الغارديان: بريطانيا متورطة كثيراً في الحروب الأمريكية "القذرة"
رام الله- رايــة:
اهتمت الصحف البريطانية بالعديد من المواضيع ولعل من أهمها مسودة الدستور المصري الجديد وتورط بريطانيا بالحروب الأمريكية "القذرة" وتوجه الآف العراقيين الشيعة إلى سوريا لحماية الأضرحة.
حيث نجد في صحيفة الغارديان مقالاً لسيوماس ميلن بعنوان "بريطانيا متورطة كثيراً في الحروب الأمريكية القذرة وفرق الموت التابعة لها".
وقال ميلن إن "الحرب على الإرهاب اليوم أضحت حملة لا نهاية لها من الطائرات من دون طيار وعمليات قتل سرية، الأمر الذي يهدد بمستقبل أكثر خطورة".
ورأى كاتب المقال أن العالم قد يعتقد أنه بعد مرور 12 عاماً على شن الولايات المتحدة حروباً تحت عنوان "الحرب على الارهاب"بنتائجها الكارثية، قال إنها ستتلاشى تدريجياً، مضيفاً أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما أعطى إنطباعاً بداية العام الجاري أن "هذه الحروب،كغيرها من الحروب، يجب أن تنتهي، إلا أن سياسة الحرب على الارهاب مستمرة وبنحو متزايد، فالضربات الجوية للطائرات من دون طيار أضحت اليوم منتشرة من باكستان إلى شمال افريقيا.
وتطرق ميلن في مقاله إلى الفيلم الأمريكي "الحروب القذرة" ، وهو فيلم جديد ومؤثر للصحفي الأمريكي جيرمي سكاهيل، يظهر بوضوح عمليات القتل التي تقوم بها القوات الامريكية السرية الخاصة، و أمراء الحرب والمرتزقة في عدة بلدان.
وألقى كاتب المقال الضوء على المجزرة التي قامت بها وحدة امريكية سرية في افغانستان والهجوم الصاروخي الأمريكي في اليمن والذي أسفر عن مقتل 46 مدنياً، فضلاً عن اغتيال أنور العولقي و ابنه البالغ من العمر 16 عاماً باستخدام الطائرات من دون طيار وعمليات الخطف والقتل، والاستعانة بمصادر خارجية كأمراء الحرب المحليين.
وأشار إلى أن امريكا والدول الحليفة، واظبوا على استخدام سياسة الاغتيالات كما مولوا فرق الموت الخاصة، مضيفاً أن ذلك عرض امريكا لانتقادات ، كون سياسية الاغتيالات تشبه إلى حد كبيرالسياسة التي تتبعها اسرائيل لتصفية أعدائها.
وختم بالقول إن " بريطانيا تسير على خطى امريكا "، موضحاً أن "المسوؤلين البريطانيين يحبذون استخدام الطائرات من دون طيار الخاصة بهم في أفغانستان"، موضحاً أن نور خان، الذي كان والده واحدا من أكثر من 40 قتلوا في هجوم طائرة أمريكية بدون طيار في باكستان، قدم أوراقه في محكمة الاستئناف في لندن مطالباً الحكومة البريطانية بالكشف عن مدى دعم وكالات الاستخبارات البريطانية لجرائم الحرب هذه .
"بداية مألوفة"
ونقرأ في صحيفة الغارديان تحليلاً لباتريك كينغسيلي بعنوان " بداية جديدة إلا أنه تبدو مألوفة جداً للمصريين".
وقال كينغسيلي إن العديد من اللافتات الضخمة التي تدعو المواطنيين المصريين للتصويت على مسودة الدستور الجديد تنتشر في ساحة التحرير في القاهرة"، مضيفاً أن المصريين كانوا يجهزون أنفسهم في مثل هذا الوقت من العام الماضي للتصويت على مسودة دستور آخر وضع خلال سيطرة الإخوان المسلمين".
وأضاف "التصويت على مسودة الدستور الجديد سيكون دعماً قوياً للسلطة الجديدة في مصر التي حلت مكان مرسي، والذي لا يزال مؤيدوه يشددون أنه أطيح به فقط من قبل الأقلية في البلاد".
وأشاد المتحدث باسم لجنة الخمسين المنوط بها صياغة مسودة الدستور الجديد محمد سلماوي بمسودة الدستور الجديد، مؤكداً أن "الديمقراطية تنضح من جميع مواد مسودة الدستور الجديد".
ورأى كاتب المقال أن الكثيرين من أبناء مصر ليسوا متفقين مع رأي المسلماوي، فبالنسبه لمؤيدي الرئيس المصري المعزول محمد مرسي، فإن مسودة الدستورالجديد غير ديمقراطية، أما الناشطون المصريون الذين شاركوا في ثورة 25 يناير والذين يعانون اليوم من عزلة مزدوجة من قبل مؤيدي مرسي ومن الجيش المصري، فإن "مسودة الدستور الجديد تعتبر تكرار للدستور القديم".
وأكد أحد الناشطين المصريين وائل عباس لكينغسيلي أنه لا يرى اختلافات كثيرة بين الدستور القديم ومسودة الدستور الجديد"، مشيراً إلى أنه يبدو خالياً من التأثيرات الاسلامية، إلا انه ما زال ضد الأقليات في البلاد كما ما زال يمنح صلاحيات واسعة للجيش المصري".
وأضاف عباس أن "مسودة الدستور الجديد لا تمثل ثورة 25 يناير بتاتاً".
وختم كاتب المقال قائلاً "يشعر العديد من المصريين بالسعادة لأنهم استبدلوا الحرية بالاستقرار"، إلا أنه يتساءل ما الذي سيقدم عليه المصريون في حال فشل الحكومة بتحسيين الأوضاع المعيشية للمصريين".
"دوافع عقائدية"
وتلقى صحيفة الاندبندنت الضوء على الآف العراقيين الشيعة الذين توجهوا إلى سوريا بدوافع عقائدية مما حول الأراضي السورية إلى ساحة لمعارك طائفية.
وتشير الصحيفة إلى أن مجموعة من المقاتلين العراقيين في دمشق الذين يدافعون حتى الموت عن ضريح السيدة زينب بينما يقاتلون بحماس أقل دفاعا عن النظام البعثي للرئيس بشار الأسد الذي يذكرهم بالنظام صدام حسين.
وتنقل الاندبندنت عن ستار خلاف وهو مقاتل عراقي أصيب في دمشق قوله إن "القتال في سوريا يهدف للدفاع عن أضرحة عائلة النبي محمد لا عن نظام الأسد وحزب البعث".
وتضيف الصحيفة أن المقاتلين العراقيين يدخلون سوريا برا عبر محافظة الأنبار حيث يمثل انتقالهم جوا من بغداد أو النجف إلى دمشق خطورة بالغة. وتنقل عن خلاف البالغ من العمر 43 عاما قوله إنه أتى من بغداد ضمن مجموعة مؤلفة من 200 شخص وزعت على خمس حافلات،، مضيفا "عندما دخلنا الأراضي السورية قامت القوات الحكومية بحمايتنا بطول الطريق الخاضع لسيطرتها".
وأشار خلاف إلى أنه انضم لمجموعة يرأسها قائد إيراني، وكانت مهمتهم تتمثل في زرع القنابل على جوانب الشوارع المحيطة بضريح السيدة زينب، بينما كُلف اخرون بتنفيذ هجمات بقذائف صاروخية أوالمشاركة في حروب شوارع.
وتلفت الاندبندنت إلى أن المقاتلين العراقيين ليسوا على نفس درجة الخبرة التي يتمتع بها مقاتلو حزب الله الذين لعبوا دورا هاما في دعم الجيش السوري في معركته لاستعادة السيطرة على بلدة القصير الاستراتيجية. كما أن وجود المتطوعين الأجانب ضمن قوات الأسد أقل منه ضمن قوات المعارضة، غير أن الوجود العراقي بحسب الصحيفة يعكس إلى أي مدى أصبحت سوريا ساحة رئيسية للمعركة بين السنة والشيعة في العالم الاسلامي.
وتشير الصحيفة إلى فيديو بثته جماعة جهادية في درنة بليبيا الأسبوع الماضي يظهر مقتل أستاذ جامعي عراقي شيعي انتقاما للمسلحين السنة الذين تنفذ الحكومة في بغدادا أحكام اعدام بحقهم.
المصدر: وكالات