوريين، قائلا “اننا نحن المسلمين مسئولون أمام الله تعالى اذا قصرنا فى حق هؤلاء حتى مات بعضهم بسبب الجوع أو البرد أو نحوهما”.
وتابع “إن ما ندفعه هو حق الله تعالى علينا ومهما دفعنا لايمكن ان يقابل ماقدمه الشعب السورى فى سبيل دينه وحريته وعقيدته فسارعوا بكل ماتملكون”.
ودعا الاتحاد كل القوى المحبة للسلام والعدالة وحقوق الإنسان أن يدعموا الشعب السوري في نضاله المشروع ضد النظام الظالم الفاشي حتى ينال حريته وكرامته.
وكانت الهيئة الطبية العامة لجنوب العاصمة دمشق، قد حذرت من موت جماعي يصيب الأطفال والجرحى في المناطق المحاصرة، بسبب الجوع وبرودة الطقس، مؤكدة أن الكارثة وقعت، وسستشهد الأيام القادمة موتا جماعيا.
وخاطبت الهيئة في بيان مصور بثه ناشطون عبر موقع التواصل الاجتماعي “يوتيوب” الأربعاء، المعارضة المسلحة والقوى الثورية، والقوى المعارضة، والهيئات الاغاثية في العالم، باسم المحاصرين، بأن الكارثة وقعت، وستشهد المنطقة موتا جماعيا، بسبب الحصار الخانق والشتاء القارس.
وفي سياق متصل، بثّ ناشطون سوريون على موقع “يوتيوب” الاربعاء، شريط فيديو يظهر فيه طفلا سوريا، توفي “متجمدا” في مدينة الرستن بمحافظة حمص شمال سوريا، نتيجة العاصفة الثلجية التي ضربت البلاد.
وحمّل الناشطون النظام السوري ذنب موت الطفل، ومعاناة الملايين من الشعب السوري، في موجة البرد التي تضرب البلاد، نتيجة تهجيرهم، والحصار الخانق الذي تفرضه على المدن والقرى السورية .
وأعلن الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، عن تسجيل أول حالة وفاة لطفل في سوريا بسبب موجة البرد القاسية التي تجتاح المنطقة.
وفي بيان أصدره، مساء الأربعاء، أكد الائتلاف تسجيل أول حالة وفاة لطفل في سوريا، (الطفل حسين الطويل، 6 أشهر، مواليد حلب، شمال)، بسبب البرد، مشيراً إلى أنه هناك أنباء متقاطعة عن تسجيل حالات وفيات أخرى للسبب نفسه.
واجتاحت موجة برد قاسية منطقة الشرق الأوسط مع وصول العاصفة الثلجية “ألكسا” مساء الثلاثاء من روسيا، التي أدت إلى تساقط الثلوج والأمطار الغزيرة على معظم المناطق السورية ولبنان والأردن وفلسطين وتركيا، فيما زادت أحوال الطقس السيئ معاناة اللاجئين السوريين في المناطق الحدودية التي تقام فيها المخيمات المخصصة لإيواء مئات الآلاف منهم.
القدس العربي