الجربا: لن ندخل جنيف إلا لتسلم السلطة وفق المعايير التي وضعتها الثورة
رام الله-رايـة:
شدد رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية أحمد الجربا، على أن الائتلاف “لن يدخل جنيف إلا لتسلم السلطة، وفق المعايير التي وضعتها الثورة، وحملتها للعالم، والتي تعبر عن روح الثورة”، نافيا الطروحات التي قالت بأن الائتلاف يذهب لجنيف لأنه في موقف ضعيف.
جاء ذلك في كلمة للجربا أمام مؤتمر رابطة أهل حوران الذي انعقد الجمعة في إسطنبول، وتلاها ناصر الحريري، حيث أكد الجربا في الكلمة التزامه بمتطلبات الثورة، مضيفا أن “المعركة مستمرة في مواجهة النظام الكيمياوي ومن خلفه من أسماهم نظام الملالي، ما لم يتلزم النظام بمتطلبات الثورة”.
وقال الجربا في كلمته أيضا “نقسم بالله العظيم، ونعاهد الشهداء، لن نستكين حتى تحرير سوريا من الباب إلى المحراب، ونرى الجناة محاكمين علنا، ومحاسبتهم في المعتقلات التي شهدت تعذيب أطفال درعا”، لافتا إلى أنه “حتى يومنا هذا يخرج في كل جمعة متظاهرون في سوريا، لكن العالم لا يسمع ويرى ذلك، ولكن من حوران بدأت الثورة، وسنقص للأجيال حكاية ابتداء الثورة منها”.
وأعلن الجربا أن الائتلاف قرر التبرع للرابطة، من أجل تقديم خدماتها، بمبلغ نصف مليون دولار، في وقت أعرب فيه “بأن يسفر المؤتمر عن نتائج إيجابية، تستجيب لتطلعات الشعب”.
الحكومة المؤقتة تهدف لبناء الإنسان
من ناحيته قال الدكتور أحمد طعمة، رئيس الحكومة السورية المؤقتة المعارضة، بأن الهدف الأساسي في الحكومة، هو بناء الإنسان الحر، الذي يعيش في دولة مدنية ديمقراطية تعددية، تتيح الفرصة لكل شخص بطرح آرائه في جميع المؤسسات”.
وأكد طعمة في كلمته، على أن الحكومة “تركز على نقطتين، أولها ترسيخ فكرة أن الحكومة خادمة للشعب لا خادمة لنفسها، لتحسين وضع الناس لا وضعها، وصولا إلى الفكرة الثانية وهي بأننا نريد للحكومة أن تعمل باخلاص وصواب، وعندما يترافقان لابد للعمل إلا أن ينجح، ونسعى ونبذل جهدنا للعمل على هذا”.
تركيا تخشى من تقسيم المنطقة
من ناحيته قال والي شؤون السوريين في تركيا، فيسل يلماز، بأن الحكومة التركية “تعمل على مبدأ أنها لا نرتاح طالما جيرانها غير مترتاحين، ففي سوريا هناك مطالب مشروعة للشعب، والعالم أجمع بات يعرف الوضع الحالي الذي آلت إليه الأمور، وكل ما يمس السوريين يشعر به الأتراك”.
وشدد دالماز في كلمته “على رفض تقسيم سوريا، والذي سيؤدي الى عدم الاستقرار في المنطقة، ودخولها في صراع، حيث تدعو تركيا إلى الوحدة والاستقرار، ولا يمكن لها إلا الدعوة إلى التآخي، لأن هذه هي رسالتها في مواجهة التهديدات التي تستهدف المنطقة برمتها”.
من جهة أخرى لفت دالماز إلى أن “تركيا قامت بما يتوجب عليها حكومة وشعبا، وربما تركيا لا تصل إلى مناطق في حمص وحماة وغيرها، إلا أنها تعلم ما يجري في تلك المناطق”، متسائلا “كيف لنا أن نكون مرتاحين في تركيا، وهناك من وصل لوضع اضطر فيها لأكل لحوم الكلاب والقطط”، منتقدا المجتمع الدولي الذي لا يلقي لهذا الوضع المأساوي بالا، في وقت تمنى فيه أن يسفر المؤتمر عن حلول ناجعة لأهل حوران.
من ناحيته أكد رئيس منظمة الإغاثة الدولي IHH بولنت يلدرم، أنهم في المنظمة “عاصروا حروبا كثيرة في مختلف أنحاء العالم، ولكن ما يحدث في سوريا لم يشهد له مثيل من قبل، حيث عمليات القتل من جهة، وعمليات تلميع صورة القتلة من جهة، وللأسف فإن هناك سعي لطرح القضية على أنها مجموعة إرهابيين يسعون لافتعال حرب أهلية، وهو أمر خطير”.
وأضاف يلدرم، “أن المنظمة تمكنت من الوصول إلى كل مكان في سوريا”، في وقت دعى فيه إلى التوحد في العمل الجماعي، والتواضع، والعمل المشترك لتحرير سوريا وبنائها”، محذرا المعارضة بالقول “إن لم تفعلوا ذلك فستتحملون هذه المسؤولية”.
وافتتح اليوم مؤتمر للداعمين أقامته رابطة أهل حوران في مدينة إسطنبول، حضره كبار رموز المعارضة من الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، المجلس الوطني السوري من بينهم عضو الائتلاف ورئيسه السابق معاذ الخطيب، ورئيس الحكومة المؤقتة أحمد طعمة، ووالي شؤون اللاجئين السوريين في تركيا فيسل دالماز، فضلا عن رئيس المجلس الوطني جورج صبرا، ورئيس منظمة الإغاثة الدولي IHH بولنت يلدرم، وعدد كبير من الضيوف الذين أعلنوا عن تبرعات ومنح كبيرة لدعم الرابطة ومشاريعها.
وافتتح المؤتمر د. محمد راشد الحريري رئيس رابطة أهل حوران، الذي قال في كلمته “اذكر واحث كل من يتردد بالعطاء بأن يزيح هذا التردد، وان ينطلق للعطاء، لأن الإنسان المتحضر هو من يفرح بالعطاء، مثلما يفرح غيره بالفضل والنوال”.
وقال أديب غازي الأمين العام للرابطة “إن الرابطة ولدت لبناء الإنسان، وجمع الكلمة، وللم الشمل، وتوحيد الصف، وترتيب العمل للتخلص من العشوائية والارتجالية، مؤكدا أن الجرح كبير، وبأن أهل حوران يتطلعون من أجل المنح وتقديم الدعم”.
ورابطة أهل حوران تجمع إغاثي يهدف إلى تقديم المساعدات لأهل حوران، وتهدف إلى نقل المساعدات من رجال الأعمال إلى الداخل، وفي الوقت الذي تقدم فيه منحا دراسية للطلاب المتفوقين ومن عانوا من صعوبات في إكمال تعليمهم، فضلا عن الصعوبات التي يجدها المواطنون في الحصول على المساعدات الطبية.