عائلات من معلولا المسيحية يلجأون إلى شرقي لبنان ويتحدثون عن احراق بلدتهم
رام الله-رايــة:
قال مصدر كنسي لبناني الخميس أن 15 عائلة من بلدة معلولا المسيحية السورية الواقعة شمالي غرب دمشق لجأوا الى منطقة زحلة شرقي لبنان وأفادوا أن بلدتهم أحرقت بالكامل بعد سيطرة جبهة النصرة الاسلامية المتشددة عليها، وهو ما نفاه المرصد السوري لحقوق الانسان الذي أكّد أن الجبهة المذكورة لا تزال تختطف 12 راهبة اقتادتهم من معلولا إلى يبرود.
وقال المصدر الكنسي لوكالة (الأناضول) أن 15 عائلة سورية مسيحية، لم يحدد عدد أفرادها، نزحت مؤخرا إلى منطقة زحلة وأكدوا ان بلدتهم “أحرقت بالكامل”.
وأضاف المصدر “هم أخبرونا أنّه في مرحلة أولى تم تهجير الأهالي وبعدها سُرقت منازلهم ومؤخرا أحرقت المنازل والبلدة بالكامل بعد رميها باطارات مشتعلة”.
وأوضح ان “خوفا كبيرا” يسيطر على نازحي معلولا الذين استأجروا غرفا ومنازلا معظمها في منطقة زحلة ذات الأكثرية المسيحية، وقال:”هم لا يعرفون ما مصير دير مار تقلا ولا الراهبات اللواتي كن بداخله باعتبار أنّه كان محاصرا منذ أربعة اشهر”.
وتهتم مطرانية زحلة للروم الكاثوليك في زحلة بـ700 عائلة سورية مسيحية فتؤمن لكثير منها المواد الغذائية ومواد التدفئة كما تتعاون مع جمعيات لتأمين الايجارات.
الا أن مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن إلى نفى احراق معلولا، قائلا: “لا صحة لهذه المعلومات”. ولفت إلى أن “الدخان الذي كان يملأ أرجاءها هو نتيجة الاشتباكات المحتدمة والقصف المتبادل بين قوات النظام ومقاتلي المعارضة”.
وقال عبد الرحمن في اتصال هاتفي من بريطانيا مع وكالة (الأناضول)، أن “جبهة النصرة وكتائب اسلامية متشددة اخرى تسيطر على البلدة”، وان مقاتلي الجبهة اقتادوا 12 راهبة من دير (مار تقلا) الأرثوذكسي الى بلدة يبرود المجاورة عبر بلدة الصرخة.
واضاف “اذا لم يفرج عن الراهبات فورا ويسلمن الى الصليب الاحمر الدولي فيمكن التأكيد أنّه تم اختطافهن”.
وكانت معلولا سقطت يوم الثلاثاء الماضي بأيدي مقاتلي جبهة النصرة بعد ثلاثة أيام من اشتباكات عنفية مع الجيش السوري النظامي. وسبق أن هاجم مقاتلو المعارضة في أيلول الماضي البلدة التي يتحدث اهلها اللغة الآرامية- لغة السيد المسيح، وهي ذات أهمية أثرية ودينية، وتضم أديرة من القرون الميلادية الأولى.
وجه بابا الفاتيكان فرنسيس الأول يوم أمس الأربعاء نداء من أجل الراهبات الأرثوذوكسيات الـ12 اللواتي خطفهن مسلحون في بلدة معلولا، ومن أجل “كل الأشخاص الذين خطفوا بسبب النزاع″ في البلد.
وخلال اللقاء العام في ساحة القديس بطرس في روما تحدث البابا عن “راهبات دير مار تقلا للروم الأرثوذوكس في سوريا، اللواتي جرى اقتيادهن بالقوة من جانب رجال مسلحين”.<br/>وقال: “نصلي من أجل هؤلاء الأخوات وكل الأشخاص، الذين خطفوا بسبب النزاع. لنواصل الصلاة والعمل معاً من أجل السلام”.
وبثّ ناشطون سوريون يوم أمس الأربعاء مقطع فيديو يظهر فيه أحدهم وهو يتنقل في بلدة معلولا بعد سيطرة المعارضة عليها ويشير الى الدمار الهائل في البلدة. كما تجول في دير مار تقلا الذي بدت أجزاء كبيرة منه مدمّرة.
ودير مار تقلا يُعد من أبرز أديرة الحج للطائفة الأرثوذكسية، وتسكن فيه مجموعة من الراهبات برئاسة الأم بلاجيا سياف، تهتم برعاية عشرات الأيتام. وتم إجلاء هؤلاء الأطفال منذ فترة من معلولا لصعوبة الأوضاع الأمنية المعيشية.
المصدر: الأناضول