قدري جميل: بقاء الأسد في منصبه حتى الانتخابات القادمة محسوم وموقف حزب الله عاقل جدا
رام الله-شبكة راية الاعلامية:
أعرب نائب رئيس الوزراء السوري المقال قدري جميل عن اعتقاده أن بقاء الرئيس السوري بشار الأسد حتى الانتخابات الرئاسية المفترض إجراؤها العام المقبل “صار أمرا متفقا عليه من قبل القوى الدولية”، ورفض في الوقت نفسه الحديث صراحة عن إمكانية قيامه بلعب دور قيادي في سورية ما بعد نظام الأسد، وقال إنه “ثوري منضبط .. ملتزم بقرارات الحزب الذي أنتمي إليه .. ولا رغبة لدي سوى في أن تنتهي مأساة الشعب السوري”.
وقلل جميل من قدر وأهمية انطلاق بعض الحملات الدعائية لإعادة ترشح الأسد لرئاسة بلاده، ووصف هذه الحملات “بغير الجدية”.
وقال جميل في اتصال هاتفي مع وكالة الأنباء الألمانية: “نعم الأسد قال إنه لا يوجد ما يمنعه من الترشح مجددا للرئاسة، ولكنه ربط ذلك بعاملين: الرغبة الشخصية والرغبة الشعبية .. والأولى برأيي موجودة ولكن الثانية من المبكر جدا الحديث عنها”.
وتابع: “أعتقد أن بقاء الأسد على رأس عمله حتى إجراء الانتخابات القادمة صار أمرا متفقا عليه ومحسوما من قبل القوى الدولية”.
وتم إقالة جميل، الذي كان يشغل منصب نائب رئيس الوزراء السوري للشؤون الاقتصادية، الشهر الماضي، وأرجع النظام ذلك إلى تغيبه عن عمله وعقده لقاءات في الخارج “دون إذن”.
ونفى جميل أن يكون تركيز القوى الغربية على الملف النووي الإيراني قد أدى بشكل أو بآخر إلى تراجع اهتمامهم بالأزمة السورية , وقال: “الروس والأمريكان وكل القوى الدولية أصبحوا مدركين أن هناك فاشية جديدة متمثلة في القوى المتطرفة ظهرت وتتقدم بسبب الأوضاع في سورية ومن ثم فاستمرار هذا الوضع صار خطرا يهدد المنطقة والعالم”.
ووصف جميل موقف حزب الله وأمينه العام حسن نصرالله من الأزمة السورية بأنه “عاقل جدا”، وقال :”الرجل يدعم الحل السياسي ويتهم من يرفضون هذا الحل بأنهم يريدون استمرار نزيف الدم بسورية وهو موقف عاقل جدا .. وإذا قدم حزب الله لسورية لدعم النظام، وهو يعترف بذلك ولا ينكره ، فهو لم يأت أولا، ولكن بعد أن قدم إليها عشرات الألوف من المسلحين الأجانب في الجبهة الأخرى”.
وعن مؤتمر (جنيف – 2) الذي تتواصل المساعي لعقده لحل الأزمة السورية، رأى جميل أن “هناك اتفاقا دوليا على ضرورة الإسراع بعقده باعتباره المخرج الوحيد المطروح حتى الآن لحل الأزمة السورية”.
وقال: “المهم الآن هو عقد جنيف – 2 ليكون هناك اتفاق دولي على إخراج كل المسلحين الأجانب من سورية ، وإذا لم تستطع القوى الدولية إخراج هؤلاء المسلحين ، فالسوريون سيكونون بغض النظر عن مواقعهم موالاة ومعارضة قادرين على التفاهم من أجل إخراج هؤلاء بالقوة من وطنهم”.
واعتبر جميل أن جنيف – 2 سيكون “بداية لتعهد السوريين بإيقاف النزاع المسلح فيما بينهم وبدء عملية سياسية ديمقراطية تحت رقابة جدية تسمح للشعب السوري بتقرير مصيره، وهو أيضا بداية لإنهاء التدخل الخارجي عبر إلزام القوى الغربية الدولية لبعض الدول والقوى الإقليمية بالكف عن العبث بأمن وسيادة سورية”.
ولفت إلى أن “جزءا هاما وكبيرا من المسلحين المتطرفين ليسوا من أبناء سورية وإنما قدموا إليها من الصين وأسبانيا وليبيا وتونس وأفغانستان وغيرها من الدول.. وأتساءل ما علاقة هؤلاء بالثورة السورية وبرامجها المطالبة بالكرامة والحرية والديمقراطية”.
وأشار إلى احتمال تطور الأمر إلى تصارع بين هؤلاء المتطرفين “مع السوريين أصحاب القضية سواء كان هؤلاء السوريين مع الم