محيط السفارة الإيرانية في بيروت منطقة ‘معزولة ومنكوبة’ بعد التفجير الانتحاري المزدوج
رام الله-شبكة راية الاعلامية:
بدت المنطقة المحيطة بالسفارة الإيرانية في العاصمة اللبنانية بيروت صباح الأربعاء أشبه بجزيرة منكوبة ومعزولة بعد التفجيرين الانتحاريين اللذين استهدفاها الثلاثاء ما أدّى لمقتل 24 شخصا وجرح 147، اذ غابت الحركة اليومية المعتادة وأقفلت المحال التجارية والمكاتب وغادر معظم السكان منازلهم إلا ما ندر، بعد الدمار الكبير الذي ألمّ بها.
وبدأ عدد قليل جدا من سكان المنطقة الميسورين بمعظمهم، بلملمة جراحهم ورفع أنقاض ما تدمر من منازلهم بشكل محدود بفعل الإجراءات الأمنية المشددة التي يتخذها الجيش اللبناني لحين انتهاء التحقيقات ورفع الأدلة الجنائية .
وباشر عدد من أفراد المباحث الجنائية منذ الصباح الباكر عملية مسح شاملة لمكان التفجيرين اللذين نفذهما انتحاريان استهدفا محيط السفارة، ما أدى – وبحسب أحدث حصيلة قدمتها مصادر طبية وجنائية - لمقتل 24 شخصا، بينهم المستشار الثقافي في السفارة إبراهيم الانصاري، واللبناني رضوان فارس المسؤول الأول عن أمن السفارة الإيرانية وحماية السفير غضنفر ركن أبادي، الذي نعاه حزب الله أمس، وجرح 147 آخرين.
من يستطيع أن يدخل المنطقة سيرا على الأقدام، يرى هول الكارثة وحجم الدمار الكبير الذي لحق بالمنطقة، واجهات الأبنية مدمرة، زجاج المنازل والمحال التجارية أصبح كالهشيم، عشرات السيارات التي كانت مركونة وقت التفجيرين محترقة تنبعث منها رائحة الموت.
في وسط الشارع “أشلاء سرير”، عواميد كهربائية عملاقة سقطت محطمة ما لم يحطمه عصف الانفجار، وعلى أحدى الشرفات المدمرة نسوة ارتأين احتساء القهوة واستذكار التفاصيل المرة للحادثة.
جمال (50 عاما) أحد سكان المنطقة الذي رفض الكشف عن هويته الكاملة، وصل صباحا الى منزله الذي لم يتمكن من المبيت فيه بسبب حجم الدمار الذي اصابه نظرا الى أنّه يقع على بعد أمتارا قليلة عن مقر السفارة المستهدفة. وكان مع عائلته لحظة وقوع الانفجار “لكن الحمد لله لم يتضرر أحد منا”، كما يقول.
وأضاف جمال لوكالة (الأناضول) والصدمة تملأ عينيه “أي بربرية هذه يتعامل بها المجرمون مع الإنسان؟ لقد تضررت منازل الساكنين في هذه المنطقة بشكل كبير وأنا أعجز عن وصف ما أراه الآن”.
وانتقد بعض السياسيين دون تحديدهم “الذين شمتوا بما حصل”، متهما إياهم بالعمل من أجل “زرع الفتنة والحقد والكره بين اللبنانيين”.
وأوضح جمال، الذي يعمل خارج لبنان، أنه وبعد ما يشاهده اليوم وما يمر به لبنان قرر وبشكل نهائي الانتقال مع عائلته للعمل والاستقرار خارج لبنان .
وعن وجود تعويضات لمن تضرر بفعل التفجيرين، نفى أن تكون أي جهة عرضت مساعدتها للتعويض على المتضررين حتى اللحظة.
جيران جمال ارتأوا توضيب بعض حاجياتهم للانتقال من المنطقة لحين اعادة الاعمار، علما أن وزارة الشؤون الاجتماعية أعلنت يوم أمس أنّها ستؤمن إقامة مؤقتة للمتضررين من الانفجار.
أما مقر السفارة الايرانية، فعجّ بالمئات من المعزين من سياسيين واعلاميين وشخصيات اجتماعية، كان في استقبالهم مساعد وزير الخارجية الايرانية حسين امير عبداللهيان والسفير الايراني في بيروت.
ووقع انفجاران في الضاحية الجنوبية لبيروت في شهر أغسطس/ آب الماضي، الأول في منطقة بئر العبد، أدّى إلى سقوط عدد من الجرحى، والآخر في منطقة الرويس راح ضحيته 30 قتيلا ومئات الجرحى.
وبعد الانفجار الثاني، اتخذ حزب الله سلسلة إجراءات أمنية مشددة على الداخلين والخارجين من الضاحية الجنوبية، وأقام حواجز تفتيش أمنية عند كل مداخل الضاحية؛ تخوفا من دخول سيارات مفخخة إلى المنطقة، وهو ما فسره منتقدون بأن الحزب ينتهج سياسة “الأمن الذاتي”.
المصدر: الأناضول