الجزائر: تزايد حالات العنف ضد المرأة رغم حملات التوعية
رام الله-شبكة راية الاعلامية:
تشير الأرقام الرسمية إلى تزايد حالات العنف ضد المرأة في الجزائر، رغم حملات التوعية التي تقوم بها السلطات والجمعيات التي تدافع عن المرأة، وتحارب العنف الممارس ضدها، وذلك عشية اليوم العالمي لمحاربة العنف ضد المرأة، إذ بلغت الحالات المسجلة خلال تسعة أشهر من السنة الحالية إلى 7000 امرأة معنفة، والرقم الحقيقي حسب الجمعيات أكبر بكثير، خاصة وأن هناك الكثير من النساء لا تصرحن بما تتعرضن له.
وحسب الأرقام المقدمة من طرف الشرطة الجزائرية فإن 7010 امرأة أودعت شكوى بسبب العنف الذي تعرضن له، بينهن 5034 حالة عنف جسدي، وكذا 1673 امرأة ضحية سوء المعاملة، و27 امرأة كانت ضحية للقتل العمدي، ويأتي الأزواج في المركز الأول في تصنيف المعنفين للمرأة ب1608 حالة، متبوعين بالأبناء ب538 حالة، ثم الإخوة ب 418 حالة.
هذه الأرقام جعلت المنظمات المدافعة عن المرأة تدق ناقوس الخطر، من أجل التوعية بمخاطر تزايد هذه الظاهرة، إذ قامت منظمة “شبكة وسيلة” أمس بتنظيم جولة داخل حديقة التسلية بابن عكنون بالعاصمة، من أجل التوعية بالإرهاب الذي تتعرض له المرأة في المجتمع الجزائري، خاصة في ظل مجتمع ذكوري ما يزال يعتبر في الكثير من الحالات بأن المرأة كائن من الدرجة الثانية مسلوب الحقوق، ويمكن أن يتعرض لكل أنواع العنف والإهانة.
من جهتها قالت مريم بلعلا رئيسة جمعية ” اس اوس نساء في شدة” إن ظاهرة العنف ضد المرأة في تزايد مقلق، رغم كل حملات التوعية، مشيرة إلى أنه لا يوجد ما يكفي من رعاية ومن تكفل بالمرأة المعنفة.
وأوضحت أن أشكال العنف في تزايد، وليس فقط العنف المتعارف عليه، وهو الضرب والاعتداء الجسدي، مشددة على أن نساء كثيرات تعانين من عنف لفظي من تحرش جنسي ومن الحرمان من الرعاية والاهتمام والحنان الأسري، وهو كله عنف موجه ضد المرأة.
وأكدت على أن جمعيتها التي تحاول إيواء النساء اللواتي تعرضن للعنف أي كان شكله، تعاني من نقص الإمكانيات، ولا تحصل على أي دعم من الدولة، بل تعيش على الهبات والمساعدات التي تتلقاها من المحسنين، معبرة عن أملها في تولي الدولة مزيدا من الاهتمام بالجمعيات التي تعمل على مساعدة النساء اللواتي يعانين في المجتمع.