حزب الله خارج معركة القلمون وأولويته التصدي للمسلحين السوريين على الحدود
رام الله-شبكة راية الاعلامية:
تتضارب المعلومات حول انطلاق معركة “القلمون” بين الجيش النظامي السوري وكتائب المعارضة السورية المسلحة، ففيما يؤكد المرصد السوري لحقوق الإنسان انطلاق المعركة يوم السبت الماضي من بلدة “قارة” الحدودية السورية، من دون مشاركة حزب الله اللبناني فيها، يشير مقربون من الحزب إلى أن المعارك في البلدة المذكورة ليست إلا “تحضيرية للمعركة الكبرى” وأن مقاتليه سيتواجدون حيث تقتضي المهمة.
وأوضح رامي عبد الرحمن، مدير المرصد السوري لحقوق الانسان، في اتصال هاتفي من مقره في بريطانيا مع وكالة (الأناضول)، أن معركة “القلمون” بدأت وبشكل مؤكد يوم السبت الماضي من بلدة “قارة”، لافتا إلى إمكانية أن تكون “هذه المعركة مرحلية فلا يشن النظام السوري حملة عسكرية على كل البلدات في نفس الوقت بل على مناطق محددة في توقيت محدد”.
وأشار عبد الرحمن إلى أن النظام السوري يسعى حاليا لعزل “قارة” عن محيطها ليقدم بعدها على الخطوة التالية.
وتقع قارة على الطريق الرئيسي الذي يصل بين مدينتي دمشق وحمص وهي تبعد نحو مائة كيلومتر شمال العاصمة دمشق، ونحو سبعين كيلومتراً جنوب مدينة حمص.
وتُعتبر قارة جزء من منطقة القلمون الممتدة من جبال لبنان الشرقية وسلسلة الجبال الغربيّة السورية غرباً إلى بادية الشام شرقاً، ومن سهول حمص شمالاً إلى دمشق جنوباً.
وعن مشاركة حزب الله في معركة “القلمون”، أشار عبد الرحمن إلى أنّه لا أدلة لمشاركة أي من عناصره حتى الساعة، لافتا إلى اقتصار وجود الآلاف منهم حاليا على الحدود اللبنانية، وقال: “مهمتهم حاليا هي الاشتباك مع المسلحين السوريين الذين يحاولون الدخول الى لبنان”.
وتُعتبر جبهة النصرة من فصائل المعارضة السورية المسلحة الفاعلة والقوية في “القلمون” بحيث يتركز تواجدها في مناطق يبرود ورنكوس وفي المرتفعات، كما تتواجد الدولة الإسلامية في العراق والشام في عدد من المدن والقرى بالاضافة الى عناصر لـ”الكتيبة الخضراء” الجهادية التي برزت مؤخرا.
ولا تسيطر المعارضة المسلحة على كامل منطقة القلمون بحيث لا يزال النظام السوري يمسك بعدد لا بأس به من بلدات المنطقة.
ولفت عبد الرحمن إلى أن المعركة في المنطقة المذكورة “استراتيجية” للطرفين المتقاتلين وبشكل خاص للنظام السوري، باعتبار أنّه ولو نجح بفرض سيطرته عليها، أمّن الحدود مع لبنان كما طريق دمشق- حمص الساحلي.
وأضاف: “كما تهدف المعركة وبشكل رئيسي لتأمين مستودعات أسلحة حزب الله المنتشرة في المنطقة”.
أما أبرز بلدات وقرى القلمون فهي “صيدنايا” و”عين منين” و”معلولا” و”رنكوس″ و”تلفيتا” و”بخعة” و”جبعدين” و”حلبون” و”النبك” و”القطيفة” و”الرحيبة” و”يبرود” و”قارة” و”دير عطية” و”رآس المعرة” و”قرية السحل” و”عسال الورد”.
تأكيد المرصد السوري لحقوق الإنسان انطلاق معركة “القلمون” لا يلقى صدى لدى مقربين من حزب الله، إذ يشير الخبير العسكري والاستراتيجي المقرب من الحزب، أمين حطيط، إلى أن “المعركة لم تبدأ بعد”، لافتا إلى أن الاشتباكات الدائرة في بلدة “قارة” ليست إلا جزء من “عملية إنتاج البيئة المناسبة للمعركة من خلال محاصرة المنطقة وإمساك مداخلها.”
وأوضح حطيط لوكالة “الأناضول” أن حزب الله سيكون “موجودا حيث تقتضي المهمة”، وبالتالي اذا كان دخوله الى القلمون مع بدء المعركة مطلوبا، “لا نستبعد دخول الآلاف من عناصره”، أما “اذا كانت المهمة تقتضي أن يكون على الحدود لمنع دخول المسلحين فهو لن يتوانى عن ذلك.”
وأعرب حطيط عن قلقه من تدفق عشرات آلاف المقاتلين السوريين إلى لبنان بالتزامن مع انطلاق المعركة في “القلمون”، لافتا إلى تواجد 80 ألف مقاتل أجنبي داخل سوريا قد يدخل أيضا جزء منهم الى لبنان.
ولا يوجد احصاءات دقيقة لعدد المقاتلين الأجانب في سوريا، وكانت صحيفة “واشنطن بوست” أشارت في تقرير الشهر الماضي استنادا إلى تقديرات متحفظة، إلى أن عدد المقاتلين الأجانب الذين دخلوا سوريا على مدار العامين الماضيين تراوح بين 5 و10 آلاف مقاتل.
ودعا حطيط الدولة اللبنانية لاتخاذ “قرار سياسي” بتوكيل مهمة حماية الحدود مع القلمون والتي قد تصل مساحتها الى 45 كلم، للجيش اللبناني، الذي سيتمكن في حال تخصيصه لوائين أو 3 من إمساك المنطقة، إلا أنّه استبعد حصول ذلك لأسباب “سياسية داخلية” لم يحددها.
وأكّد الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، الأسبوع الماضي، أن مقاتليه باقون في سوريا ما دامت الأسباب قائمة لمحاربة “الهجمة التكفيرية” والدفاع عن سوريا.
تخوف لبنان الكبير من معركة “القلمون” تجلى بوصول أول دفعة من اللاجئين السوريين والذي قُدّر عددهم ما بين 10 و15 ألف، الى بلدة عرسال اللبنانية الحدودية الشرقية هربا من المعارك التي اندلعت في قارة.
ويتوقع مراقبون أن تتضاعف هذه الأعداد مع اشتداد المعارك، في ظل مخاوف من تسلل مسلحين جهاديين إلى الداخل اللبناني إذا نجحت القوات السورية النظامية بالتضييق عليهم وإغلاق المنافذ والسيطرة على مواقعهم.
ويبلغ عدد اللاجئين السوريين المسجلين لدى مفوضية الأمم المتحدة بلبنان 816 ألفا، فيما تؤكد السلطات اللبنانية أن عددهم الاجمالي تخطى المليون و200 الف.
المصدر: الأناضول